العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ

تراتيل شعرية شبابية لرضي والمسجّن

شعر الشباب نافس شباب الشعراء في الشعر، وإن كان الأخير بالخبرة نابعا، فإن لشعر الشباب مذاقه الحلو، مثل ثمرة ناضجة في موسمها، مقطوفة من أغصان شجرة لم يتناوب على اتلافها البرد والحر وهبوب الرياح، مزينة بورود الحب العابقة بالأحلام والآمال.

شعر الشباب زيّن أمسية أسرة الأدباء والكتّاب، حينما أقيمت أمسية لتوقيع ديوانيّ الشاعرين أحمد رضي «تراتيل الخلاص»، ووضحى المسجّن «كفُّ الجنّة»، اللذين قدما إلى جمهور الأسرة مساء الاثنين الماضي مختارات من ديوانيهما حديثيّ الطبع لمؤسسة «فراديس لنشر والتوزيع»، بحضور حشد من المهتمين بتجربة الشاعرين الشابين وشعر الشباب عموما.

قدّم رضي في البداية عددا من القصائد التي تضمنها ديوانه، التي كانت أولها قصيدة متاهات الخلاص التي تقول:

أسمعُ وقعَ خلاخلهنَّ القدسية

لابدَّ إذن...

أن أركض نحو خدعةٍ أخرى...

نحو امرأةٍ أو صحراء

فمنذ القضمةِ الأولى لا شيء تغيّر أو تحرك

الأساطيرُ تبدلُ جلدها

والأبطالُ يدخلون متاهاتِ الخلاص

ويعودون خائبين: جلجامش إلى دلمون

انكيدو إلى حليب امرأة

بوذا إلى شجرة الروح

نيتشه إلى مشفى المجانين

لوركا إلى أقمار غرناطة

بودلير غلى الأفيون

رامبو يرفضُ كل تلكَ الحلول

ويذهب للجحيم

آه أيتها الآلهاتُ

نظفيني من دبق الفيزياء

من جاذبية التراب

من نظرات الجنود

من ختمِ العبيد

من عبثية القصائد

من مخالبِ الموجِ

كوني كل الأساطير وأكثر...

أدخليني المتاهة

ولأعدْ خائبا... كما أشتهي!

كما قدم الشاعر من ديوانه الأول عددا من القصائد القصيرة، كان منها: «هاربان نحو الشمس»، «هذا هو الشاعر»، «حين يستيقظ المرء»، «لو»، «إلى واقعي»، «إنه المطر»، «مشتعلا رؤى»، و «الحب في بلاد الصفيح».

الشاعرة وضحى المسجّن قدمت عددا آخر من قصائدها، استهلتها بمقدمة «أول الصبيّة»، التي تقول فيها:

أول الصبيّة هاجس السر، أول الولد الأسمر فتنة الورد. مرّ بهما شجرُ القبيلة في التفاتة الماء وشرر القوس، يربيان الثغاء في حديث العيون، قال: إني مسرُّ غليكما بسرِّ اللبلابة، العاشقان تذاكرا السرّ، يلتفّان... يتراجعان تماما كما ينبغي لريشةِ حُبّ، كبرَ بينهما المعنى، يتكشّف عن السر في هاجسه، عن الورد في الفتنة يأوي.

قدمت بعدها ثلاث قصائد هي: «حور المعنى»، «كلما القوس قالت أحبك»، و «يطمئن إلى قلبها»... إذ جاءت القصيدة الأخيرة لتقول في جزء منها:

غض عن دفئها طرفه

شفّ عن سرّة الكونِ

أوْلَمَ ضوءا خفيفا

حسبته الفتاةُ رصيفَ طفولتها

نورسا يقتفي شالَ أحلامها

شجرا لا يضلُّ

يمرُ وئيدا

بكى...

الذي فيكَ فيّ

أصابعُ طينتهِ/ صوتُ أطفاله

لثغةُ الرمل حين أفرُّ وإذ تنحني

دسَّ أوتاره في الصدى... وبكى

دَرَجٌ مُوحِلٌ

ودُمي في يمين الكنايات

أو شارعٌ أرّقته المسافةُ

فقاعةٌ لامست ثغرَ طفلٍ

وأمٌ ترتّبُ شكل الحنينْ

وكلُ التفاصيل...

من نغمة نسيِّتْ خيطَ حكمتها

غفلة أطفأت جبهةَ الكونِ... تُتركُ

مثلي ومثلك محشورةٌ في الفراغ

تحوّل عن دورِه

صارَ يوقف أقداره

لا حريصا على أحدٍ

ليس تشغله عُقدةُ الذنبِ

أيُّ تكلّم

أيّ تلّوى

ومن سوف يولدُ أو سيموت.

العصافير تعرف وجهتها

والحقول ستنمو بلا مطرٍ

وسيخرجُ طفلٌ من البيتِ ثم يعودُ إلى أمه سالما

وستُلقى فتاةٌ مشاعرها هشة، «حبها الـ كان»

تبسمُ في وجهه وتمرُّ

فدون يديه أكن أنا مثلُ اسمي

وأنت كفكرة قلبي

طريقا رماديا

تلى ذلك توقيع نسخ من ديواني الشاعرين الشابين ضمن أجواء تنوعت في حضورها الأسماء والشخصيات الكبيرة في الشعر والأدب، جنبا إلى جنب، مع عدد من المهتمين والهواة الشباب في هذا المجال.

العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً