العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ

مَنْ قتل بوتو... مشرّف أم طالبان؟

«مَنْ قتل بوتو؟»... سؤال لم يتردد كثيرا، حتى جاءت الإجابة عنه منقسمة على حركة طالبان الأفغانية والرئيس الباكستاني برويز مشرّف.

ففي الوقت الذي رجح فيه محللون سياسيون، وقوف حركة طالبان الأفغانية وتنظيم «القاعدة» وراء اغتيال زعيمة حزب الشعب المعارض بنظير بوتو، مرجعين ذلك إلى تعهداتها المتكررة بمكافحة ما تسميه «التشدد الإسلامي»، رجح آخرون وقوف مشرف وراء الحادث في إطار سعيه للتخلص من منافسيه السياسيين.

وبشأن تداعيات مقتل بوتو توقع محللون في تصريحات خاصة لـ «إسلام أون لاين.نت» أن يؤدي الحادث إلى تأجيل موعد الانتخابات التشريعية المقررة في 8 يناير/كانون الثاني المقبل، كما توقعوا أيضا زيادة فرص حزب بوتو في هذه الانتخابات للتعاطف الشعبي الكبير معه بعد اغتيال زعيمته.

فقد اعتبر المحلل السياسي الباكستاني مصباح الله عبدالباقي أن حركة طالبان وأنصارها هم من يقفون وراء مقتل بوتو، ورد ذلك لتصريحاتها المنددة بما أسمته «التشدد الإسلامي».

وأشار عبدالباقي إلى أن: «بوتو اعتادت قبل عودتها لباكستان في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الإدلاء بتصريحات تقول فيها: إنها في حال وصولها للسلطة ستسمح للجيش الأمريكي بتعقب عناصر طالبان وتنظيم القاعدة على الأراضي الباكستانية».

وأردف قائلا: «من التصريحات الخطيرة التي ألبت الجماعات الإسلامية ضد بوتو تصريحاتها التي قالت فيها قبل عودتها لباكستان بأنها ستسمح لأميركا والوكالة الدولية للطاقة الذرية باستجواب «أبو القنبلة النووية» الباكستاني عبدالقدير خان».

وكان مشرّف قد أعلن في فبراير/شباط 2004 العفو عن خان، بعد أنْ أقرّ بأنه سرب أسرارا نووية لليبيا وإيران وكوريا الشمالية. وكانت واشنطن هي التي أثارت قضية تسريب خان هذه الأسرار.

واعتبر المحلل الباكستاني أنّ «الجماعات الموالية لطالبان استقبلتها يوم عودتها بتفجيرانتحاري استهدف موكبها في مدينة كراتشي، ونجحوا أخيرا في اصطيادها هذه المرة ، خصوصا بعد إعلانها أنّ مشرّف مقصرٌ في الحرب على الإرهاب والتشدد الإسلامي».

المحلل السياسي الباكستاني عبدالرحمن حياة من جانبه اتفق مع رؤية عبدالباقي بشأن ضلوع القاعدة وطالبان في اغتيال بوتو.

واعتبرأنّ «التصريحات الأخيرة التي كانت تصدرها زعيمة حزب الشعب الباكستاني بشأن أهمية دعم باكستان لأميركا في الحرب على ما يُسمّى الإرهاب عجّل بقتلها من قبل طالبان وأنصارالقاعدة في باكستان».

تداعيات خطيرة

وفي الوقت الذي استبعد فيه حياة ضلوع مشرّف في مقتل بوتو، «على أساس أنّ أميركا رعت عملية التقارب السياسي بينهما»، رأى آخرون أنّ أصابع الاتهام تشير إلى مشرّف الذي يرى في بوتو منافسا سياسيا له في البلاد.

فقد اعتبر الخبير في الشأن الباكستاني شريف عطوي أنّ: «احتمال ضلوع مشرّف في اغتيال بوتو مطروح في إطار مساعيه للتخلّص من خصومه السياسيين، بعد أن أظهر للعالم تعاونه معهم، ولاسيما أنّ تعاونه مع بوتو كان برعاية أميركية ومقتلها في هذا التوقيت يظهره أمام أميركا بالبريء». كما لم يستبعد عطوي أيضا تورّط الجيش والاستخبارات الباكستانية في التخلّص من بوتو بعد تصريحاتها التي أبدت فيها استعدادها تسليم الخبيرالنووي الباكستاني عبدالقدير خان للولايات المتحدة، وبعد أن استعدت رجال الدين الذين وصفتهم بالتشدد.

تأجيل الانتخابات

وعن التداعيات المترتبة على مقتل بوتو في باكستان قال حياة: «من المتوقع تأجيل الانتخابات التشريعية، فضلا عن توقعي بفوزحزب الشعب الذي كانت تتزعمه بوتو بعدد كبير من المقاعد نظرا إلى التعاطف الشعبي الذي سيحظى به جراء مقتل زعيمته».

ورأى حياة أنّ: «احتمالات عودة العنف بعد مقتل بوتو مرتفعة جدا، والعنف الطائفي أيضا، باعتبارأنّ بوتو تنتمي للطائفة الشيعية، وهو ما قد يؤدي لتصادم بين السنة والشيعة في باكستان».

عبدالباقي لم يختلف في رأيه مع مصباح عن تداعيات اغتيال بوتو، إذ توقع تأجيل الانتخابات التشريعية. إلا أنه رأى أنّ حزب الشعب سينهار بعد مقتل بوتو التي تعد آخر زعيمة سياسية من عائلة «ذو الفقار علي بوتو» مؤسس الحزب. كما توقع أنْ تندلع أعمال فوضى وعنف في البلاد.

واغتيلت زعيمة المعارضة الباكستانية بنظير بوتو في انفجار وقع خارج موقع تجمع حاشد لأنصارها في مدينة راولبندي الخميس الماضي.

وكانت بوتو قد نجت من محاولة اغتيال سابقة في أكتوبر الماضي إثر وقوع انفجارين استهدفا موكبها في مدينة كراتشي؛ وهو ما أسفر عن سقوط 133 قتيلا ونحو 500 جريح في صفوف أنصارها.

العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً