العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ

ساس يسوس

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

غريبة هي السياسة، فمن المفترض أنها هي الإجراءات والطرق التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات من أجل المجموعات والمجتمعات البشرية، أو علم قيادة الشعوب إلى بر الأمان ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد. سبب الاستغراب هو أن السياسة في عالمنا الثالث تقود بالعكس إلى حدوث النكبات والحروب الأهلية وأعمال الشغب والنهب والتخريب. وبالرجوع إلى حوادث الأسبوع الماضي بدءا من باكستان مرورا بكينيا نجد أن ما ذهبنا إليه ماثل للعيان.

باكستان عقب إعلان فوز الرئيس برويز مشرف بولاية جديدة في ظل حال الطوارئ لم تسلم من وقوع هجوم غادر أودى بحياة زعيمة المعارضة بينظير بوتو، ما تسبب في حدوث حال من الغضب انعكس وبالا على مجمل الحياة العامة التي أصابها الشلل وبلغت حصيلة أعمال التخريب نحو 200 مليون دولار حسب حصيلة حكومية.

كينيا هي الأخرى وعقب معركة انتخابية حامية لم يقتنع زعيم المعارضة بالهزيمة ولم يرغب الرئيس في التنازل عن الكرسي، فاختلط الحابل بالنابل وعادت شوارع كينيا أشبه بما شهدته رواندا ابان أيام الحرب الأهلية وضاعت أرواح الكثير من البشر بفعل سحر السياسيين.

لماذا لا يقتنع ساستنا بالسياسة ويتشبثون بالمناصب على حساب المبدأ ويضعون مصلحتهم الشخصية أو الحزبية الضيقة فوق مصالح الشعوب التي يعتزمون قيادتها؟ لماذا لا نرضى بالديمقراطية ونعترف بالفشل والهزيمة ونترك الفرصة للآخر ونعمل على إصلاح حالنا حتى نعود مرة أخرى لمواصلة المسيرة؟

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً