العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ

«العليوي» أسرة عريقة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في أحد المنتديات على الإنترنت، ومع الأسف فإنّ كثرة من المنتديات بدلا من أنْ تكون وسيلة ثقافية في شتّى المجالات والعلوم أصبحت اليوم مأوى للمتسكعين والسبابين والشتامين و«اللوفريه» الجدد... فمَنْ لا أصل له ولا نسب يشتم ذوي الأصول والأنساب، ومَنْ لا أخلاق له ولا دين يلمزأصحاب الخلق الرفيع والدين القويم، ومَنْ لم يقرأ في حياته كتابا قط يتعالى على المثقفين، ومَنْ لم يقل «لا» في حياته قط يُعيب على الشرفاء منَ السياسيين... وهكذا دواليكَ. ومَنْ أراد أنْ ينفس عن أضغان يحملُها وأحقاد يدفنُها بين كلمات التسقيط والتخوين والتصغير والاحتقار لذوات الأشخاص والأسر الكريمة المتعففة. بعضهم يكتب لينفس عن أحقاده، وبعضهم يكتب نظير راتب شهري يأكله هو ويطعم عياله به وهو حرام، يأكله كما يأكل لحوم إخوانه في الدين أو نظرائه في الخَلْق.

وشيوع ظاهرة السب والشتم من خلف جدر (أسماء مستعارة) في المنتديات يعتبركارثة كبيرة ومصيبة عظيمة، تضاف إلى الكوارث والمصائب التي ابتليت بها أمتنا العربية الإسلامية... وأيّ أخلاق ننتظر من جيل ينشأ على السب والقذف والتعريض بالناس؟ ثم ما هي المحصلة النهائية والفائدة من هذا السب والشتم؟ وقد تعرّضت شخصيا لفصول من السب والشتم والتسقيط (في منتديات شيعية وسنية) ولم أبالِ فالسباب والشتائم تدل على أخلاق أصحابها المبتذلة، ولديّ قاعدة في ذلك وهي أنْ أتعامل مع هؤلاء بحسب أخلاقي، وليس أخلاقهم... فإنْ كانت أخلاقهم تسمح لهم بالسب والشتم والتصغييروالتحقير وإهانة الآخرين؛ فإنّ أخلاقنا كعرب ومسلمين ترفض المعاملة بالمثل والردعليهم.

ولكن حزّ في نفسي أمرٌ آخر، وهو محاولة النيل والإساءة إلى إحدى الأسر البحرينية العريقة وهي أسرة «العليوي»، والتي تعودُ أصولها إلى الفضول من طي، وهي أسرة ثابتة الأصل ومعروفة المنبت، وقد ذكرها المؤرّخون في كثير من المراجع، منها ما تطرّق إليه علاّمة الجزيرة حمد الجاسر في جمهرة النسب، والذي أشار فيه إلى مراجع أخرى. هذا ما خطته أيادي النسّابة العارفين بالانساب، وجمهرة من الكتّاب والمؤلّفين.

أمّا شهادتي في هذه الأسرة الكريمة (أسرة العليوي) وإنْ كانت مجروحة نظرا؛ لأنهم أخوالي إلا أنه لا غروَ بأنه لا مناص من ذكر بعض الحقائق... فالمغفور له بإذن الله تعالى عبدالله بن حمد بن راشد بن حمود بن حمد العليوي، وهو آخر نواخذة «العليوي»، هو جدي من جهة الأم. وقد ركب البحر نوخذة وهو ابن السادسة عشرة -كما حدّثني بذلك شخصيا- وكان نوخذة على رغم صغر سنه إلاّ أن أباه قد أعطاه القيادة نظرا لنباهته وذكائه الفطري ومناقبه الأخلاقية، ومثله يُحلف برأسه كما يُقال، وهو مَضْرب الأمثال في الأخلاق والتعامل الإنساني الراقي... وقد ورث الرياسة كابرا عن كابر، من طرف والده «حمد بن راشد»، وبيت الحمد كان مضرب الأمثال في الكرم، والذي ما بات ليلة في داره دون أن يقيم مآدب العشاء للناس. ومازالت الحجارة تنطق بالحق وشاهدة على عمرانهم في ذلك الحي، ومازال محراب المسجد في داره إلى اليوم دليلا على إقامته لشعائرالدين والحفاظ عليها.

ختاما، فإنّ كل الأنساب تنتهي إلى آدم. ولا فرق بين عربي أوأعجمي إلاّ بالتقوى، ومَنْ لم يقرّبه إليّ عملُه لم يقرّبه منّي نسبُه. ودعوها فإنها منتنة... وغيرها الكثير من الآيات والأحاديث والحكم والعِبر التي تحمل دلالة المعنى ذاته. إلاّ أنّ الإنسان يفخرُ إذا ما انتهى نسبُه إلى عالم أو صاحب مروءة وكرم وشهامة، أومقاتل مردانه، أو غيرهم مما يتغنّى به الشعراء، وتستطيب العرب بذكرهم. وهذا ليس اعتزازا عصبيا بالأصول، بل هو محبّة وكرامة لما قامُوا به من أعمال خيّرة، وما يتحلون به من مناقب أخلاقية راقية.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1947 - الجمعة 04 يناير 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً