العدد 1950 - الإثنين 07 يناير 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1428هـ

تحليلات بن صقر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بدأ العام الماضي بالتهديدات الأميركية المتصاعدة بإشعال حرب جديدة في المنطقة، ستدفع الشعوب على ضفتي الخليج ثمنها من قوتِها ورفاهها وبرامج تنميتها كما حدث في الحروب الثلاث السابقة، وانتهى العام على وعدٍ بالزيارة الميمونة للرئيس جورج بوش للمنطقة، ليحقّق للفلسطينيين دولتهم، وللبنانيين استقلالهم، ولغزّة حريتها!

طوال تلك الفترة، كتب الكثيرون عن هذه الحرب، بعضهم محذّرا منها، وبعضهم مبرّرا لها، وبعضهم أظهر فرحه العارم بقرب نشوبها، ليس حبا في معاوية ولكن بغضا لعلي. بل إن أحد المهووسين طائفيا، أخذ يدعو جهارا نهارا لضرب إيران وسورية معا، وبعدها سيفكّر هو وجماعته في محاربة أميركا!

تلك الكتابات، كانت تسيطر عليها نبرة اليقين بوقوع الحرب، وخصوصا كلما دخلت حاملة طائرات أميركية خليج السويس أو بحر العرب أو مياه الخليج، بل إن أحدهم جزم انها «مسألة وقت ليس إلاّ». في عزّ ذلك التصعيد، كان لافتا ما كتبه سلمان بن صقر آل خليفة، باستحالة نشوب الحرب، وبنبرة يقينية لا يضاهيه فيها إلاّ الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، معتمدا على فكرة بسيطة ومنطقية: «إن أميركا ليست من الغباء بحيث تغامر بأرواح جنودها الـ 180 ألفا في العراق، لأنهم سيتحوّلون مع أول قذيفة إلى رهائن بيد إيران».

الرجل من مواليد مدينة المحرق مطلع الخمسينيات، ومن أبناء الأسرة الحاكمة، درس العسكرية وترقّى في قوة دفاع البحرين، وفي أحد أيام الشتاء مطلع التسعينيات تعرّض لحادث مؤسف، إذ انزلقت به سيارته بسبب المطر الشديد، وانتهى الأمر ببتر رجله، وأصبح يعيش برجل صناعية. زميلنا كتب فترة في «الوسط»، وفي أحد مقالاته الأولى كتب عن معاناته عند دخول مبنى الصحيفة خوفا من الانزلاق.

المفارقة أن بن صقر الذي يتحدث عن طفولة شقية عاشها في حواري المحرق الفقيرة، يتمتع بروح عالية من المرح، ولانتمائه العائلي لا يمكن اتهامه في ولائه عندما يقول: «أنا مع الشعب الفقير الجائع المحروم المضطهد المظلوم المنهوب، ومع معاناته ومشكلاته». وهو يحاول أن يمسك بالعصا بطريقة دبلوماسية، فهو «مع الحكومة الموجودة في المنامة، وهو ضد الحكومة التي تزوّر الأصوات وتشتريها وتنشر الفتن والفرقة وتنهب خيرات الناس وتستغلها». وهو موضوعٌ مازال يطرحه بدرجة كبيرة من اليقين.

في تقييمه لمسألة الفقر، يقول إن هناك فريقا يمثل «أقلية» يرى طرح الموضوع تجنيا على وضع الشعب المرفّه؛ وفريقا آخر يرى أن ذلك هو واقعنا المرير، إن لم يكن أقل من الواقع (وهؤلاء فئة كبيرة ومطّلعة على أحوال المجتمع)، ويدعو إلى الالتزام بحرفية المهنة وقول الحق كمراقبين محايدين.

هذا القلم اختفى من الساحة، ولكن بدأت مقالاته توزّع عبر مواقع الانترنت، وفي مقال أخير، كتب معلقا على الأحداث الأخيرة، ذكَّر فيه بتحذيره في الانتخابات السابقة، من سطوة فريق الموالاة ضد جمهور المواطنين, ولكن (ابن عمك أصمخ).

بن صقر ليس من «وعد» أو «أمل»، ولكنه كتب ما يؤمن به، ويرى أن الموضوع في الأصل اختلاف في وجهات النظر، ولكنه تطوّر من قبل أناس متمصلحين وظيفتهم النفخ في النارويسترزقون منها، ذكر منهم «أبو منكر ونكير»، و«المرتشي في التقرير المثير»، و«أبو الكبوس الكبير»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1950 - الإثنين 07 يناير 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً