العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ

بين «التسجيل» وأساتذة الجامعة... عذابات طالبة حريصة على التعلم

صحتها منعتها من «الحذف والإضافة» فبدأت رحلة المعاناة...

شاءت الأقدار ان أكون على فراش المرض في المستشفى في فترة الحذف والإضافة في جامعة البحرين، ما جعلني أوكل أحد أفراد عائلتي (خالي) مهمة إضافة المواد للفصل الدراسي، إذ إنني من دفعة العام 2005 قسم الإعلام في كلية الآداب، فتسلمت الجدول الدراسي قبل الدوام الدراسي بيوم واحد إذ كنتُ قد خرجت للتو من المستشفى، ولم يخطر في بالي ضرورة أخذ التقرير الطبي، وذلك لاعتقادي بعدم أهميته، وعند دوامي في الجامعة تفاجأت بوجود مقرر قد سبق لي دراسته وهو مقرر (فن الإلقاء)، فقررتُ الانسحاب من المادة وإضافة مادة أخرى بديلا لها، فذهبت لأستاذ هذا المقرر وأخبرته بعزمي الانسحاب من عنده في هذا المقرر، وبصراحه كان نعم الرجل فشرح لي ما يجب عمله في عملية الانسحاب، إذ لم يسبق لي أن قمت بذلك، وأخبرني بأنه يجب أخذ ورقة الانسحاب من قسم التسجيل، فكانت رحلتي إلى قسم التسجيل وعندما وصلت هناك تفاجأت بوجود الكثير من الموظفات ولكنهن لم يكترثن لوجودي، فظللت واقفة ما يقارب 10 دقائق ومن ثم جاءتني إحداهن بملل واضح من خلال سيرها، فأخبرتها برغبتي في الانسحاب من المقرر الذي تم تسجيله في جدولي بالخطأ، إلا أنها أخبرتني بأن أوراق الانسحاب نفدت وأن عليّ الحضور في اليوم الثاني لأخذ ورقة الانسحاب، وانتظرت لليوم الثاني وبحسب جدولي فإنه لا توجد لدي أية محاضرة لأي مقرر، ولكنني ذهبتُ إلى الجامعة من أجل هذه الورقة فقط.

عندما ذهبتُ مجددا إلى قسم التسجيل، أخبرتني موظفة أخرى بأنه يجب عليّ أن أنتظر قليلا لسبب أجهل علمه، فانتظرت ما يقارب نصف ساعة وبعد ذلك أتتني موظفة أخرى واخبرتها بكل ما يجري لي، فاستشاطت غضبا كون ما أفعله هو عين الخطأ، فأخبرتها بأنني جديدة العهد بهذه المسألة (مسألة الانسحاب)، فأبلغتني أنه يجب عليّ الانسحاب فقط، وأن أظل بثلاثة مقررات فقط، إذ إن في جدولي 4 مواد فقط، فخضعت للواقع وأخيرا وبعد مشادة كلامية استخرجت من جنبها ورقة الانسحاب، التي لم تجعلها تدير حتى كرسيها من حيث أستخرجتها... فلماذا كل هذه المشادة والورقة بجانبها؟!

ومع ذلك استسلمت للواقع وأخذت ورقة الانسحاب أخيرا، وملأت ما يجب علي ملؤه، فكانت في الورقة خانتين إحداهما توقيع الأستاذ مدرس المادة، والثاني توقيع رئيس القسم، فأسرعت إلى مكتب أستاذ المقررلكنه لم يكن موجودا في مكتبه نظرا إلى ارتباطه بمحاضرة آنذاك، فعدتُ في اليوم الثاني إلى مكتبه مجددا وكذلك لم أجد أثرا له، فذهبتُ إلى سكرتيرته الخاصة، فتناولت مني رسالة الانسحاب ووعدتني بأن أتسلمها في اليوم الثاني، فرجعتُ مرة أخرى في اليوم الثاني على رغم عدم ارتباطي بأية محاضرة وإنما حضوري لهدف تسلم ورقة الانسحاب فقط، فأخبرتني بأننها نسيت إخبار الأستاذ بموضوعي وانه يجب علي الانتظار قليلا لحين عودته من المحاضرة، فانتظرت طويلا وعندما طال الانتظار دخلت إليها مجددا وإذا بها متفاجئة بي فاعتذرت لي وأعطتني الرسالة وأخبرتني بأن الأستاذ موجود في مكتبه، فذهبتُ إليه وأخبرته بكل ما في الموضوع، فوقع أخيرا على الورقة.

بقيت الخانة الثانية لتوقيعها من قبل رئيس القسم، إذ أخبرني أستاذ المقرر أنه يجب عليّ الذهاب إلى قسم الآداب ليوقعها رئيس القسم، فذهبتُ إلى مكتبه وعند انتظاري ما يقارب ربع ساعة عند الباب من أجل السماح لي بالدخول، أخبرتني سكرتيرته بأنه يجب علي مراجعتها يوم غد لأن الرئيس ليس موجودا، فرجعتُ إلى المنزل وعدتُ إليها في اليوم الثاني إلا أنها أخبرتني ان الرئيس في اجتماع، فوجدتُ نفسي أذهب إلى مكتب أستاذ المقرر مرة أخرى فأخبرني بأنه يستطيع مساعدتي فأخذ الورقة مني وذهب إلى رئيس القسم وعاد إلي مرة أخرى بالورقة موقعة أخيرا.

وبعد ذلك اخبرني الأستاذ بأنه سينقلني إلى مقرر «موضوع خاص في الإعلام» التابع لأستاذ آخر، وأنه أخبر الأخير بحالتي فقبلني طالبة لديه، ولكن يجب عليّ إخباره شخصيا قبل أن أدخل محاضرته، فشكرتُ له ما عمل، وذهبتُ إلى أستاذ المقرر المضاف وإذا به غير موجود في مكتبه، فجلستُ في انتظاره، ومرت ربع ساعة ومن ثم أخرى، فقررت ان اذهب ثم اعود، وعندما عدتُ وجدته أخيرا في مكتبه واخبرته بموضوعي فأخبرني انه لم يمانع قبولي لديه ولكن بشرط ان اخبر التسجيل بهذا، فذهبت إلى التسجيل وإذا بالموظفة قد تأففت قبل ان تعلم بموضوعي وأخذت اشرح لها موضوعي وإذا بها تقول لي وأين العذر الطبي فأخبرتها انني لم آخذه من الطبيب لأنني لم احسب حساب هذا الأمر، فقالت: «وبعد تبيني أصدقج؟!» ومع ذلك لم أبالي لما قالته فأخذتُ اكمل موضوعي وإذا بها تجاوبني مقاطعة: «اووف تعالي غدا وسأتفاهم وياج، الحين ما لي خلق»!

تفاجأت بردها ومع ذلك قبلت بالواقع وذهبت وعدت لها في اليوم التالي لكنها لم تكن موجودة، فأخذت اسرد قصتي مرة اخرى على موظفة اخرى، فأخبرتني بأنه يجب علي احضار رسالة من أستاذ المقرر تشير إلى قبوله بي ضمن طلابه ومن ثم سيتم تسجيلي معهم، فذهبت إلى الأستاذ وانتظرته مجددا، وبعد ما يقارب ساعة ونصف الساعة رأيته وأخبرته بكلام التسجيل، فقال لي «بل يجب انتِ من تحضرين إلي الرسالة منهم»، فذهبت مرة اخرى إلى التسجيل واخبرت الموظفة التي تغيرت عن سابقتها فعدتُ مجددا أخبرها بموضوعي فتفاجأتُ بعصبيتها وإذا بها تقول لي بعصبية: «كل ما تفعلينه خطأ»! فاعتذرت لها وأخبرتها بأن ذلك نابعا من جهلي بمثل هذا الموضوع، فقالت لي: «خلاص خلش 3 مواد»! وخرجت من عندها وقد أظلمت الدنيا في وجهي، وذهبتُ إلى الأستاذ وأخبرته بالموضوع، فأبلغني بعدم ممانعته قبولي من دون رسالة، فكانت البشارة بالنسبة إلي، واخبرني بموعد المحاضرة والمقرر، ففرحتُ اخيرا ونسيتُ كل ما حدث لي من ذهاب وإياب من قسم التسجيل إلى كلية الآداب الأمر الذي تسبب لي في آلام في مفاصل الرجل بسبب السير البعيد، إذ إنني مصابة بفقر الدم المنجلي.

جهزت نفسي أخيرا للمحاضرة، ولكنها كانت قد ألغيت في ذلك اليوم فانتظرت ليومها، واخيرا وعندما كنت سأدخلها مرة اخرى فؤجئتُ بأستاذة ولم أشاهد أي اثر للاستاذ، ومع ذلك توقعتُ أنها تعلم بموضوعي، فسكتُ عن هذه النقطة، وحضرتُ المحاضرات كلها معها وإن تغيبت لم يكن أكثر من يومين وذلك لأسباب صحية عائدة لي، وقدمتُ امتحان المنتصف حالي حال غيري، ومرة من المرات وبينما نحن في المحاضرة إذ سألتني الأستاذة: من تكونين؟ فأخبرتها باسمي، فقالت: «إن اسمكِ غير موجود في القائمة لديّ»، فأخبرتها بالقصة، فقالت لي إنها تستطيع أن تجعلني ضمن الطلاب من دون علم التسجيل، فخرجتُ من عندها وذهبتُ إلى التسجيل وإذا بالموظفات يقلن: «لا نستطيع عمل شيء، فهذا شيء يخص الأستاذة، فليس كل شيء يقع على مسئوليتنا»! عدتُ مرة اخرى إلى المحاضرة فخاطبتني الأستاذة وامام الطلاب: «ما اقدر اخليج اياي اهني»، فأخذتُ كتبي وعدتُ إلى منزلي، وفي اليوم الثاني ذهبتُ إلى المحاضرة مع الاستاذة ولم تسألني عن الموضوع فواصلتُ معها، وقد طلبت منا عمل بحث للمقرر، فأخذتُ اعمل جاهدة من اجل البحث، وعندما جاء يوم تسليم البحث وإذا بها تقول لي مرة اخرى ان اسمي ليس موجودا لديها في القائمة وإنها لا تستطيع ان تقبلني من دون علم التسجيل، فأخرجتني من المحاضرة أمام الطلاب!

خرجتُ وقصدتُ التسجيل، وإذا بإحدى الموظفات تخبرني بأنه يجب عليّ مراجعتها في اليوم الثاني، وفي اليوم الثاني ذهبتُ إليها مجددا فأخبرتني بأنه يجب ان تكون لدي رسالة من الأستاذة بأنني من الذين يواظبون على حضور المحاضرة، فذهبتُ إليها وإذا بها ترفض هذا وتقول المفروض ان تكون هذه الخطوة من قبلهم لا من قبلها.... وهذه حالتي، أذهب إلى التسجيل، ومن التسجيل إلى الأستاذة... ما الحل يا جامعة البحرين؟! من المسئول عما يحدث معي؟! ومن المعاقب على حرماني من الدراسة؟! وإلى من أشكو؟

لقد أهلكني التعب، وتدمرت نفسيتي من هذه الحال. أليس من المفروض ألا يتم إضافة مادة قد درستها سابقا؟! أليس هذا ظلما؟ وهل من حل قبل أن ينتهي الفصل من دون أن أخرج بنتيجة؟

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً