العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ

الحرية منطلق الإبداع... قفص إيفان قيّد الأحمر وجعله «بلاي ستيشن»

لاعبو الأحمر... أعطنا حريتنا وأطلق أقدامنا

ما حققه منتخبنا الأولمبي حتى الآن في البطولة الخليجية الأولى للمنتخبات الأولمبية يعتبر في حد ذاته أمرا طيبا وذلك بحسب الإمكانات التي توافرت له، ونظرا إلى الظروف التي مر بها قبل البطولة وتدريباته التي لم تتعد أصابع اليد الواحدة، وكل ما تحقق جاء بفضل لاعبي المنتخب وروحهم القتالية العالية، وليس بتخطيط ثاقب من الاتحاد البحريني لكرة القدم أو المدرب «العبقري» إيفان والذي ربما لا يعرف أسماء بعض لاعبي المنتخب وخصوصا أنه لم يلتق بهم قبل البطولة بل فور بدايتها، ولهذا يتعامل معهم على أنهم لاعبون أقرب إلى الآلات ولم ينفعهم بشيئا، لا من الناحية الفنية ولا المهارية فالأحمر أصبح معه أشبه بأحد المنتخبات أو الفرق على جهاز الكمبيوتر في لعبة «بلاي ستيشن -Play station»، وكل ذلك بسبب غياب الإبداع عن لاعبي المنتخب بسبب القيود الكثيرة التي وضعها لهم «المستر إيفان».

وعندما يكون الإنسان مقيدا يغيب عنه الإبداع، وعندما تطلق له الحرية المطلقة يكون الإبداع حاضرا، هذا المعنى كان حاضرا لدى لاعبي منتخبنا الأولمبي في مبارياته ضمن منافسات البطولة الخليجية الأولى للمنتخبات الأولمبية والمقامة في العاصمة السعودية (الرياض) وتختتم اليوم بلقاء منتخبنا الأولمبي ونظيره السعودي.

الحرية أساس الإبداع

جميع من شاهد منتخبنا الأولمبي في مبارياته الثلاث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك في قدرة لاعبي منتخبنا على الإبداع والتفوق على المنتخبات المشاركة له ولكن بشرط إطلاق الحرية لهم داخل الملعب وعدم تقييدهم بنمط وأسلوب دفاعي بحت ينتهجه مدرب المنتخب إيفان والذي أعاد لنا ذكريات التصفيات النهائية لأولمبياد بكين قبل شهور، وشاهدنا خلالها كيف أجهض إيفان الحلم بالوصول لأول مرة للأولمبياد العالمي وتسطير أول إنجاز للكرة البحرينية، وذلك بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من ملامسته، وجاءت نهاية الحلم على يديه بجبنه وخوفه الذي رسمه على لاعبينا وحدّ من إمكاناتهم وقدراتهم التي يمتلكونها بأسلوب افتقر إلى الشجاعة... فعجز منتخبنا عن الوصول الى ذمرمى الكوريين في عقر دارهم على رغم أننا كنا بحاجة للمبادرة الهجومية من أجل تحقيق الفوز وانتزاع بطاقة التأهل لبكين.

وتكرر المشهد

وتكرر المشهد مرة ثانية مع المنتخب الأولمبي الحالي في البطولة الخليجية وبعد أن كنا في القمة والصدارة تنازلنا عنها بعد سوء تخطيط من إيفان في مباراتنا مع المنتخب القطري والذي انتزع منا تعادلا مستحقا عطفا على مجريات المباراة وخصوصا في شوطها الثاني، إذ غابت عن منتخبنا الرؤية السليمة والاستراتيجية الواضحة من إيفان والذي كدّس لاعبينا في منطقة الوسط والدفاع وحد من مدهم الهجومي نحو مرمى قطر، وهو الأمر الذي خفف على مرمى العنابي الخطورة وسلم لاعبيه مقاليد الحكم والسيطرة، فتراجع الأحمر متقهقرا إلى الوراء، ترك الفرصة للعنابي «يصول ويجول» في منطقة المناورات، مثل صولات وجولات فارس لم يجد له منافس، ليتلقى مرمانا هدف في الوقت القاتل لم يستطع بعده لاعبونا التعويض عندما تقدموا للهجوم، ليأتي التعادل ونعلن تنازلنا للصدارة لصالح المنتخب السعودي، ولا أعتقد أن مدربنا إيفان يستطيع أن يقنعنا بأن تراجع الأحمر كان «انسحابا تكتيكيا» كما يقولون دائما في القاموس والعرف العسكري لتغطية أو تبرير الخسارة الميدانية!

نملك أسلحة فتاكة

الفرصة مازالت باقية وفي أيدينا وقبل أن تطير أي قبل مباراتنا اليوم مع المنتخب الأخضر يجب أن يعي إيفان أننا بحاجة لانتزاع الفوز وبالتالي انتزاع لقب البطولة وكأسها من عقر دار الصقور الخضراء، وهذا لن يتأتى إلا بطريقة واحدة لا غير، وهي اعتماد وسيلة الهجوم ولا غيرها بشرط ترك الفرصة للاعبينا للإبداع والانطلاق بخيالهم لتفجير طاقاتهم وإمكاناتهم الفردية والمهارية ولاسيما أن صفوفنا تعج بالأسلحة الفتاكة أمثال عبدالله الدخيل وسيدعلي عيسى «علاوي» ومسعود قمبر ومن خلفهم صانع الألعاب محمود العجيمي وغيرهم من اللاعبين. ويجب أن يفهم إيفان أيضا وجهازه المعاون أن البقاء في نصف ملعبنا لن يقينا ضربات الصقور الخضراء بل إنه بأسلوبه العقيم سيسلمنا لهم كوجبة دسمة يستأنسون بها ويتلذذون وهو ما لا سنرضاه بالتأكيد لمنتخبنا الأولمبي.

انما - يا ايفان - اترك الحرية لهم فقط... وهذا لا يعني أن نفتح الملعب على مصراعيه، بل اللعب بتوازن معقول بين الدفاع والهجوم وأن نأخذ زمام المبادرة في المباراة وفرض أسلوبنا وشخصيتنا على المنتخب السعودي كفيل بتحقيق ما نطمح له ويطمح له الجميع، عموما وبعيدا عن الحسابات وحل مسائل الرياضيات لمعرفة نسبة «الجذر التربيعي»، الذي يمكن أن يسمح لمنتخبنا الأولمبي بتحقيق لقب البطولة، نقول إن فرصتنا قائمة ومتساوية مع المنتخب السعودي وعلى الجهاز الفني اغتنام الفرصة ووضع الأسلوب والطريقة الفنية التي تمكننا من تحقيق الفوز والعودة إلى أرض الوطن لعلنا ننسى هموم مباراة ترنيداد الشهيرة ولو بنسبة بسيطة وليكون الفوز بالالمبي عبارة عن مسح نقطة من اوجاعنا الكثيرة والمتكررة... ويبقى الامل موجودا حتى مع ضعف المنشآت وقلة الامكانات ما دمنا نملك مواهب فإننا سنحلم طويلا لعل واحدة من هذه الإحلام تتحقق بعد سنوات الجفاف الصحراوية!

العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً