العدد 1962 - السبت 19 يناير 2008م الموافق 10 محرم 1429هـ

استثمروا الأولمبي «الوطني»

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

جاءت مشاركة منتخبنا الأولمبي في البطولة الخليجية الأولى التي أقيمت في الرياض ناجحة وايجابية بكل المقاييس على رغم ضياع اللقب في المباراة الحاسمة أمام السعودية وكذلك ما أثير مسبقا عن وضع هذه البطولة والجدل بشأن جدوى إقامتها وموعدها.

يجب أن نكون واقعيين في نظرتنا لهذه المشاركة التي ذهب إليها منتخبنا بإعداد متواضع لم يتجاوز 4 تدريبات على عكس بقية المنتخبات الخليجية، كما أن شعار وطموح المنافسة على اللقب الخليجي لم يكن معلنا ومطلوبا قبل انطلاقة البطولة.

ويمكن القول إن منتخبنا خاض منافسات البطولة من دون ضغوط وبعيدا عن الأضواء ما مكّن عناصره الشابة الموهوبة من أن تفجر مكامن مهاراتها ومستوياتها الفنية فجاء الفوز على عمان 2/1 والكويت 3/1 وهنا بدأت بوصلة الطموحات تتغير وتتجه تلقائيا نحو المنافسة على اللقب وهو ما ألقى تأثيرا على عطاء وأداء المنتخب في مباراتيه الأخيرتين فتعادل مع قطر 1/1 على رغم أن منتخبنا كان الأقرب إلى الفوز ثم خسر منتخبنا أمام السعودية بهدف.

وأعتقد أنها من المرات القليلة التي لا تكون الحسرة والحزن في مشاعر الشارع الرياضي البحريني عند ضياع اللقب الخليجي، وذلك مبعثه حال الارتياح والرضا بما قدمه المنتخب وبروز وتألق مجموعة من عناصره الشابة الواعدة تؤكد أن الكرة البحرينية كسبت مواهب كروية واعدة مؤهلة لتكون رافدا قويا لمستقبل المنتخب الأول.

إن هذه المشاركة وما قدمه الأحمر الأولمبي فيها يجب ألا يمر مرور الكرام في عجلة مشاركاتنا الكروية، بل يجب على اتحاد الكرة التوقف وإعادة حساباته في التعامل مع إعداد وبرامج مشاركات المنتخبات الفئوية بدءا من الناشئين ومرورا بالشباب وحتى الأولمبي الذي يعتبر مرحلة صعبة بل وخطيرة بسبب عامل السن المحدود عند 23 سنة وبعدها لا تتاح للاعب الأولمبي فرصة اللعب خارجيا إلا عبر المنتخب الأول، وبالتالي فإن لاعب الأول يجب أن ينال الثقة والاحتكاك في المراحل التي تسبق اختياره إلى المنتخب الأول.

وهنا تقع المسئولية الفنية على الجهاز الفني المشترك للمنتخبين بقيادة ماتشالا ومساعديه ايفان ومرجان عيد في عملية وضع آلية للاعبين المنتخبين، وان ذلك يسهل من عملهم في متابعة مستويات لاعبي المنتخبين عن قرب، فهل نستثمر ذلك ايجابيا أم سيتحول الوضع إلى إرباك وتخبط مثلما حدث في الفترة الماضية!

ولعل ما أسعدنا أكثر في أن الأحمر الأولمبي كان بصبغة وطنية خالصة عززت من ترابط الشارع بهذا المنتخب على رغم حداثة البطولة، وهذا يثبت مجددا أن المنتخب «الوطني الخالص» يكون له وقعه الايجابي لدى الإعلام والشارع المحلي حتى عندما يحدث الإخفاق على عكس ما أصبح يتعرض له المنتخب الأول وهجرة عدد كبير من الجماهير من حوله في الفترة الأخيرة.

إن ما حدث في البطولة الخليجية يثبت حقيقة أن البحرين غنية بمواهبها الكروية التي تحتاج إلى الثقة والفرصة والظروف المناسبة التي تشعل الروح الوطنية المخلصة في نفوس أبناء الوطن وتحفزهم إلى تقديم المستويات المتميزة والنتائج الجيدة.

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 1962 - السبت 19 يناير 2008م الموافق 10 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً