العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ

موضة حتى في توديع واستقبال الحجاج!(منوعات)

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

قبل 5 سنوات تقريبا كنا (نحن النساء) نسمع بأسماء العازمات على أداء فريضة الحج من خلال المساجد والمآتم ومن خلال الزيارات والمناسبات الاجتماعية، وعليه تجد كل واحدة منا تخطط مع صديقاتها لزيارة الحاجّة فلانة قبل سفرها حتى تودعها... وقبل 5 أو 6 أيام من موعد سفر تلك الحاجّة تجد بيتها ممتلئ بالزوار الذين جاءوا لتوديعها، وفي استقبال ضيوفها تجدها قد أعدت ما تستطيع عليه من حلويات منزلية، وربما بعض «المكسرات»، طبعا «القدوع» (تسمية تطلق على ما يقدم من مأكولات في استقبال الضيوف) يختلف من بيت لآخر، كل بحسب استطاعته.

مما هو جميل في توديع الحجاج، وهذا ما أذكره عندما كنت صغيرة وأرافق والدتي في زياراتها وتوديعها للحجاج، كانت بعض العائلات الميسورة الحال، توزع «بركة الحج»، وهي عبارة عن مبلغ من المال وعادت ما يكون 100 فلس على ضيوفها، كنا نفرح بهذه البركة ونضعها مع «العيدية» التي نحصل عليها حتى تزيد من بركتها، هذا ما كنا نعتقده ونحن صغار. أما في استقبالنا لأولئك الحجيج فكنا نتهافت لشرب كأس من ماء زمزم أو أنت تعطينا تلك الحاجة «قلادة من خرز» (مرية) أو «عكاسة» (كاميرا بها مناظر جميلة لمناسك الحج).

طبعا والمثل يقول، دوام الحال من المحال، لذلك فإن هذه الأمور الجميلة قد تغيرت كثيرا، إذ بتنا نسمع بأسماء العازمات على الذهاب للحج من خلال الرسائل (المسجات) والتي عادة ما يكتب فيها: أنا الحاجة فلانة سأقصد بيت الله الحرام في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية، لذلك أعلن أنني عازمة على استقبال ضيوفي في الفترة من 10:00 صباحا وحتى الساعة 12:00 مساء في القاعة الفلانية، وحياكم الله... (هذي دعوة زواج ولا دعوة زيارة حاج؟!، رحم الله أيام زمان كان البيت الذي به حاج يستقبل ضيوفه 24 ساعة من دون أن يمل أهل البيت من ضيوفهم).

ومن تلك المظاهر التي تندرج أيضا ضمن ما يطلق عليه «التفاخر بأداء فريضة الحج»، تلك العادات الدخيلة على مجتمعنا في استقبال وفي توديع الحجيج، إذ تجد النساء العازمات على السفر للحج يذهبن وقبل سفرهن واستقبال مودعيهم للسوق لشراء الجلابيات الغالية ليتزين بها وهنا يستقبلن ضيوفهن الذين جاءوا لتوديعهم، وبدلا عن أن يكون محور الحديث في ذلك المجلس عن أعمال الحج والمناسك وأحكامها، بات الحديث يتمحور حول تلك الجلابيات وذلك البوفيه الذي أسرفت عليه من مالها الكثير، كل ذلك لتتفاخر به أمام ضيوفها.

كما أن أولئك المسرفين تجدهم يقدمون أفخر العطور، بالإضافة إلى حلويات تتسابق محلات الحلويات في صنعها كتب عليها شكرا لزيارتكم، بدلا عن أن يقدموا 100 فلس «بركة حج» للضيوف.

هذا في توديع الحجاج، أما في الاستقبال، وبعد أداء فريضة الحج، فتجد الحاجّة ترتب لوصولها قبل مغادرتها، فتراها قد حجزت أفضل الحلويات والزهور التي كتب عليها حج مبرور وسعي مشكور، لتوزعها على من سيأتون لتهنئتها بالسلامة.

مظاهر الإسراف لا تنطبق على كل الحجاج وإنما فئة قليلة منهم، والذين باتوا يفقدون الحج أهم سماته، وهي أن يكون الناس سواسية، بحيث يتجردون من مظاهر الاختلاف التي قد تفرضها معايير الحياة الاجتماعية والوظيفية.... لجميع الحجاج نقول حج مبرور وسعي مشكور، والله يردكم لدياركم سالمين

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً