العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ

المربية الأجنبية نعمة أم نقمة؟

خادمة تضع الطفل الصغير في الثلاجة عندما يبكي فتصيبه البرودة الشديدة ويتوقف عن البكاء، وأخرى تضع الدبابيس في رأس الطفل إذا صرخ فيسكت وينام لمدة طويلة، وعندما علمت أن مخدومها لا يريدها وسيعيدها إلى بلادها، وفي اللحظات الأخيرة وضعت طفله في الغسالة فمات وهربت، أما الثالثة فإنها تضع القاذورات في الأطعمة حتى تكف الأسرة عن مطالبتها بالطبخ، والكارثة في تلك التي تضع الزجاج المطحون في الطعام انتقاما من مخدومتها. وسيدة تكتشف أن خادمتها جلبت معها كتب السحر التي تحوي أدعية شركية لإلحاق الضرر بالأسرة.

وهكذا تتحول «الخادمة» في المنزل إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت والضحية الأولى هم الأطفال الصغار، وإن كانت الأخطار لا تقف عند هذا الحد بل تمتد إلى جميع أفراد الأسرة من شباب وشابات وأزواج وزوجات.

أيضا أن هؤلاء الخدم يؤثرون سلبا في الأسرة والطفل لأن الصغير يبقى مع الخادمة مدة أطول من بقائه مع أمه، فيتكلم بأسلوبها الركيك ويستعمل الرموز بدلا من النطق ما يؤثر في حصيلته اللغوية، وما يزيد الأمر خطورة أن الخدم ينقلون عاداتهم وتقاليدهم وثقافة مجتمعاتهم التي تغاير القيم والثقافة الإسلامية، فيؤثرون على الصغار في لغتهم ومعرفتهم ونفسياتهم.

ومع ذلك بدأ دخول العاملات الأجنبيات للعمل في البحرين منذ فترة طويلة ولكن مع مرور الوقت تضاعف عددهن وازدادت أهميتهن، حتى إن الخادمة أو المربية أصبحت أهم أفراد العائلة البحرينية، وهي تتنقل معها في الحل والترحال كما يقولون: إلى الأسواق والزيارات العائلية وإلى المطاعم وأماكن الترفيه للعناية بالأطفال نيابة عن الأهل، وربما لسبب أكثر أهمية وهو إرضاء الغرور بالتميز الاجتماعي والاقتصادي الذي يسمح باستخدام مربية أجنبية.

ومن الملاحظ أن السيدات اللواتي لا يعملن أكثر تمسكا بها، بل إن هناك كثيرا من البيوت التي استقدمت أكثر من عاملة، فهل هناك حاجة حقيقية لها أم أنها نوع من الاتكالية والراحة التي تنزع لها كثير من السيدات؟

تتوزع الحاجة إلى المربيات الأجنبيات على القيام بأعمال التنظيف والخدمة في بعض الإدارات والمؤسسات الخاصة والعناية بالأطفال والمنزل عند النساء سواء كن من العاملات أو غير العاملات، والاهتمام بكبار السن بعد زواج أبنائهم أو سفرهم والذين يحاولون التعويض عن غيابهم باستقدام عاملة تعتني بأهلهم، أي أن الهدف الرئيسي من وجود الخادمة هو القيام بالأعباء المنزلية والعناية بالصغار والكبار، فهي «ضرورة لا غنى عنها بالنسبة لي».

وترجع الأسباب إلى وجود الخدم لدخول المجتمع عصر الترف، واتساع وتعدد مجالات عمل رب الأسرة وخروج المرأة للعمل وتقصير بعض الأمهات في واجباتهن المنزلية، واتجاه الأزواج إلى إراحة الزوجات وكثرة أفراد الأسرة، وأخيرا التقليد وحب الظهور والتفاخر بكثرة الخدم وأيضا التكاسل والإتكالية التى انتشرت في نفوس المواطنين الخليجيين.

وأنا أرى من وجهة نظري أن الحل من هذه الظاهرة هو إيجاد بديل آخر من المربيات...مثل مربيات مسلمات...متعلمات... و أيضا المراقبة الدائمة من قبل الآباء للمربيات والقضاء على روح الإتكالية والتكاسل. ومن خلال هذا نحمي أسرتنا من هؤلاء مربيات الأجنبيات من اقتحام عالم الأسرة .

حوراء عبدالله

قسم الإعلام - جامعة البحرين

العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:12 ص

      مريم

      شكرا لكم ونتمنى ان نجد حلول تمنع المربية من ايذاء الاطفال .

اقرأ ايضاً