شهدت العاصمة القطرية (الدوحة) الأحد الماضي الافتتاح الرسمي لأكبر مركز دعوي وثقافي يهدف لنشر الثقافة العربية والإسلامية في الخليج بين غير المسلمين، ورعاية شئون المسلمين الجدد.
وأطلق إشارة افتتاح مركز قطر الإسلامي (فنار) رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحضور وفد من منظمة المؤتمر الإسلامي، وجمع من الوزراء والعلماء والسفراء المعتمدين بالدوحة.
ويتميز معمار المركز الذي بدأ العمل فعليّا منذ عام بمنارته الحلزونية التي تشبه منارة جامعي أحمد بن طولون بالقاهرة وسامراء بالعراق. والمركز عبارة عن وقف خيري تديره وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية من أجل تقديم خدمات تعليمية وثقافية مجانية لغير المسلمين، وتكلف إنشاؤه قرابة 11 مليون دولار.
وشهد حفل الافتتاح الرسمي للمركز فقرات غير تقليدية، من بينها تلاوة قرآنية تلاها توماس كرستين مان الألماني الجنسية الذي اعتنق الدين الإسلامي واختار اسم «إسلام أمين».
وفي كلمة الافتتاح، أكد وزير الأوقاف والشئون الإسلامية القطري فيصل بن عبدالله آل محمود أن مركز قطر الثقافي الإسلامي يهدف إلى إبراز القيم الإنسانية والمعاني الحضارية للدين الإسلامي وبذل الجهد «لنكون في مستوى إسلامنا رسالة وفقها ودعوة، وفي مستوى عصرنا ومتطلباته خطابا وممارسة ومساهمة وعطاء».
وأشار إلى أن مركز قطر الثقافي الإسلامي سيبذل جهودا حثيثة ومكثفة لنشر الثقافة العربية الإسلامية في مقدمتها المساهمة في نشر اللغة العربية بين غير الناطقين بها.
تعليم العربية
وتستفيد مؤسسات عديدة من الخدمات التي يقدمها المركز، منها التي ينظمها حاليّا للعاملين بقناة الجزيرة، اذ يتلقى 80 إعلاميّا دروسا خصوصا في تعلم اللغة العربية، ودورات مشابهة لأطباء ومعاونيهم من غير العرب بمؤسسة حمد الطبية، وأخرى للمدينة التعليمية لكل من جامعات تكساس وكارنجي ميلون وفريجينا وجورج تاون.
وتحدث في الحفل روسال ماجير مدير المشاريع بشبكة الجزيرة التلفزيونية القطرية، إذ أعرب عن شكره لخدمات المركز التعليمية، ومنها تلك التي يقدمها إلى العاملين في قناة الجزيرة الإنجليزية.
وقال: «عندما قدمت إلى الدوحة أول مرة اعتقدت أن المركز مجرد مسجد، ولكن اكتشفت بعدها أنه أكبر من ذلك بكثير، وذلك بفضل برامجه ودوراته وخدماته التي يقدمها للجميع».
وأكد ماجير أن الإسلام «ليس ديانة فقط، بل هو طريقة حياة، مبديا إعجابه بالخط العربي واصفا إياه بأنه مفتاح لمعرفة الثقافة العربية الثرية».
وتزامن مع الافتتاح إقامة معرض للخطوط والزخارف العربية والمخطوطات الإسلامية النادرة بمشاركة جهات ثقافية من داخل وخارج قطر، أبرزها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «أرسيكا» بإستانبول التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وذكر الدكتور خالد آرن مدير مركز أرسيكا لمراسل شبكة «إسلام أون لاين.نت» «أن المركز يشارك في المعرض بمجموعة من مقتنيات فنية قيمة، من بينها نسخة نادرة لمصحف يعتقد أنه أحد المصاحف التي أرسلها الخليفة الراشد عثمان بن عفان إلى الأمصار الإسلامية».
ونجحت جهود دعاة مركز فنار في الأشهر الماضية في هداية آلاف الأجانب للإسلام من مختلف الجنسيات. ويعتنق الإسلام سنويّا أكثر من ألف أجنبي بمساعدة دعاة المركز. ويتم تحرير شهادات إشهار إسلام موثقة للمسلمين الجدد وتنظيم دورات شرعية وعلمية لتعليمهم مبادئ الإسلام.
وقال محمد الغامدي مدير المركز لـ «إسلام أون لاين.نت»: إن الفئات العمرية للمسلمين الجدد تتركز بين سن «25» إلى «35» عاما. وأوضح أن منهم الأطباء والمهندسين والمتعلمين الجامعيين بنسبة عالية جدّا. وأكد أن القدوة والمعاملة الحسنة أعظم باب لإدخال هؤلاء في الإسلام.
ويعيش في قطر نحو نصف مليون أجنبي غير مسلم من غير الناطقين بالعربية، ومن المتوقع أن يستفيد الكثير منهم من الخدمات الثقافية والتعليمية التي يقدمها المركز.
العدد 1966 - الأربعاء 23 يناير 2008م الموافق 14 محرم 1429هـ