العدد 1977 - الأحد 03 فبراير 2008م الموافق 25 محرم 1429هـ

قبل التطوير أنقذوا الأندية!

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

في الوقت الذي يعتزم فيه اتحاد الكرة إلى تطبيق نظام جديد لدوري الدرجة الأولى والثانية بدءا من الموسم المقبل عبر المقترحين اللذين رفعهما إلى الأندية لمناقشته ومن ثم ترد بجوابها في مدة أقصاها يوم أمس (الأحد) على طريق تطوير الكرة بتقليص عدد الأندية في الدرجة الأولى وزيادة الثانية، في الوقت نفسه نرى الظروف القاسية التي يمر بها نادي الشباب من خلال الإمكانات المالية المعدومة بل يزيد على ذلك أن النادي لديه عجز في الموازنة بنسبة تصل إلى 60 في المئة وهذا رقم مخيف إذ كيف لنادٍ يستطيع أن يسير برامجه في مشاركاته الكثيرة في المسابقات المحلية والتي تحتاج إلى الدعم المالي سواء كان للعبة أو اللاعبين.

وسواء طبق نظام دوري الدمج والتصنيف لتقليص العدد في الموسم ما بعده أو طبق نظام هبوط ثلاثة أندية من الأولى وصعود ناد واحد وفي الموسم التالي يهبط إلى الثانية اثنان ويصعد اثنان أيضا وبالتالي يصبح عدد الدرجة الأولى 10 والثانية 9... ان وجود 14 فريقا في الأولى أو كحد أقل إلى 8 فإن هذا لن يطور اللعبة بتاتا لاننا نعاني في الأمور المالية المعدومة لمعظم الأندية وسوء حال الملاعب فهذا أمر آخر يوجد الصعوبة في التغير لأنه لن يغير في الواقع أي شيء.

نادي الشباب أحد أندية الدرجة الأولى في القدم والأولى في اليد والممتاز في الطائرة والعموم في الطاولة ما يعني يحتاج إلى موازنة تساوي حجم المشاركات من هذه الفرق.

فرق القدم الأشبال والناشئين والشباب والأول لا يقل عددها في كل فئة عن 35 لاعبا، يحتاج كل منهم للتجهيز من ملابس كاملة ما يعني الحاجة إلى صرف موازنة إلى 140 لاعبا في الكرة ومثلها في اليد والطائرة.

إذن نحتاج إلى أن نصرف على 420 لاعبا وكل لاعب لا يقل في الصرف المالي عليه عن 100 دينار إن لم يكن أكثر من ملابس كاملة ما يعني الحاجة إلى 42000 ألف دينار لفرق الطائرة واليد والقد، أضف إلى لعبة كرة الطاولة وإن كانت أقل فهي لن يقل مبلغها عن 15 ألف دينار من شراء مستلزمات اللعبة والألبسة لموسم واحد.

هذه الحسبة التي لم تستند على دراسة وإنما إلى فرضيات الواقع المعاش ولكن عندما تجلس مع الرئيس أو المسئول المباشر عن هذه الأشياء يكشف لك الكثير من المعاناة على هذه الامور.

هذه الأمور في جانب وجانب، والجانب الآخر المكافآت والرواتب للمدربين والإداريين والموظفين داخل النادي تكلف الكثير من الموازنة قد تصل إلى العجز فيها.

عندما تتحدث إلى رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد فإننا نجد في حديثه الألم والمعاناة وهو صادق فيه كل الصدق وخير دليل ما يمر به الفريق الأول للكرة نتيجة عجز النادي من توفير المكافآت قبل الحصول على الموازنة وعلى ما أعتقد ان النادي الوحيد بين أنديتنا الذي لم يستطع أن يوفر للاعبيه الإمكانات المالية ما تسبب في بعض الإشكالات عند اللاعبين وهم يرون أقرانهم في الاندية الأخرى تغدق على لاعبيها من المكافآت التحضيرية بينما يعجز الشباب عن إيجاد مكافأة للاعبين عند الفوز ولو كانت بسيطة وخصوصا ان النادي يضم في معظم فرقه الكثير من اللاعبين العاطلين عن العمل وهذه بحد ذاتها معاناة تمر على نادي الشباب وتحتاج إلى حل سريع وجذري.

في هذا الزمن ونحن نعيش الألفية الثالثة، ألفية التكنولوجيا والتطور العلمي والتقني وإذا بأنديتنا تعيش العصر الحجري القديم في ملاعبها وصالاتها ومقراتها وإمكاناتها المالية عاجزة عن دفع المبالغ القليلة والزهيدة إلى أبنائها كمكافآت بينما العالم يمر بتجربة الاحتراف والعدوى أصلت دول المنطقة ونحن محلك سر. الطريف في الأمر أن الإمارات قررت دخول احتراف مسابقاتها وأنديتها في الموسم 2009 ولكن الفيفا رد على المؤسسة الرياضية المعنية بأن هناك 8 ملاعب فقط هي صالحة للعب عليها واحتراف أنديتها والباقي خارجة من هذا الإطار.

هذا الأمر في الإمارات فما حالنا نحن، فهل يحق لنا أن نتقدم بطلب احتراف الدوري وأنديتنا حالها متهالك وليس آيلة للسقوط بل هو ساقطة فعلا.

ثم نسأل هل التوصيات التي رفعها الفيفا إلى اتحاد القدم لم يذكر فيها البنية التحتية غير الموجودة بتاتا في البحرين إلى جانب الدعم المالي الحكومي للرياضة عموما. ثم عندما ترد رسالة اتحاد الكرة إلى مجلس إدارة نادي الشباب وهو في هذه الحال العصيبة والمريرة في سبيل اختيار أحد المقترحين لتطوير الكرة وخزينته المالية صفر اليدين هل انه سينظر إلى هذا الأمر بعين الجدية؟ فالجواب بكل تأكيد سيكون سلبيا ولن ينفعه إن كان عدد الأندية في الدرجة الأولى 14 ولن يضره لو كان 8 لأن في الحالتين سيعيش المعاناة نفسها وليس هناك ما يغير حالته المالية إلى الأحسن لذلك نحن نطالب أولا بإنقاذ نادي الشباب من هذا الواقع المر على أقل تقدير بتسيير حالته بشكل عاجل ولموازنة استثنائية عاجلة ومن ثم السماح له سريعا بتنفيذ المشروع الاستثماري ليتنفس منه الصعداء ويعود كما كان في السابق ثم على اتحاد الكرة ألا يطبق هذا النظام في ظل غياب الدعم الحكومي للرياضة ككل وإلا فلن يضيف أي جديد على تطور الكرة المحلية ولن تتطور معها مسابقاته مادامت البنية معدومة لكل الأندية فلا ينفع إن قلصت أو زاد عدد الأندية فالميت لا تضره الطعنات.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1977 - الأحد 03 فبراير 2008م الموافق 25 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً