قالت المغنية التونسية لطيفة إنها تأثرت كثيرا بأغنيتها «أمنلي بيت» كلمات وألحان زياد الرحباني من أوّل مقطع سمعته منها فوافقت عليها فورا وتحمست لها لدرجة أنها أصرت أنْ تسجلها أوّل أغنية في الألبوم وجاءت المخرجة راندا الشهال وهي فرنسية لبنانية لتترجم هذه الكلمات بكليب ممتع ومعبّر عن كل كلمة فيها، ولم تستعن فيها إلا بــ 7 عازفين حيث تحب من وقت لآخر العودة إلى موسيقانا الشرقية ضاربة مثل بأغنيتها السابقة «لما يجبيوا سيرتك».
وأضافت: الأغنية مزيج من حب الحبيب وحب الوطن برغم عدم الشعور بالأمان ولكن هناك أملا ومحاولة للصمود مشيرة إلي أنها لاقت صدى كبيرا في كلّ البلدان العربية؛ لأنّ الناس أصبحوا مفتقدين للأمان.
أشارت لطيفة إلى رغبتها وشوقها لتكرار تجربتها في السينما وأنها منذ انتهائها من فيلم «سكوت هنصور» وهي تبحث عن موضوع مناسب إلى أن قدّمت لها الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي قصة رائعة تعبر عن واقعنا العربي الذي نعيشه وقريبة من فكرة أغنية «أمنلي بيت» وأنها تستعد لخوض هذه التجربة.
وأعلنت استعدادها؛ لأن تجوب محافظات وقرى مصر بحفلاتها متبرعة بأجرها وعائد حفلاتها لصالح بناء مدارس في جميع المحافظات والقرى حتى يعم نور العلم في جميع أنحاء القطر المصري، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل في هذا المشروع في تونس لمكافحة الأمية بدعم من سيدة تونس الأولى حرم الرئيس التونسي ليلى بن علي. وأرجعت لطيفة حماسها لمثل تلك الأعمال لحزنها الشديد عندما تقرأ في تقارير الأمم المتحدة ارتفاع نسبة الأمية في وطننا العربي وخصوصا مصر، ولأنها ترغب في أنْ ترى كل أبنائنا متعلمين ومتسلحين بالثقافة عارفين لتاريخم ودينهم العظيم يتحدّثون لغتهم العربية بطلاقة وإتقان ويجيدون أكثر من لغة أجنبية.
وقالت : إنّ دولة كمصر اعتدنا عليها دائما منارة للعلم والثقافة والإبداع والفكر كما أنه لابدّ ألا تكون سلبيين أمام وباء الأمية، مشيرة إلى أنها طرحت الفكرة في أحد البرامج وجاءتها مداخلات تليفونية من كثير من الفنانين المحترمين مبدين حماسهم الشديد لهذا المشروع مؤكدة ثقتها في أن الجميع سيتحمس وخصوصا النجوم الكبار مثل: هاني شاكر وعمرو دياب ومحمد منير وغيرهم من النجوم لن يترددوا في المساهمة؛ لأنه لا يبقى من الفنان بعد رحيله سوى فنه وأعماله الإنسانية.
وأشارت لطيفة إلى أنّ ماكان يميزها كطالبة من الحضانة حتى معهد الموسيقى هو التفوق فكانت دائما من الأوائل، بالرغم من شقاوتها مرجعة الفضل في تفوقها لأمها التي كانت إنموذجا رائعا للأم فقد عكفت على تربيتها وإخوتها بعد وفاة والدها وعلمتهم وثقفتهم جميعا معوّضة من خلالهم كلّ ما حُرمت منه.
وأرجعت لطيفة استكمالها لدراستها وتحضيرها للدكتوراه لحبها للعلم، ولأنّ الفنان في حاجة دائمة للتطوير وتثقيف نفسه.
وأشارت إلي موضوع رسالة الدكتوراه وهو المقارنة بين الموّال في المغرب العربي والمشرق وقد أخذت»مواويل» من تونس لأن بها أشكالا متعددة ونماذج من مصر حيث تميل إلى المواويل التي فيها ارتجال وبساطة والتي يرددها البسطاء.
وأكدت لطيفة أنها غنت « أنا طباعي شرقية» لأنها شرقية حتى النخاع وتفتخر بشرقيتها، وعندما تكون في أي دولة أجنبية تفخر بأنها من بلد زويل وفاروق الباز ونجيب محفوظ وأم كلثوم وفيروز وأنها ابنه لهذا الوطن العظيم.
وقالت : لابدّ أنْ نحافظ على هويتنا العربية كي نستطيع أن نواجه هذا الكابوس الذي نطلق عليه العولمة وحتى لا نصبح استنساخا من الغرب بلا هوية.
وأوضحت أنها عندما غنت أغنية «حياتي ابتدت من اللحظة دي» وفكرت في تصويرها، واتفقت مع المخرج أن يكون المقصود بها في الكليب الفن؛ لأنه كلّ حياتها، ولكن ولأول مرة تصرح أن هناك شخصا يستحقها ولكن حتي الآن بنسبة 50في المئة على الأقل لأن له دورا فعّالا في حياتها وتعتمد عليه كثيرا وهو إنسان صادق ومحب للخير ودائما ما يشجعها وتحترم ثقافته وتحضره.
العدد 1982 - الجمعة 08 فبراير 2008م الموافق 30 محرم 1429هـ