العدد 1984 - الأحد 10 فبراير 2008م الموافق 02 صفر 1429هـ

«الإشعاعات» تقل 10 آلاف مرة عن المستوى المسموح... في ندوة «مجلس الدوي»:...«هيئة الاتصالات»: أبراج تق

أكد مدير شئون التراخيص بهيئة تنظيم الاتصالات محمد طيب أن أبراج الاتصالات المنتشرة في محافظات البحرين لا تتسبب في الإصابة بأمراض السرطان، مبينا أن «كل الأدلة التي تم الحصول عليها من الدراسات والبحوث التي تناولت الآثار الصحية لأفراد تعرضوا لترددات راديوية من الأبراج حتى الآن، لم تثبت حدوث آثار ضارة قصيرة أو طويلة الأجل من إشعاعات التردد الراديوي من الأبراج».

وذكر طيب أن «مستوى الإشعاعات الصادرة من أبراج الاتصالات المتنقلة في البحرين تقل 10 آلاف مرة عن المستويات المنصوص عليها عالميّا».

جاء ذلك في ندوة نظمها مجلس عائلة الدوي في المحرق مساء أمس الأول كانت تحت عنوان «شبكة الاتصالات وتأثيراتها على البيئة». وتحدث خلالها مدير شئون التراخيص بهيئة تنظيم الاتصالات محمد طيب، ومديرة إدارة الاتصالات وشئون المستهلكين في الهيئة دانة شهاب، وكذلك أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين وهيب الناصر.

تزايد المجالات الكهرومغناطيسية

من جهته، قال مدير شئون التراخيص بهيئة تنظيم الاتصالات محمد طيب إن «هناك تزايدا في المجالات الكهرومغناطيسية الناتجة عن نشاط الإنسان خلال المئة عام الماضية من حيث زيادة استعمال الكهرباء والتقنيات والتطبيقات الحديثة»، مردفا أن «ذلك أسهم في حدوث قلق لدى الأفراد والحكومات والمنظمات الدولية من تأثيرات المجالات الكهرومغناطيسية على البيئة والإنسان».

وأشار طيب إلى أن «المنظمة الدولية للوقاية من خطر الإشعاعات، هي المسئولة عن مراقبة جميع الأبحاث التي تنشر في كل أنحاء العالم في هذا المجال، وتقرر التوصيات واللوائح فيما يتعلق بالإشعاعات الصادرة من أبراج الاتصالات، وهي تأخذ التوصيات واللوائح في الحسبان لأعلى مستويات الطاقة المسموح بها، كذلك الكثير من الاعتبارات الأخرى للوقاية من التأثيرات الحرارية للإشعاع. كما أنها تعتمد الأدلة العلمية فقط ولا تأخذ في الاعتبار الأمور الاقتصادية والشئون الاجتماعية وغيرها».

ونوه إلى أن «أساس التوصيات واللوائح المعتمدة لدى المنظمة هي المعلومات الكثيرة التي تجمعت لدى العلماء في مجال علم الأوبئة والطب، والتجارب والدراسات التي قام بها العلماء في الحيوانات أو في خلايا الجسم وأنسجته. مع العلم أنها منظمة غير حكومية، وهي علمية مستقلة مختصة بالإشعاعات، وتزود منظمة الصحة العالمية بالتقارير والإرشادات الخاصة بمستويات الإشعاع».

تكثيف أبراج الاتصال

خطوة إيجابية

وأضاف طيب أن «منظمة الصحة العالمية لها دور كبير في الموضوع من جانبها، وهو يتلخص في كونها السلطة التوجيهية والتنسيقية ضمن منظومة الأمم المتحدة فيما يخص المجال الصحي. وهي مسئولة عن تأدية دور قيادي في معالجة المسائل الصحية العالمية وتصميم برنامج البحوث الصحية ووضع القواعد والمعايير وتوضيح الخيارات السياسية المسندة بالبيّنات وتوفير الدعم التقني للبلدان ورصد الاتجاهات الصحية وتقييمها».

وبين مدير شئون التراخيص بهيئة تنظيم الاتصالات أنه «يوجد في العالم أكثر من مليون و400 برج هوائي، وأن الرقم يزداد بشكل كبير مع ظهور تقنية الجيل الثالث، إذ أصبح استخدام الهاتف النقال شائعا ومألوفا اليوم، وهي تقنية تعتمد على شبكات عريضة من الهوائيات الثابتة (محطات الاستقبال والإرسال) التي تنقل المعلومات بواسطة التردد الراديوي»، موضحا أن «ذلك يعني زيادة نسبة التعرض للتردد الراديوي الصادر من الأبراج».

ولفت طيب إلى أن «زيادة عدد أبراج تقوية الاتصالات تعتبر خطوة إيجابية وليست سلبية؛ لأنه كلما زادت الأبراج في المنطقة تكون الإشعاعات الصادرة من كل واحدة أقل، أي أنه في حال كان هناك برج واحد يغطي البحرين بأكملها، فسيتطلب إصدار إشعاعات مركزة وكثيفة، والأمر على العكس في حال كانت الإشعاعات صادرة عن عدة أبراج موزعة».

أثر وحيد فقط على الصحة

وعن تأثير الإشعاعات الصادرة من أبراج تقوية الاتصالات، أوضح طيب فيما يتعلق بالمخاوف الصحية أن «الأثر الصحي الوحيد بناء على التقارير العلمية هو ارتفاع درجة حرارة الجسم 1 في المئة فقط، نتيجة التعرض لكثافة حقلية عالية لا توجد إلا في مرافق صناعية معينة، مثل أجهزة التسخين بالترددات اللاسلكية»، مؤكدا أن «البحوث العلمية تشير إلى أن نسبة انبعاث الترددات الراديوية من الأبراج أقل آلاف المرات من النسب المسموح بها دوليّا».

وأردف طيب: «أمراض السرطان تنتشر جغرافيّا بشكل غير متساوٍ بين أية مجموعة من السكان. ولو نظرنا إلى العدد الهائل للأبراج المنتشرة فإننا نتوقع أن يحدث بالصدفة. كما أن الأمراض التي أبلغ عنها في التجمعات، هي في الغالب مجموعة من مختلف أنواع السرطان من دون وجود خصائص مشتركة تربط بينها، وبالتالي فمن غير المحتمل أن يكون لها سبب واحد مشترك»، منبّها إلى أن «الدراسات والبحوث لم تقدم الدليل على أن التعرض للأبراج يعرض للسرطان».

دراسات محلية لقياس الإشعاعات

وعن الآثار الصحية الأخرى عموما، قال طيب إن «دراساتٍ وبحوثا تناولت الآثار الصحية عموما لأفراد تعرضوا لترددات راديوية من الأبراج لم تحدد أية آثار ضارة، وكانت الإشعاعات التي استخدمت في الدراسات أكبر بمئة مرة من نسبة الإشعاعات المنبعثة من الأبراج. كما لم تسجل أية أدلة على تغير في وظائف النوم والأوعية الدموية في القلب. إذ إن كل الأدلة التي تم الحصول عليها حتى الآن لم تثبت حدوث آثار ضارة قصيرة أو طويلة الأجل من إشعاعات التردد الراديوي من الأبراج». وتحدث طيب عن الخطوات التي اتخذتها هيئة تنظيم الاتصالات، وقال إن «الهيئة عملت دراسة بشأن قياس الإشعاعات الناجمة عن محطات إرسال الاتصالات المتنقلة في البحرين، وذلك على هامش قلق العموم بشأن التأثير المحتمل للإشعاعات الصادرة عن المحطات على صحة الإنسان، إذ تولت الدراسة شركة ألمانية متخصصة (رود أند شوارز) استغرقت فيها مدة أسبوعين، وقام فريق الدراسة بزيارات ميدانية للمحطات التابعة لمشغلي الاتصالات المتنقلة من دون إخطار مسبق. وأعدت الشركة تقريرا مفصلا عن النتائج التي أفادت أن مستوى الإشعاعات الناجمة عن الأبراج في البحرين هي ضمن المستويات المنصوص عليها عالميّا».

وذكر طيب أن «جامعة البحرين أعدت دراسة عن الإشعاعات الصادرة من أبراج الاتصالات في البحرين فقط، وأشرف عليها عالم الفلك وهيب الناصر ورئيس المنظمة الدولية للوقاية من خطر الإشعاعات بالوفيكيا. وبيّنت نتائج القياسات أن مستوى الإشعاعات تقل بدرجة كبيرة عن المستويات التي تقبل بها منظمة الصحة العالمية، أي ضمن المنصوص عليها عالميّا أيضا»، لافتا إلى أن «الهيئة نظمت مؤتمرا صحافيّا لمناقشة المخاوف المتزايدة من قبل عامة الناس على الموضوع، وتقديم ملاحظات الهيئة عن الأمور والجوانب الفنية والممارسات الدولية، وإخبار الصحافة بنتائج الدراستين التي أثبتت أن مستوى الإشعاعات الصادرة عن الأبراج في البحرين هي ضمن المستويات المنصوص عليها عالميّا».

قوة الإشعاعات المنبعثة من الأبراج تقل مع زيادتها

وأكد طيب أن «مستوى الإشعاعات الصادرة عن أبراج الاتصالات المتنقلة في البحرين تقل 10 آلاف مرة عن المستويات المنصوص عليها عالميّا. وأن زيادة عدد الأبراج ليس لها تأثير سلبي، بالإضافة إلى أن القوة المنبعثة من الأبراج تقل مع زيادة عددها»، مبينا أن «أبراج الاتصالات تعتبر مصدرا واحدا فقط من مصادر عدة للحقول الكهرومغناطيسية».

من جانبها، أوضحت مديرة إدارة الاتصالات وشئون المستهلكين في الهيئة دانة شهاب أن «الهيئة لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث الكثير من اللغط في الكلام عن تأثير الإشعاعات الصادرة من أبراج الاتصالات على صحة الإنسان، لدرجة أن البعض أكد تسببها في إصابة الإنسان بالسرطان»، موضحة أن «هناك إشعاعاتٍ يتعرض لها الإنسان وتكون طبيعية مثل الشمس والبرق والغلاف الجوي، في حين أن هناك إشعاعاتٍ صناعية من صنع الإنسان مثل أجهزة الإرسال والاستقبال وخطوط الضغط العالي وكابلات الطاقة في قاع البحر، وكذلك أبراج اللاسلكي والأجهزة اللاسلكية».

كما بيّنت شهاب أن «مستويات الإشعاعات تكون مختلفة وليست كلها ضارة ومؤثرة على صحة الإنسان نظرا لاختلاف مستوى الإشعاع، إلا أن هناك مستويات بإمكانها أن تضر بصحة الإنسان بشكل مباشر».

300 محطة إرسال في البحرين

من جهته، تحدث أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين وهيب الناصر خلال الندوة، وقال إن «الجامعة قامت بدراسة تتمثل في قياس وتحليل مستويات الإشعاع ذات التردد الراديوي الصادر عن محطات الإرسال للهواتف النقالة في مملكة البحرين، وهي مسح ميداني لقياس مستويات الأشعة الراديوية الصادرة عن عينات لمحطات إرسال الهاتف النقال التي قد يتعرض لها عامة الناس في البحرين. وتمت مقارنة مستويات الأشعة الراديوية بحدود التعرض التي وضعتها الهيئة الدولية للحماية من الأشعة غير المؤينة (ICNIRP) - التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية - وأيضا بحدود التعرض المقترحة من قبل قسم التحكم في التلوث في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية (PCPMREW) في البحرين».

وأضاف الناصر أن «حجم عينة محطات الإرسال التي شملتها الدراسة تمثل 25 في المئة من المحطات الموجودة (300 محطة). لقد أظهرت النتائج أن الأشعة الراديوية من محطات إرسال الهاتف النقال هي أقل بعشرات المرات من كلا حدي التعرض (ICNIRP) و(PCPMREW)، وإن أعلى مستوى للأشعة الراديوية سجل في منطقة السنابس، إذ كانت 3400 مايكرووات/م2 في نطاق GSM900، وهذه القيمة تمثل فقط 0.074 في المئة من حد ICNIRP و 3.4 في المئة من حد PCPMREW».

لا علاقة للإشعاعات

بالعوارض الصحية

وعن الحدود المعمول بها في البحرين مقارنة مع دول العالم المتقدم، أوضح الناصر أن «الهيئة الدولية للوقاية من الأشعة غير المؤينة وضعت مقدار كثافة القدرة الموجية التي تقاس بوحدة المايكرووات لكل سنتيمتر مربع مقياسا لمستوى الإشعاع. وإن الحدود المعتمدة بالبحرين تعتبر قليلة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى المتقدمة».

واختتم الناصر حديثه قائلا :»إن المنظمات الدولية المتخصصة في دراسة تأثير الأشعة غير المؤينة على الإنسان أكدت في كثير من الدراسات، أنه لا توجد علاقة بين الأشعة الصادرة عن هوائيات محطات الهواتف النقالة وأي تأثيرات صحية تظهر على الإنسان. والدراسات التي تشير إلى وجود تأثيرات لا تعطي النتائج نفسها إذا تم إجراؤها في مختبرات أخرى».

العدد 1984 - الأحد 10 فبراير 2008م الموافق 02 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً