العدد 1986 - الثلثاء 12 فبراير 2008م الموافق 04 صفر 1429هـ

الطبيبة التي ملت مرضاها!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

في مركز النعيم الصحي الذي لا يكاد يخلو من المرضى، هذا يتأوه وذلك يتأرجح في مشيه، وآخر دخل بخطى المريض وخرج مسرعا بالإجازة المرضية كأنه «حصان»...

في غمرة كل ما يجري في المركز الصحي العامر، حولنا موظف المواعيد إلى غرفة رقم (...) وكان ذلك مساء يوم السبت الماضي، والأمر كان على ما يرام حتى دخلت مريضتنا إلى الطبيبة وما هي إلا لحظات وخرجت وملامح الغضب تلوح من وجهها! قبل هذا المشهد دخلت آسيوية مع زوجها إلى الغرفة نفسها وسمع القريبون من الغرفة رقم (...) صراخا سرعان ما اختفى وظنوا أنه مجرد كلام عابر، ولكن حين دخلت مريضتنا عرفنا أن الطبيبة الموجودة في هذه الغرفة هي المريضة وبحاجة إلى علاج أكثر من غيرها من المرضى!

لا أدري، فقد خطرت لنا فكرة أن هذه الطبيبة مشغولة بنتائج مباريات كأس أمم إفريقيا بحكم أصولها، ولا يمكن أن نلوم الإنسان لأنه مجرد مشاعر وأحاسيس وقد يتأثر بالمتغيرات من حوله... مررنا على الصيدلية وكان أحد المرضى يتحدث بصوت مرتفع عن تعامل موظف الصيدلية السيئ، إذ كان يرمي الأدوية على الطاولة بطريقة غير حضارية، وعندما رأينا وجهه لم يدر في بالنا أنه متأثر ببطولة كأس أمم إفريقيا لأنه بحريني أبا عن جد، وإذا كان يهوى الكرة فعليه أن يكون فرحا بعد نتيجة منتخب بلاده على سلطنة عمان.

دعونا لا نطيل الحديث، ولكن حين أتى دورنا وسلمنا الأخ قائمة الأدوية لم يستثننا من رمي الأدوية على الطاولة بطريقة غريبة... سبحان الله كل الأمزجة متعكرة، وإذا كان الأمر كذلك فعلى المركز أن يفتح عيادة نفسية لبعض الموظفين ويخضعهم لدورات في فن التعامل مع المرضى!

ولعل حيرة الأمزجة المتقلبة زالت بعض الشيء وخصوصا عندما عرفنا من أكثر من شخص أن الطبيبة التي ظننا أنها متأثرة بتقلبات كأس أمم إفريقيا لم تكن لتهوى كرة القدم يوما، ولكن يبدو بأنها ملت من المرضى وبسبب عملها ومزاجها، ولا ندري أن الصدف قد تصدق خارج أسوار الأفلام الهندية، فموظف الصيدلية لا يهوى كرة القدم أيضا، ولكن المزاج المتعكر دوما أثر على عمله وبات طبعه رمي الأدوية على المرضى من دون أن ينظر إلى وجوههم حتى!

نحن لا نلوم الأطباء والممرضات والموظفين في المراكز الصحية والمستشفيات لأنهم يقبعون تحت ضغوطات كبيرة، ولكن حين يتكرر المزاج السيئ بشكل يومي ويعامل المريض بطريقة سيئة، فعند ذلك سنقول لهؤلاء الأطباء والموظفين أن يجلسوا في منازلهم «أبرك» لهم وللمرضى!

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1986 - الثلثاء 12 فبراير 2008م الموافق 04 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً