(أ) ناصر الفراعنة، لمن تابعوا هذا الشاعر المدهش في مسابقة «شاعر المليون» لا يحتاجون إلى اكتشاف قدرته العجيبة على تضمين شعره ألوانا من الفنون الإبداعية، مطعّماَ بثقافة عالية وواعية ومدركة لما يتم توظيفه في الشعر.

تكفا وراها مية تكفا يابن جروه

ياعانية من تردّى عنده العاني

لا والله الا انقطع قلبي من العروه

وتقاسموه العباد فلان وفلاني

قلبٍ عذابه يجي دايم على الحرْوه

خصٍ اذا ذعذع الغربي مْسيَّاني

تغيَّر السوق من بيعه إلى شروه

وسود الليال افحمت صدر الغضيَّاني

يا وين ابلقى لحظ مايلٍ قروه

بفلوس والا على ما قيل مجَّاني

بين الصفا والحجر والبيت والمروه

عساك لا جيتها تدعِي على شاني

من يوم فصَّلت من جلد النمر فروه

وانا عيون السباع الرقط تشعاني

ما نيب من صاح في غوره على غروه

ما ذا بطبعي وتدري يا كحيلاني

من يومني وِرع وآنا فوق بالذروه

هرجة بني الجن معْ أبناء الانساني

في موطنٍ غير عن كل الحصا مروه

في وجه من ينصف المجني من الجاني

يفداك من لا فهق نفسه عن الزروه

يضرم على الخايعات ضرام جيعاني

باروي حديثه وباصرخ يازمن إروه

لكل من يصغي اذنه بيتوحَّاني

هيسٍ على الطيب مع ربعه خذا كروه

عادة قليل الحيا من عصر لقماني

أروه من السم قطَّاع الكبود أروه

ماقد نفع قاصيٍّ من لا نفع داني

ويا لايمي في زمانٍ ينقل البروه

لا واعسى بالزمان يجيك ما جاني

في هالزمان اللي اسْتضرى على ضِروه

ماني بحالي ولا الأول ولا الثاني

ماني بْيَّاع دينه يبغي الثروه

لو حاجتي في شدوق الذيب سرحاني

أدخل على الله من التمن ومن سروه

لو كان من زود جوعي صاح شيطاني

(ب) هذا البدوي الذي لخص الحكمة بأبيات تتمنى لو تطول أكثر مما هي عليه، يدفعنا دفعا إلى التسمّر أمام الشاشات لمتابعة أدائه الأكثر من رائع.