العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ

موقف حضاري لولي العهد بشأن المعارضة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تصريحات ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لمجلة «ميد» الاقتصادية، والتي نشرت أمس الأول بشأن المعارضة، تعبر عن موقف حضاري يستحق التقدير والإجلال. وأشارت المجلة إلى أن وجهة نظر ولي العهد «ليست تقليدية»، فعندما سألته المجلة عن المظاهرات والتوترات التي تشهدها البحرين بين الفينة والأخرى، قال «نحن بلد حر والمعارضة مسموح بها، والمظاهرات شيء نفخر به، ونرى بلدنا أكثر استقرارا من بلدان أخرى في المنطقة». وأوضح ولي العهد أيضا أن «المظاهرات شيء، والعنف شيء آخر، فالعنف مرفوض وهو قد يستخدم من الذين لا يشاركون في العملية السياسية».

إن مثل هذه النظرة تستحق كل التقدير والثناء، فقلما تجد مسئولا في منطقتنا المضطربة ينظر بروية وبأفق واسع تجاه المعارضة، وفعلا فإن المعارضة البحرينية تعتبر أكثر عقلانية وأكثر حكمة، وولاؤها غير مشكوك فيه، بل إن من حاول، أو يحاول التشكيك في ولاء أبناء البحرين ينكشف بسرعة، ويتضح لاحقا - في الأعم الأغلب - إما أنه ليس من أبناء البحرين، وإما أنه من الذين ترد أسماؤهم في تقارير مثيرة للشفقة.

إن المعارضة التي التزمت النهج السلمي، ورفضت الانجرار نحو أي وسيلة من وسائل العنف، ينبغي أن يفسح لها المجال لإنجاز جانب من مطالبها العادلة، وذلك لتقليل أثر الذين يتجهون نحو أساليب لا تنفعهم ولا تنفع بلادهم في شيء. وكما أن في المعارضة من يناكف، فإن أجهزة الدولة مملوءة بالمناكفين الذين تفوق أعدادهم وخطورتهم ما يوجد في صفوف المعارضة. والغريب أن المناكفين (في الجانب الرسمي) من الذين يتاجرون بسمعة البحرين يمارسون دورهم بينما هم في مناصب رسمية وفي مواقع كثيرة تزداد يوميا، وهذا يختلف عن المناكفين في صفوف المعارضة الذين عادة ما يكونون من المهمشين ومن الفئات المحرومة والمضطهدة في المجتمع.

نعم، إن البحرين استطاعت أن تنجو من مصائب كثيرة خلال السنوات الماضية بفضل السماح بتعددية الآراء، وبفضل وجود قادة رسميين عقلانيين، وبفضل وجود معارضة عقلانية. فلو راجعنا بعض ما مر علينا في الفترة الأخيرة من قضايا وفضائح لوجدنا أنه كان بالإمكان أن تكون لها عواقب وخيمة لولا وجود أصحاب العقول الراشدة من كل الأطراف (الرسمية والمعارضة)... وأملنا في أن عقلانية الجزء الأكبر من المعارضة تنعكس على الجانب الرسمي بحيث يتسلم العقلانيون والعادلون وغير المرتبطين بتقارير مثيرة للشفقة المواقع القيادية والمؤثرة. نعم، مازالت الكثير من الأمور عالقة ولم تتم حلحلتها، ولكن مادامت القيادة السياسية تتحدث بالمنطق الذي نسمعه من سمو ولي العهد، فإن الأمل مازال يحدونا أن ما يعكر صفو الإصلاحات حاليا من مظاهر ومسميات لن يكون سيد المستقبل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً