العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ

فرجت وكنت أظنها لا تفرج

كان يوما مميزا في تاريخ الكرة البحرينية يوم الأربعاء 6 فبراير/ شباط الجاري، إذ كسر منتخبنا الوطني حاجز الخسارة والتعادلات في المباريات الرسمية، وكانت آخر مباراة رسميه فاز فيها المنتخب في كأس آسيا 2007 أمام كوريا الجنوبية. فكان الأربعاء يوم روى فيه الجمهور البحريني العطش الذي دام طويلا بفوز خارج أرضه وأمام أحد المرشحين بقوه لانتزاع إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة، ألا وهو المنتخب العماني الشقيق.

وبهذا الفوز في بداية المشوار... وعلى رغم الفوز المهم على المنتخب العماني الشقيق فإننا استطعنا أن نضرب بالحجر أكثر من هدف... أولها عودة الروح القتالية والمعنوية لنجوم الأحمر البحريني كما عهدناهم في آسيا 2004 في الصين (البطولة قبل الماضية) ثانيا وأهمها... عودة الفتى الذهبي والهداف المتألق والتاريخي لكرة القدم البحريني علاء حبيل إلى موقعه الطبيعي والتعاون الثنائي بينه وبين القادم بقوة في الملاعب إسماعيل عبداللطيف، كذلك عودة التميز للكثير من اللاعبين أبرزهم حسين بابا والذي كان أبرز اللاعبين في المنتخب الوطني ومحمد سالمين الذي صال وجال في المستطيل الأخضر، ويميزه كما عهدناه الحفاظ الجيد على الكره والاندفاع الهجومي في الوقت المناسب، وأحد أهم الأهداف أيضا فك النحس والفوز على المنتخب العماني أولا على أرضه (إذ لم يخسر منذ 25 عاما على أرضه من البحرين في مباراة رسمية) وثانيا تحقيق الفوز الأول على عمان منذ 4 سنوات في اللقاءات الرسمية، إذ كان الفوز الأخير للمنتخب الوطني على عمان في خليجي 16 في الكويت بهدف سالمين الصغير.

وبعودة الروح المعنوية عاد الأحمر كما عهدناه في سابق عهده... وبعيدا عن إشراك المدرب ماتشالا لعدد من المجنسين، نؤكد أن اللاعبين البحرينيين تفوقوا عليهم بالأداء القتالي والروح المعنوية العالية... أضف إلى ذلك الأداء المميز لثنائي الهجوم المكون من علاء وإسماعيل فعلى رغم قوة الدفاع العماني فإنهما استطاعا أن يقلقا هذا الدفاع القوي طوال وقت المباراة... ولهذا كنا ومازلنا نؤكد أن اللاعبين البحرينيين هم الأجدر بأن يكونوا في المنتخب... ولا نحتاج إلى مجنسين في منتخباتنا الوطنية... واكبر مثال على ذلك منتخبنا الأولمبي.

أما عن التكتيك الذي انتهجه مدرب المنتخب الوطني التشيكي ماتشالا... وبعيدا كذلك عن أنه كان مدربا للمنتخب العماني قبل التعاقد مع منتخبنا، إلا أنني شخصيا أؤكد أن اللاعبين هم من صنعوا هذا الفوز، فبالقتالية المعهودة عن اللاعب البحريني التي افتقدناها خلال الثلاث سنوات الماضية وهو ما جعل الشارع البحريني يتشاءم قبل لقاء المنتخب العماني... إلا أن أبناء البحرين استطاعوا أن يقطعوا كل التكهنات واستطاعوا عبور المطب العماني وفي عقر داره بالقتالية وبالروح المعنوية والتي أثبتها النجم العائد والفتى الذهبي علاء حبيل بعودته الموفقة إلى قيادة هجوم المنتخب في هذه التصفيات. ونؤكد ونكرر أن ماتشالا يكمن دوره في الـ 10 في المئة من الفوز الذي حققه المنتخب في هذه المباراة، ليس معنى ذلك أن نقول أن ماتشالا ليس له دور... إنما نستطيع القول بأن اللاعبين ساهموا في إبراز مدرب المنتخب من خلال سلاح القتالية والتي بدا عليها اللاعبون من بداية وحتى نهاية المباراة.

كما أؤكد هنا ومن خلال كلماتي البسيطة بأن الفوز على عمان ليس إلا بداية لمشوار طويل ومواجهة منتخبات قوية، إذ ستكون مباراتنا المقبلة مع المنتخب الياباني في ملعبنا (الاستاد الوطني) يوم السادس والعشرين من شهر مارس/ آذار المقبل، ولهذا يجب عدم التراخي بعد هذا الفوز لما سيكون له من أثر سلبي قبل مواجهة المنتخب الياباني. فيجب إعداد العدة للقاء اليابان بعدة أمور، فعلى الشركة الراعية أن فتح أبواب الاستاد الوطني مجانا لمن يرغب من الجماهير بالحضور لتشجيع الأحمر في لقاء يعتبر مهما جدا للأحمر في مشواره المونديالي لجنوب إفريقيا 2010.

أما بالنسبة إلى الفوز... فعلى رغم الفوز فإنّ الجمهور مازال يطالب المسئولين بالابتعاد عن التجنيس الرياضي لكون الجماهير البحرينية تثق كل الثقة في موهبة أبناء وطنها... وهو ما أثبته علاء واللطيف والدخيل وسالمين وجلال والسيدمحمد عدنان وبابا وجميع اللاعبين في مباراة عمان، إذ بات التفاهم الواضح بين المجموعة التي شاركت في اللقاء، لذلك مازال الشارع الرياضي البحريني يتمنى ويطالب المسئولين بإيقاف هذا النوع من التجنيس والذي نكرره لم نعد نحتاجه خصوصا بوجود مميزين يستحقون أيضا ارتداء شعار الوطن.

أخيرا... يجب نسيان الفوز العماني والاهتمام أكثر من الجهاز الفني والإداري للمنتخب ومن على رأسهم الاتحاد البحريني لكرة القدم بالمرحلة المقبلة، ونتمنى كذلك تكوين لجنة من اتحاد الكرة لتقييم أداء المدرب بعد كل مباراة... كذلك نتمنى من اللاعبين أن يظلوا على هذه الروح القتالية فبالروح القتالية استطاع المنتخب العراقي أن يحرز بطولة آسيا... وبالروح القتالية استطاع المنتخب البرازيلي أن يحرز كأس العالم 5 مرات... على رغم أن كلا المنتخبين يضمان محترفين على أعلى مستوى حتى في كرسي الاحتياط! فبالروح والقتالية نستطيع أن نحرج اليابان حتى في طوكيو والذهاب بالمنتخب إلى أبعد من طوكيو (جنوب إفريقيا 2010).

ميثم المنصور

العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً