العدد 2002 - الخميس 28 فبراير 2008م الموافق 20 صفر 1429هـ

لا .. لزيادة الرواتب!

خلال متابعتي لما ينشر في صحافتنا المحلية خلال الأيام الماضية، والتي ترافق معها شائعات زيادة الرواتب، لاحظت بعض المقالات التي»تحذر» من الزيادة، وما ستسببه للاقتصاد والمواطن من مشكلات!

يا الله .. يعني على كذا الزيادة شر، ندعو الله أن يبعده عنا!

هناك من يرى أن زيادة الرواتب سيرافقها زيادة في الأسعار.. وأين هي وزارة التجارة، وأين حماية المستهلك لكي تحمينا؟ (مع أني أشك أنها قادرة على حماية نفسها!)

وهناك رسم كاريكاتيري فيه مواطن يدعو بالزيادة ووراءه تاجر يقول: آمين!.. جميل هذا الرسم .. ولكن لماذا الإصرار على ألا فائدة ترجى للمواطن من أي زيادة قادمة؟.. وكأن ما سيأتي سيذهب مباشرة إلى جيوب التجار فقط.. ولن يحل شيئا للمواطن؟.

أنا لا أفهم كثيرا في الأمور الاقتصادية .. ولكنني أفهم عندما يأتي عضو مجلس شورى (نطمح أن يكون بجانب المواطن) ليقول لنا إن الزيادة مرهقة لموازنة الدولة.. ليقدم نفسه لهم على أن قلبه على الدولة وخزينتها!

(2)

عجيب ما يحدث!

مقالات، ورسوم كاريكاتيرية، وتصريحات: كلها تريد أن تقنع هذا المواطن بأن»الزيادة ما فيها خير»!

وهناك من يلمّح إلى أن زيادة الأسعار سببها زيادة الرواتب السابقة 15 في المئة... ويريد أن يوحي للناس بأن أي زيادة قادمة معناها ارتفاع الأسعار أكثر وأكثر.. وهذا غير حقيقي أبدا .. فالعالم كله فيه ارتفاع بالأسعار .. والعالم لم تأته زيادة 15 في المئة.

(3)

أقسم بالله أنني لا أفهم كثيرا في الأمور الاقتصادية ... ولكن أفهم أن زيادة 2000 ريال تنفع هذا المواطن الواقف في السوبر ماركت وينظر لتسعيرة الحليب الذي سيشتريه لأولاده بـ (60) ريالا .. وينظر لمحفظته - آخر الشهر - ولا يوجد فيها سوى (30) ريالا!

2000 ريال تنفع المواطن ، ولا تضر الدولة وخزينتها العامرة.

(4)

كل يوم اثنين، يقوم المواطن السعودي بهجر كافة القنوات الفضائية، ليعود إلى قناته الأولى منتظرا نشرة الأخبار... ولا يزال ينتظر!

حريـة الضجيج!

من حولي ضجيج رائع.. ولكنه يبقى «ضجيجا»!.

يبدأ الضجيج حول «قضية رأي عام» ما... تعلو الأصوات كافة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، من دون أن تمر على الوسط!

بعد فترة تخفت الأصوات.. أو يسرقها «ضجيج» آخر، يتجه صوب «قضية رأي عام» جديدة!

(2)

«الضجيج» يسيطر على المنابر كافة، و»الهدوء» العاقل لا منبر له!.

(3)

لـ «الضجيج» نجومه وأبطاله

تلفتوا حولكم.. ستعرفونهم واحدا.. واحدة...جميعهم يقفون بجانب الضجة (أيا كان مصدرها) ليلتقطوا الصور التذكارية معها!.

(4)

الهدوء.. يحتاج إلى الكثير..

«الضجيج» يكفي لإتقانه أن تمتلك موهبة الصراخ!

(5)

حرية الضجيج، تقول لك:

اصرخ كما تشاء.. والوضع سيظل كما هو!

(6)

الضجيج: مُخدر!

يُشعرك أن الأشياء تتحرك، وهي ثابتة.

يُشعرك أن الأشياء تتغيّر، وهي جامدة.

يُشعرك أن (البلد ماشي.. والشغل ماشي.. ولا يهمك...)!!

(7)

تعالوا لنستعيد كل «ضجة» حدثت خلال هذا العام، أيا كان شكلها ومضمونها واتجاهها... ما هي النتيجة؟... لا شيء!! هذه بالضبط هي «حرية الضجيج»... قل كل شيء، ولن تحصل على أي شيء!

(8)

في «حرية الضجيج» نتباهى بارتفاع السقف قليلا!... وننسى أن نسأل: أين هي هذه « الأعمدة « التي ترفع هذا «السقف» وتحميه ؟! هذا السقف المُرشح - في أي لحظة - للسقوط على رؤوسنا جميعا.

(9)

و.. كل «ضجة» وحناجركم بخير!

العدد 2002 - الخميس 28 فبراير 2008م الموافق 20 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:34 ص

      الله يجزاك خير

      سلمت ولا ندمت يا الرطيان انت قدوه للاعلاميين اللي تهمهم مصلحة الوطن والمواطن كل اللي كتبته اختصر علي الدوله اغلب مطالب المواطنين

    • زائر 10 | 3:10 ص

      صدقت

      جزاك الله الجنة أنت صوت الشعب =)

    • زائر 9 | 3:06 ص

      مخك مثل مخي بالضبط يامحمد

      كلام كبير تكلمنا فيه كثيرا ولكن من يفهم

    • زائر 8 | 10:14 م

      بوناصر

      مقال يشخص حالنا بدقه وصدق .. . هذه هي النخبه الاعلاميه التي نريد .. لا من تفرد لهم الصفحات للتهجم ع المواطن وتحميله كل سوء حاصل حفظك الله يا استاذي الفلضل

    • زائر 5 | 7:23 ص

      مكسور قلبي

      اذا كان قدرنا كذا فلا حول ولا قوه الا بالله

    • زائر 4 | 9:08 م

      لا فض فوك

      لا فض فوك

    • زائر 3 | 6:36 م

      كلام متزن يلامس واقعنا للأسف

      يا الله .. يعني على كذا الزيادة شر، ندعو الله أن يبعده عنا! أشكرك أخي الكريم

    • زائر 1 | 8:44 م

      فيصل البرقاوي

      وأنت بخير

اقرأ ايضاً