العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ

حب يقود لتمردٍ حانٍ بقسوة الصخر

معرض النحت الثلاثي للمحميد... البناي... والبنفلاح

تمتمت الأحجار همسات النعومة والإحساس الجمالي الرقيق، فيما يمثل تصادما مع كونها رمز القوّة والصلابة والبأس، لتتحوّل قطع الرخام الحجري، بأيدي ثلاثة من فناني البحرين إلى تجارب فنية تتجلّى فيها أحاسيس ثلاثة قلوب طمحت؛ لأنْ تثري الجانب الفني في موسم ربيع الثقافة من خلال معرضها الثلاثي.

المعرض الثلاثي الذي أقيم مساء يوم أمس (الإثنين) قدّم فيه الفنانون علي المحميد، فؤاد البنفلاح ومهدي البناي تشكيلة خاصة بآخر ما أبدعته معاولهم في أعمال الرخام الحجري، فقدّموا للمشاهدين تشكيلة من المنحوتات التي تفاوتت في تصنيفها بين الكلاسيكي والتجريدي، متخذينَ مناحي لونية مختلفة، أضفت على المشهد العام تلونا زاد تلون الأساليب التي قدمها ثلاثيو المعرض.

رئيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية علي المحميد، وهو صاحب الفكرة عبّر عن تضمين مشاركتهم لبرنامج ربيع الثقافة بالتقدير والسعادة، واصفا ربيع الثقافة بأنه الموسم السنوي الذي يتطلع له الناس بتقديم الفعاليات الممتازة، قائلا إنه « أصبح خلال الثلاث سنوات الماضية ضمن نسيج المجتمع الثقافي الذي يرتقب كل عام، وهذا الشيء أعطى للبحرين سمعة ثقافية طيبة، فأصبح الأشخاص من الدول المجاورة يسألون ويتابعون باهتمام توقيت وبرامج ربيع الثقافة».

يضيف المحميد «العام الماضي شاركنا في البرنامج بسمبوزيوم البحرين الدولي الثالث للنحت، ولكن هذا البرنامج يقام كلّ عامين، لذلك فإنه سيتوقف لهذا العام، ويعود السنة القادمة، وهو من ضمن أحد أبرز الفعاليات التي أعطت لربيع الثقافة الزخم، كما أعطى ربيع الثقافة للسمبوزيوم الزخم ذاته».

كذلك أقام المحميد خلال موسم ربيع الثقافة الماضي معرضه الشخصي، إلا أنّه في هذا العام يقدّم معرضا مشتركا مع اثنين من التواقين لدخول مجال النحت، والمقبلين عليه بشدة. يعلق المحميد على ذلك «هذا العام حرصنا على المساهمة في ربيع الثقافة من خلال هذا المعرض مع فؤاد ومهدي، وهو المعرض المتميز بتفاوت أحجام أعماله الرخامية وأشكالها، كما أنّ الجمعية ستقيم معرضا لعبد الجبار الغضبان في 18 مارس/آذار الجاري».

وكان من المفترض أنْ يضم المعرض خمسة فنانين، إلا أنه اقتصر على الثلاثة، علي، فؤاد، ومهدي، إذ علّق المحميد على هذه المشاركة التي جمعته بهذين الفنانين بالقول «ليس لديّ فارق من المشاركة مع أيّ فنان، فكلنا أخوة، وأنا أحب المعارض الجماعية، فكلّ فنان يُضيف لي خبرة من خلال أسلوبه وإخراجه للعمل والأدوات التي يقوم بتوظيفها، وبالتالي فأنا أقوم بإفادة الآخرين من خلال تجربتي ولو بالشيء البسيط، ونحن نجتهد ونسعى لتقديم الأفضل في المستقبل».

النحّات فؤاد البنفلاح أثنى على فكرة المحميد بإقامة المعرض الثلاثي، واصفا إيّاها بالفكرة العجيبة نتيجة لوجود احتكاك واطلاع على الأساليب والتجارب والرؤى والنظرات المختلفة التي يعكسها المعرض، ومدة التطور الذي يسلكه كل فنان، إذ أكد بالقول إنّ « المعرض يسهم في التعلم من خلال آراء النقاد الذين يأتون، وهذا هو المحرك لعملية التطوير من التقائه مع المنافسة».

ووجد البنفلاح أنّ الإضافة تأتي «من ربيع الثقافة؛ لأنه فرصة لإبراز الفنانين خلال موسم يمثل أبرز تظاهرة ثقافية في البحرين لجميع فروع الفن من النحت إلى الرسم إلى الشعر والموسيقى وغيرها».

فؤاد قدّم خلال هذا المعرض نماذج متنوعة من الأعمال النحتية، تراوحت بين الكلاسيكية والتجريدية، فبرر قائلا «وجدت إقبالا على الأعمال الكلاسيكية من تقديم المنحوتات التي تصوّر الوجوه، واستغليت الفرصة بالتعبير بواسطة الكلاسيك عن الإيحاءات، مثل تماثيل ( ذو الوجهين ) التي تعبّر في بعضها عن الحالات المرضية لبعض الأشخاص من انتحال شخصية وإبطان شخصية أخرى، وكذلك عبّر بعضها عن حالات الحب والحنان والود».

ثالث فناني المعرض النحّات مهدي البناي وجد نفسه جديدا في هذا المجال، إذ يحترف البناي أعمال الخزف، إلاّ أنه وجد من خلال اطلاعه على أعمال النحت العالمية ومشاركته في السمبوزيوم العام الماضي المدخل لخوض تجربة العمل في مجال النحت على الرخام، فيعرف نفسه بالقول «بالنسبة للنحت فأنا جديد فيه، وأتلمس خطاي في هذا المجال للتوّ، إذ قضيت نحو 21 سنة في مجال الخزف، سبقتها 4 سنوات دراسة في بغداد في المجال نفسه، وكان النحت بالنسبة لي أمراَ عظيما، والقدوة فيه هو الفنان العالمي مايكل أنجلو، الذي ألهمنا في هذا المجال بفنه وإبداعه في الحجر الصلب».

ويضف البناي بالقول «الصعوبة في هذا المجال هي بالوصول إلى هذه الخامات التي تستطيع أن تبني عليها أفكارك، ولكن مع إقامة السمبوزيوم الذي شاركت في سنته الثالثة قدّمت أول عمل بحجم 2 متر× 2متر × 1/2متر، وقد توفقت فيه، مما أعطاني دفعة للمشاركة والإبداع في هذا المجال، وأصبح النحت جزءا في داخلي».

البناي عبّر بأن الصعوبة تكمن في الحصول على قطع الرخام الخام، معلّقا «الآخرون سافروا ليحضروا الخامات وأتاح لهم ذلك اختيار الأحجام والألوان المناسبة، فللون إضافة خاصة ويخدم لأنّ الشكل أمر خاضع لتحكم الفنان بخلاف اللون».

ووجد البناي أنّ ما أسماه بالتنافس أمرٌ محببٌ بين الأشقاء، وهو السمة التي وجدها في المعرض المشترك الذي يُقام، مضيفا بالقول «نحتاج إلى فهم الآخر، والتنافس الشريف يخلق مجالات تاريخية تؤطر وتبني التاريخ، فمن خلال السمبوزيوم صار الكثير من الفنانين ينحتون ويتعلقون بهذا المجال، بالإضافة إلى أنّ العين صارت تفتح لقبول عمل النحت بخلاف السابق خلال العشرين عاما الماضية، حيث صار النحت شيئا ذا قيمة وصار الناس أكثر تفتحا لقبوله».

العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً