العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ

السينما الإيرانية للمهرجانات الدولية وليست للجمهور الإيراني

من التمثيل على خشبة المسارح الإقليمية بشمال غرب إيران لأكثر من أربعة عقود من الزمان حتى الفوز بجائزة الدب الفضي لأحسن ممثل في مهرجان برلين السينمائي، تكون واحدة من الحكايات الخيالية قد تحولت إلى حقيقة بالنسبة للمخرج الإيراني علي ناجي.

قال ناجي بطل فيلم (أغنية العصافير) من إخراج مجيد مجيدي «هذه الجائزة ليست لي بل لإيران والإيرانيين والسينما الإيرانية».

وكانت جائزة برلين أول جائزة دولية كبيرة على الإطلاق تمنح لممثل محلي في تاريخ السينما الإيرانية.

وكانت المنفية شهرة اغاداشلو الأميركية الإيرانية الأصل التي تعيش في الولايات المتحدة منذ نحو 30 عاما قد فازت بالترشيح لأحد جوائز الأوسكار كأحسن ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم منزل الرمال والضباب إلا أنها لم تفز بالجائزة.

وقال ناقد سينمائي إيراني «هناك وظائف أقل ضغوطا بالتأكيد في إيران من وظيفة فنان». فبعد قيام الثورة الاسلامية العام 1979 وتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية وخصوصا إجبار المرأة على ارتداء الشادور الذي يغطي الجسد والوجه كان على صناعة السينما أيضا أن تغير معاييرها بشكل جذري. فقصص الهوى والغرام لم تعد تجسد على الشاشة تقريبا لأنه وببساطة من غير المسموح للرجال بملامسة النساء.

بل إن ثمة مشاهد تمثيلية أخرى مثل احتضان أم لابنها أو أب لابنته ممنوعة. كذلك فإن مشهدا بسيطا يصور امرأة في طريقها إلى النوم صار يصور بطريقة اصطناعية خرقاء حيث يتعين عليها أن تذهب إلى النوم مرتدية الشادور.

يقول أحد المنتجين المحليين «تعين علينا خلق طريقتنا الخاصة في الدراما. فعلى سبيل المثال يتم تصوير مشاهد الحب من خلال نظرة رقيقة وابتسامة أشد رقة، وربما يمكن للمشاهد الإيراني أن يتفهم ذلك لكن كيف يمكن للأجانب فهمه».

ولهذا يحبذ عدد كبير من المنتجين الإيرانيين تصوير السيناريوهات التي تتعامل مع الأطفال. ففي هذه الحالة يكون لدى السيناريو والفيلم فرصة أفضل في المرور من تحت مقص الرقيب التابع لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.

ومع ذلك وبحسب خبراء محليين في صناعة السينما فإن الأفلام الإيرانية تطورت كثيرا منذ قيام الثورة الإسلامية، الأمر الذي انعكس في فوز عدد من المخرجين الإيرانيين بجوائز في عدد من المهرجانات السينمائية العالمية.

لكن الجمهور الايراني لا يبدي اهتماما كبيرا بالسينما والمسرح في بلاده ويفضل مشاهدة الأفلام الغربية المتوافرة بسهولة في السوق السوداء حيث تباع اسطوانة الـ ( دي في دي) المقلدة نظير دولارين تقريبا.

يقول مجيدي وهو واحد من أنجح المخرجين في إيران « إن النجاح في المهرجانات الدولية شيء إيجابي لكن هذه الأفلام تصنع في النهاية للإيرانيين».

العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً