العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ

يمسك طوني «الكونترباص» وتمسك ريما قلوب الناس

في أمسية المواويل ضمن فعاليات ربيع الثقافة...

مراهنة على حلاوة صوتها لا غير شدَت المطربة اللبنانية ريما خشيش مساء الإثنين الماضي في إطار فعاليات ربيع الثقافة بكلاسيكيات الغناء العربي، بصوت طربي جميل وفي غياب تام لكل المؤثرات الصوتية التجميلية ما عدا آلة «الكونترباص» التي عزف عليها الهولاندي الجنسية والعربي الانامل والاحساس، العازف طوني أوفرووتر، صنعت ريما خشيش الفرجة وعادت بالجماهير الحاضرة إلى زمن الفن الجميل، حيث لا قيمة تعلو على قيمة الصوت، بموشحات ومماويل وقصائد لعمالقة الغناء والطربي طارت ريما بهذه الجماهير إلى عوالم أخرى، وربما تكون حملت كل فرد منها إلى عالم خاص لايسمح لأي كان الولوج إليه، فتبينا أننا إزاء نوعية مميزة من الصوت، صوت آسر تحمل صاحبته نصيبا من الأسلحة الابداعية زادها تكوينها الأكاديمي ثقة تجسمت في أدائها.

لا يمكننا أن نصنف العرض الموسيقي الذي قدمته اللبنانية ريما خشيش إلا ضمن خانة العروض المتميزة، ذلك أنه وعلاوة على غياب المرافقة الموسيقية الكاملة لهذه الفنانة، غاب أيضا التوضيب الركحي، إذ لم يفصلها عن جمهورها إلا بضع سنتيمترات، حتى كادت تلتحم بهم في نوع من التقارب يعكس حميمية، زادتها ريما حضورا من خلال التعليقات التي تتوجه بها الى جمهورها بين كل موال أو موشح وآخر، حتى لم تملك الجماهير الحاضرة خلال العرض إلا أن تصفق إعجابا و تجاوبا.

على أن كل من حضر العرض الموسيقي لريما خشيش لابد أن يكون قد لمس هذا التزاوج العجيب والتمازج الغريب بين موشحات عربية أصيلة تشدو بها المطربة اللبنانية وموسيقى شرقية تدوي من آلة الكونترباص الغربية التي تنطق تحت أنامل الهولاندي طوني أوفرووتر، فتنطلق الالحان هادئة، ناعمة، تحمل عبق الماضي الجميل بروح عصرية، في حوار جميل بين حضارتين تجسمتا في صوت ريما وعزف طوني.

انطلق عرض ريما خشيش الذي احتضنه مركز الشيخ ابراهيم بكلمة افتتاحية ألقاها الاديب البحريني حسن كمال عرف خلالها الموشح باعتباره نمطا من أنماط القصيدة العربية، ارتبط بالغناء وازدهر لدى الاندلسيين في القرن التاسع للميلاد وظل محافظا على نسق من الازدهار والتطور طوال خمسة قرون في البلدان المشرقية التي وصل إليها هذا النمط الغنائي من خلال ابن المعتز وابو نواس ومهيار الديلمي والحريري ومنها امتد إلى بلدان المغرب العربي.

وللإشارة فإن المطربة اللبنانية ريما خشيش تلقب ب»مطربة المثقفين» لالتزامها بنمط الغناء الراقي والاصيل وعدم انجرارها وراء عالم الفن التجاري، وارتبط اسمها بأداء الأغاني الطربية والمواويل والموشحات الأندلسية ما أدى إلى اعتبارها فنانة مغامرة لتفضيلها هذا النمط الغنائي الملتزم في زمن يصارع فيه الملتزمون من الفنانين لانقاذ انتاجاتهم من توصيف الأغنية العصرية.

العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:59 ص

      ظبية فرج النعيمي

      بسم الله الرحمان الرحيم

      ***********
      ليمذا ليس صوت الكونترباص لو كان هناك صوت الكونترباص سيكون الموقع حلو و نظيف

      باي :) ايجازة سعيدة

اقرأ ايضاً