العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

الدراما البدوية تعود بقوة بعد غياب

حياة البدو مصدر رزق للمنتجين هذا العام

بعد أن جربت الدراما العربية ما هب ودب من القوالب، فرأينا التاريخي، والكوميدي، والسير الذاتية، والتراجيدي... وكل قالب حمل معه نقده وجدله، محبيه ورافضيه، غير أن المشاهد العربي الذي بات لا يقبل بالقليل، والمنتج العربي الذي بات يعرف أن سوق الإنتاج التلفزيوني بكل أشكاله مصدر رزق ودخل ممتاز وخصوصا في المواسم.

هذه المعطيات هي من الأمور التي أدت لأن نرى لونا غاب لفترة عن الشاشات العربية، هو العمل التلفزيوني البدوي سواء كان مسلسلا أو عملا غنائيا.

العمل البدوي والذي نقصد به هنا الأعمال التي تقتبس أحداثها من تاريخ البدو في الوطن العربي، أو التي تدور أحداثها في مضارب الصحراء حول قصة أبطالها يعيشون نمط البداوة، أو حتى الأغنية التي تصور أحداث ( فيدو كليبها) في أجواء معيشة بدوية، وقد تكون كلماتها وألحانها بدوية.

مع عودة هذا النوع من الأعمال للشاشات بعد أن غيبة لفترة ليست بالقصيرة، لاقت هذه الأعمال آراء متفاوتة، فعلى الرغم من أن الغالبية اعتبرته خطوة نحو إحياء تراث عربي أصيل، قد يستحضر الكثير من القيم التي لم نعد نراها بين الناس كما في السابق، كما أنه محاولة لنقل أفكار هذه الأنماط الاجتماعية لجيل من الشبان لم يعرف ولم يقترب كثيرا من طريقة عيش جزء كبير من العرب سابقا. إلا أن البعض انتقد الأداء الذي يشوبه الكثير من الأخطاء والعثرات، سواء على مستوى اللهجات التي لم يتقن غالبية الممثلين الكثير من مفرداتها، والمبالغة في إطلالة بعض الممثلات، والروايات التي قد تتناقض أساليب سردها ما بين مؤيد لأحداث ومكذب لها.

إضافة لهذه العثرات لاقت هذه الأعمال البدوية اعتراض بعض القبائل لعرضها، ما أدى لمنع بعضها من العرض، حتى أن بعض الحكومات تدخلت لحل أزمة هذه القصص التي أثارت حفيظة بعض القبائل مثل مسلسل ( فنجان الدم )، و مسلسل (سعدون العواجي).

وإن كان البعض رأى أن تقديم أعمال عن حياة البداوة هو توثيق لجانب من جوانب الحياة العربية، اعتبر آخرون أنه فرصة اقتنصها المنتجون لإثراء جيوبهم، ولسد حاجة السوق بالجديد، وخصوصا أن بعض البرامج التي تستوحي أفكارها من بيئة البداوة قد لاقت نجاحا كبيرا وجاءت بمردود مادي كبير لمنتجيها، فكانت أشبه بحقل تجارب مبدئي لقيمة تقديم هذا النوع على الشاشات، لعل من أبرزهذه البرامج، برامج الشعر البدوي والنبطي، وبرامج الرقصات الشعبية، التي كانت نجمة ومحط جدل خلال الفترة الماضية.

ولا يقتصر استحضار البداوة على المسلسلات، فحتى منتجي الأغاني وجدو لهم ضاله في هذا النوع، خصوصا وأن الأعمال الغنائية باتت تتشابه لحد كبير، سواء في الكلمات أو الأساليب الموسيقية، أو حتى ديكورات الأغاني وتصاويرها.

فالخيمة والفرس العربي والأزياء البدوية والعيون الكحيلة والقهوة العربية، والإيقاع البدوي، نجوم على ساحة الأغاني اليوم، و من أبرز الأمور التي تلفت النظر في هذه الأغاني أن كثيرا منها أعاد توزيع وغناء أغان من التراث العربي البدوي القديم.

ويبقى أن نذكر أن البعض سخر من كون بعض الممثلين لم يجيدوا الإمساك بفناجين القهوة العربية، أو بدلال القهوة، والتي تعتبر من الأمور المميزة للبدوي، كما أن البعض قلق على بعض الممثلين من ارتفاع ضغط دمهم بسبب كثرة احتسائهم للقهوة في كل مشهد.

وعلق آخرون أنه كان من الواضح أن الممثلين يحملون سيوفا خشبية، ليست بسيوف معدنية حقيقية، وبرروا المسألة بأن المخرج خشي من أن يتحول المشهد لمعركة حقيقة بين الممثلين فيخرج البعض بإصابات.

ولعل هذ المسلسلات اختبرت فروسية الكثير من الممثلين ممن بدو بشكل واضح أنهم مرتبكين من الركوب على الخيول والتعامل مع حيوانات البرية

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً