العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

لا تعزيزات سريعة لأفغانستان بعد انسحاب بريطانيا من العراق

لن يؤدي انسحاب الجيش البريطاني من العراق بحلول يونيو/ حزيران العام 2009 إلى زيادة فورية في حجم القوة البريطانية في أفغانستان على رغم المتطلبات المتزايدة للصراع هناك. ومازال لبريطانيا نحو 4 آلاف جندي في العراق يتمركزون قرب البصرة في الجنوب، وتقول مصادر بوزارة الدفاع البريطانية: إنه سيتم سحب كل القوات بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران من العام المقبل على أن تتولى بعد ذلك القوات الأميركية المسئولية عن المنطقة. ولطالما ساد الاعتقاد بأن انسحاب بريطانيا من العراق بعد 6 سنوات من الغزو سيمكنها من الالتزام بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان حيث تردى الوضع الأمني في العام الماضي وطالبت الولايات المتحدة الحلفاء بإرسال قوات إضافية. لكن الخبراء يقولون إن الحاجة لإعطاء الجنود فترة راحة بعد مهمات في الخارج منهكة متكررة وأيضا الحاجة لوقت لتدريبهم على صراع مختلف له متطلبات شديدة الاختلاف تعني أن بريطانيا لن تستطيع زيادة عدد قواتها في أفغانستان لأكثر من العدد المنتشر هناك حاليا والبالغ 8100 فرد قبل مرور عدة أشهر.

ويقول محلل الشئون الدفاعية بمعهد رويال يونايتد سيرفيسز وهو مؤسسة بحثية مقرها لندن، بول سميث: «لا فائدة من القول إننا نستطيع سحبهم من العراق ونقلهم هكذا إلى قوة المهمات في هلمند»، مشيرا إلى منطقة واقعة بجنوب أفغانستان تتمركز فيها القوات البريطانية. وأضاف «أعتقد بأنهم سيزيدون عدد القوات في أفغانستان في نهاية المطاف لكن هذا سيستغرق وقتا وليس فوريا، مؤكدا أهمية منح جيش منهك وقتا للتعافي». كما أكد قائد القوات البريطانية جوك ستيراب في كلمة ألقاها في وقت سابق الشهر الجاري الحاجة إلى أخذ فترة راحة بين العمليتين قائلا: إن القوات البريطانية المسلحة الصغيرة نسبيا لا تستطيع مجاراة إجهاد مفرط. وأضاف مثلما قلت في مناسبات عدة نحن الآن نقوم بأكثر مما يسمح به هيكلنا ومواردنا على المدى الطويل.

لا نستطيع ببساطة أن نقوم بانتقال من العراق إلى أفغانستان. وتابع قائلا: أنا لا أقول إننا لا نستطيع أو يجب ألا نبذل مزيدا من الجهد في أفغانستان إذا رأينا أن هذا ضروري.

ما أقوله: إنه يجب أن نكون قادرين على الحفاظ على استمرارية أي شيء نفعله. وفي حين قد لا تستطيع بريطانيا نقل جنودها بسرعة من منطقة صراع إلى أخرى فإن الانسحاب من العراق سيسمح على الأقل لوزارة الدفاع بنقل المعدات الضرورية مثل العربات المدرعة ومروحيات. ومن بين المشكلات الكبرى التي تواجه القوات البريطانية في أفغانستان عدم قدرتها على التحرك بسرعة في أنحاء هلمند وهي منطقة صحراوية شاسعة لا تزال حركة «طالبان» تتمتع فيها بالقوة بسبب نقص الطائرات.

فعدد المروحيات المتاحة لا يتعدى الـ8 في أي وقت من الأوقات. وذكرت مصادر دفاعية أن الانسحاب من العراق سيوفر سربا من نحو 12 مروحية من طراز ميرلين على الفور تقريبا لنشرها في أفغانستان. وأضاف المصدر سيكون هناك نقل للعتاد الجوي يبدأ في مارس ما يمنحنا دفعة لا بأس بها.

سيكون هذا إيجابيا جدا بكل تأكيد. ويرفض مسئولو وزارة الدفاع قول متى قد يزيدون أعداد القوات البريطانية في أفغانستان، لكن محللين عسكريين يتوقعون حدوث هذا في الفترة السابقة لانتخابات الرئاسة الأفغانية المنتظر إجراؤها في آخر سبتمبر/ أيلول المقبل. ومن المرجح أن تكون الزيادة ومقدارها 10 آلاف جندي جزءا من زيادة أوسع نطاقا من جانب دول حلف شمال الأطلسي لدعم قوة المعاونة الأمنية الدولية (ايساف) وهي قوة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان يقودها الحلف. وقال سميث: أعتقد أننا في الغالب سنشهد (زيادة في القوات) في قوة ايساف كلها العام المقبل لكن من الصعوبة الشديدة بمكان القول إلى أي مدى ستسهم بريطانيا في هذا. وأضاف إذا نظرنا إلى التاريخ فإننا كنا نقول دوما للأميركيين إننا سنساعد... سيصعب كثيرا على هؤلاء في أوروبا رفض أول طلب لأوباما. وكان الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما صرح بأنه سيزيد قوات الولايات المتحدة في أفغانستان بمجرد توليه مهمات منصبه في يناير/ كانون الثاني مضيفا ما يقدر بنحو 20 ألف جندي على مدار ما بين 12 و18 شهرا إلى القوات البالغ قوامها حاليا 31 ألف فرد التي تقاتل هناك بالفعل. ويقول خبراء في الشئون الدفاعية إنه إذا أرسلت بريطانيا قوات إضافية في الفترة السابقة للانتخابات فمن المرجح أن يركز جزء كبير منها على تدريب قوات الشرطة والجيش الأفغاني

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً