العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

مطر يحذر من إذلال النفس طمعا في الفلس والدينار

حث الخريجين على مزاولة كل عمل مباح وشريف //البحرين

الوسط - محرر الشئون المحلية 

12 ديسمبر 2008

حذر خطيب جامع النصف بالرفاع الشيخ علي مطر في خطبة الجمعة أمس من إذلال النفس طمعا في الفلس والدينار، حاثا الخريجين على مزاولة كل عمل مباح وشريف. كما تحدث في خطبته عن الهم والخوف والقلق، وما ينبغي أن يكون عليه المؤمن بالله من الإيمان بالقدر، وأن الأرزاق قد تكفل الله بها.

واستهل مطر خطبته بالحديث عن الأسباب التي تجلب لبعض الناس الهم والخوف والقلق قائلا إنها كثيرة ومتعددة ومنها الخوف على مصدر الرزق، مشيرا إلى أن من الناس من يخاف أن يطرد من عمله ظانا أن ذلك سببا في قطع رزقه، ومنهم من هو قلق لأنه لم يحصل على وظيفة يرى أنها ستجلب له رزقه، وآخر مهموم ومغموم لأنه لم يحصل على ترقية، وغيرهم من الناس الذي يرى أن موقفهم هذا يأتي خلافا لما ينبغي أن يكون عليه المؤمن بالله من الإيمان بالقدر، وأن الأرزاق قد تكفل الله، مستشهدا بقوله تعالى «إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين» وقوله تعالى «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها» وقوله تعالى «وفي السماء رزقكم وما توعدون»، ومذكرا بأن أرزاق العباد بيد رب العباد وحده، وأنه لا يد لإنس ولا جان ولا سلاطين دنيا ولا مسئولين في تقسيمها. وأن أرزاق الأبناء ليست بيد الآباء، وأقوات الزوجات ليست بيد الأزواج، فهؤلاء أسباب والرزاق في السماء. وطمأن مطر المصلين بأن الإنسان إذا ما علم هذا فلا داعي للطرق الملتوية في طلب الرزق من كذب ونفاق ومداهنة وإذلال للنفس من أجل الحصول على الفلس والدينار، أو أن يسوم وجهه ويسأل الناس أو يسرق ويختلس، مذكرا بكرامة المسلم وعزته، وأن الرسول (ص) بين أن الله تعالى كتب رزق وأجل وعمل الإنسان، وقدر له كونه شقيا أو سعيدا وهو جنين في بطن أمه، وأن لا خوف على الرزق، فهو يأتي، ولا يموت الإنسان حتى يستوفي كل فلس من رزقه.

وشدد مطر على أنه يجب على الإنسان المسلم أن لا يكون سلبيا، ولا اتكاليا ولا متواكلا، بل متوكلا على الله آخذا بالأسباب المشروعة الشريفة المباحة بطلب العمل والرزق واثقا بالله وكله إيمان ويقين.

ولم يغفل مطر شريحة الشباب الذين تخرجوا من الجامعات والمعاهد والمدارس إذ خصها في خطبته بالنصيحة في البحث عن العمل المباح الذي يتوافق مع تخصص وطموح وقدرات كل فرد، فإن لم يجد فلا يجعل ذلك ذريعة للجلوس والانكفاء بل عليه التماس أي عمل مباح شريف إلى أن يجد العمل الذي يناسبه ويرغب فيه، مذكرا بحديث الرسول (ص) «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا»، ولافتا إلى ضرورة الانتباه إلى أن الرزق لا يأتي من أسبابه فقط، وأن العمل لا يرزق الإنسان، وإنما الرزق بيد الله تعالى، وما الشهادة والوظيفة والإمكانيات والحراثة والزراعة والصناعة إلا أسباب. مستدلا بأنه من الممكن أن يأتي إعصار أو فيضان فيقضي على جهود البشر في منطقة من المناطق، فيهلك الحيوان وتدمر الثروات، والمزارع والحقول... ثم تسارع الدول المجاورة والصديقة لتقديم المساعدة فيأتيها رزقها من حيث لم تحتسب.

وفي ختام خطبته ذكر الشيخ مطر بأهمية الاعتبار وأخذ الدروس مستشهدا بقصة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما دخل المسجد وطلب من رجل أن يمسك له بلجام فرسه حتى يخرج وقد نوى أن يعطيه ثلاثة دراهم، فلما خرج وجد الفرس ولم يجد الرجل ولا اللجام فأرسل رجلا آخر يشتري له لجاما فذهب وجاءه بلجام اشتراه بثلاثة دراهم وإذا به اللجام نفسه، فلو انتظر هذا السارق لحصل على الدراهم الثلاثة عن طريق الحلال

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً