العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ

عيدُ ميلادِ كلبٍ سعيد!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

واحدٌ من الأخبار التي نقلتها وكالات الأنباء هذا الأسبوع كان خبرا من العاصمة الأردنية (عمّان).

الخبر يقول إن سيدة أردنية وجّهت دعوة إلى 250 شخصا من أصدقائها وأصحابها لحضور عيد ميلاد كلبها، فيبدو أن علاقة قلبية قوية تربطها بهذا الكلب المحظوظ.

السيدة اشترطت على أصدقائها وأصحابها أن يصطحبوا كلابهم معهم؛ لإضفاء جوٍّ من المرح والفرح، والغبطة والسعادة على هذه الحفلة التاريخية. والأرجح أنه لتحقيق هذا الهدف تضمّنت بطاقة الدعوة عبارة مألوفة تقول: «نتمنى لأطفالكم نوما هانئا وأحلاما سعيدة»... وفي ذيل البطاقة كُتب بخطٍ صغير: «يُمنع اصطحاب الأطفال»؛ لضمان عدم إفساد جو الاحتفال الرومانسي! فلكم أن تتخيّلوا وجود 250 كلبا، وما يضاهيهم أو يزيد عليهم من أطفال فيما لو اصطحبهم أولياء الأمور!

الحفلة المذكورة - كما يقول الخبر - قدّرت كلفتها بنحو 42 ألف دولار أميركي، ولعل القارئ سيتساءل مثلي عن موارد صرف هذا المبلغ، هل سيصرف على توفير بوفيه للضيوف (البشر)، أم على بوفيه للضيوف (الكلاب)... أم سيُصرف مناصفة على الطرفين؟

الخبر لم يفصّل كيف جرت الحفلة... هل أحضر كل ضيف معه هدية للكلب المحتفى به؟ وما عساها أن تكون هذه الهدايا؟ هل هي هدايا مادية كالساعات أو السلاسل الذهبية والخواتيم والألماس ... أم ألعابٌ تعليميةٌ كالمكعّبات؟ وهل سألوا صاحبة الكلب عن جنسه، ليختاروا الهدية المناسبة، (قطارا إذا كان ذكرا شرسا... أو عروسة باربي إذا كان أنثى ناعمة)؟ ومن يدري... لعلّ بعضهم اختار إحضار علب اللحوم التي تفضّلها الكلاب بدل الكعك والحلويات !

الوكالة التي أوردت الخبر لم تكشف تفاصيل ما جرى بالحفل، هل استمع الضيوف لأغنية عيد الميلاد باللغة العربية أم بالإنجليزية؟ ولكن الأقرب احتمالا أن صاحبته اختارت الإنجليزية؛ لأنها لا تفضّل لكلبها الاستماع للغة العربية!

الأردن من الدول العربية ذات الدخل المنخفض، ويعاني عموما من تناقص في مصادر المياه العذبة بسبب تدخلات «إسرائيل» وسرقتها مياه الأنهار منذ عدة عقود. كما يعتمد على استيراد النفط الذي يقضي على ربع نفقات الدولة، فما لديه من احتياطات نفطية محدودة، وكميات الغاز متواضعة.

معدل دخل الفرد في الأردن يقدّر بـ 2700 دولار سنويا، أو 225 دولار شهريا (أي حوالي 65 دينارا بحرينيا تقريبا) . وفيما يعاني المواطن الأردني من مشكلة السكن الذي يلتهم ربع دخل الأسرة، يعيش 14 بالمئة من السكان تحت خط الفقر. ومع ذلك تعيش في ذلك المجتمع العربي فئاتٌ مترفةٌ لم تجد شغلا غير الاحتفال بعيد ميلاد كلبها السعيد!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً