العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ

تقاسيم الغربة

مقطع من نص طويل سيُنشر على حلقات.

(أ) واحدة من ميزات الشاعر الجميل بدر الدوسري، هذا النَفَسُ الطويل القادر في الوقت ذاته على اختزال لحظات بعمر الزمن، وزمن بعمر اللحظات. نص له نفح صور ووجوه وطرق وحتى كلام. لم أبالغ أن كتبت ذات يوم. إن نصوص الدوسري هي نصوص «الرائحة» لا الصورة فحسب. أن يستطيع نص إيصال تلك القيمة إليك، فذلك يعني توافره على إمكانات من العصيّ توافرها في كثيرين.

شعر - بدر الدوسري

هذا الدرب

مو دربك

ولا غصون

الثواني الباهتة ...خيلك

لا اليابس

من احجار الطريق خطاك

ولا ظنون

الأماني ظلها... نخيلك

يا ريحة هالكلام العذب

في قلبي وفي قلبك

يا وليدي ..

الى من غرّتك لذنوب

والى من عرّتك لعيوب

لا تصدّق سوى قلبك

ولا من قال انا احبك

ترى يحبك

ولا كلّ من حلف يرعاك

تشّد بقوّته... حيلك

وياما ف ليلك المسكون

بتلقى في المرايا عيون

ولكن ما بتلقى

في كثير الورد

أصابع نور.. تضوي لك

وانا امّك واخبر بهّمك

أشمّك في هديل الماي

ومن بد البشر كلهم

ومن بد البشر كلهم

أشمّ حتى النفس داخل تفاصيلك

حملتك

يالنهار البكر

سمار أدفا من اللهفه

قبل حتى الفجر يتسوسن في ليلك

بلملمك من ضلوعي

وتر للشوق

يستوطن مواويلك

بورّق لك من ايديني

بياض وصبح

معاني لجرح

يتنفس من أعذار الحنين من السنين في يوم

يا مهموم ...

ياما هموم.. تطّفيك بطواريها

وانت صغير

ما بين الرجى ف عز الدجى

تشعل.. كل أغاني النوم

وتحسبها... قناديلك

وانا امّك لا تهدّ حلمك

ترى حلمك

أبد ما هو سحابة صيف

ولا نزوة مطر عابر

تبلّلها بمناديلك

انت الماي

صدق الماي.. هدير الماي

الى هبّ الكلام العذب

ومال الفي فـ سكوتك

انت النّاي

انت الباقي من معناي

ولو كان الظما.. صوتك

وانا امّك

والكتابة بوح

لا تفهمه ولا يفهمك

وانا امّك والكتابة نوح

مسفوح بثرى غمّك

وانا امّك والكتابة جروح

من كثر الألم

ما تقدر تلّمك

وانا امّك والكتابة روح

وتسري عروقها

فـ دمّك

...

وانا امّك لا تهدّ حلمك

ترى حلمك

ابد ماهو خداع وزيف

أو نزوة اتمرجح في هوى الخاطر

هو الأصدق من جنونك .. من ظنونك

هو المتآلف النافر

هو المخفي من المعنى

وهو السافر

هو الأعمق إذا ضمّك

هو الأزرق إذا شمّك

هو الزورق

إذا ما جيت بتوّدع

وبتسافر

هو الأبهى من ايدينك

إذا ما جيت بتشبهه

هو ...ايدينك

هو ... سنينك

من أول مدى أبيض

الى أخضر ندى يكبر بلا آخر

أبد ما كنت ف الآخر

مجرد لون في وردة

ولا غيم صحى الرمان في عينه

وفي غفلة شجر

باسه على خدّه

انت الطهر

في أخضر ركوع الغصن

في آخر دموع الحزن

في لمعة عيون الخيل

في آخر شموع الليل.. والسجدة

انت النور

يكسر كل مرايا الزور

واوهام الكفر والظلم والردة

انت صقور تتحدى

أبد ما يمنعك أي سور

كبر و الاّ صغر

في لين أو شدّة

من أول يوم

وحلمك بالمطر يهطل

وجفنك بالفراش .. يحوم

من أول يوم

وأحسّ انك جسد محموم

بحر يغرق .. سما تشهق

بمن حبّك ومن عافك

من أوّل يوم

ويا ما هموم.. شايلها على اكتافك

واطرافك

قناديل.. اتوّضا من رذاذ النوم

تطيح ...تقوم

ولو كلّك قميص شقّقته الريح

تقوم ...تطيح

ولو فلّك ذبل بتقوم

ولو نجمك أفل تجريح

انت الشيح

رغم الشوك.. رغم الشوك

والتجريح

من قال المعاني تطيح؟!

وهذا الصدق فـ ترابك

من قال المعاني تطيح؟!

وهذا الحب يتشجّر على احبابك

من قال المعاني تطيح؟!

وهذا الصوت يتنامى

من حضورك وف غيابك

من قال المعاني تطيح؟!

وانت الريح

كلّ الريح... باهدابك

(ب) هذا نص مرهق (بكسر الهاء) لأنه بحاجة إلى نفَس طويييييييييييييل يستطيع أن يجاري صاحبه.

العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً