إلى روح أخي وصديقي، إلى فقيد العلم وفارس القلم... أزجي هذا الرثاء من قلب مفعم بالحزن والأسى... إلى روح هلال الشايجي الطاهرة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
يا عين فيضي بغالي الدمع وانتحبي
غاب الهلال خليل العلم والكتب
دأب الزمان يذيق الصحب علقمه
يفري القلوب ويملأ النفس بالغضب ِ
والموت يفتك بالخلاّن ممتشقا
سيف المرارة والآلام بالعطب
يا دهر ويحك لا تخطف أعزتنا
فيم التغابن والتغييب للأدب
للصرح ركن وأنت اليوم تهدمه
ماذا فعلت؟ تركت الكل في نصب ِ
للحبر أهل وطُلاّب بحاضرة ٍ
والعلم يندب نجم الصيد والنجب
يا رمس رفقا ففيك الطهر مضطجع
أكرم نزيلك نعم الخير من نسب ِ
كم عانق المجد والآمال في قلم
كم أنكر الجهل في سيل من الخطب
كم داعب الصحب في ظرف يضاحكهم
واليوم تبكي عيون الصحب - يا عجبي!
يا ويح شعري لو أن الموت يمهلنا
حتى نحقق قبل الفوت من طلب ِ
تنفي التجهم عن عينيه بسمته
يكفي الصديق شرور الضيم والكُرب ِ
ما مات قرم يسوق الخير محتسبا
ما مات حبر يخط النور في الكتب
حل الغروب فما للشمس معترضٌ
تأبى الليالي خلود المرء في الحقب
حمّ القضاء وأضحى العلم في جدث ٍ
طوبي للحد ونعم العلم من حسب
يا رحمة الله فيضي في منامته
يا رب وارحم هلال الخير واستجب
أحمد أبورعد
العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ
