العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ

الاستيراتيجية الضائعة

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

الحديث عن دوري المحترفين وهو ما ينادي بتطبيقه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بدءا من الموسم المقبل يعد أكبر «لطمة» ستوجه إلى كرة القدم البحرينية أو أنديتنا الوطنية التي ستخرج من الباب الشرقي كما يقال، فالقطار سيفوتها ولن يسمح بمشاركة نادي المحرق الذي نطلق عليه شيخ الأندية الخليجية، لأن هذا النادي أو القلعة الصفراء أو السماوية لن يعتبروا من تلك الأندية الخليجية التي يسمح لها بمشاركتها في أكبر البطولة القارية؛ لأنها لا تملك الإمكانات التي تخولها ذلك! أما السبب فهو واضح وجلي لا يحتاج إلى تفسير... فأنديتنا وعلى رغم دخولها الألفية الثالثة بتاريخ كروي طويل يمتد عشرات السنين، إلا أنها مازالت تتعامل مع الرياضة واللعبة الشعبية الأولى بلغة الهواية البعيدة كل البعد عن قوانين وإمكانات الاحتراف.

لذلك فمن حقي وحق أي رياضي بحريني يتساءل عن السبب الذي جعل رياضتنا تراوح في مكانها، في حين انطلقت الرياضة الخليجية للأفضل والأحسن على رغم ما نملكه من إمكانات بشرية ومالية لو سخرت بشكل صحيح لما آل الوضع إلى ما هو عليه الآن، وأشير بأصبع الاتهام إلى الجهة الحكومية التي لم تعط الرياضة حقها، وأقول مخلصا لو صرف عليها جزء بسيط مما «ضاع» على طيران الخليج لكانت الرياضة البحرينية في خير الآن!

هذه الكمية من الهم والحزن على الرياضة البحرينية يجعلني اطرح على القارئ الكريم موضوعا مهما وحساسا جدا ليتعرف على أسباب تراجع الرياضة البحرينية، وما هو السبب؟ فهل هو المؤسسة العامة للشباب والرياضة المناط بها تطوير الرياضة البحرينية أم أن سببه أمر آخر؟

نعود بالذاكرة إلى العام 2000، أي قبل 8 سنوات حينما أعلنت الحكومة عن تعيين رئيس جديد للمؤسسة العامة للشباب والرياضة هو الشيخ فواز بن محمد والذي قام بوضع تصورات لتطوير الرياضة أطلق عليها الاستراتيجية العامة، وقد عرضت - هذه الاستراتيجية - على المجلس الأعلى للشباب والرياضة برئاسة سمو ولي العهد وتمت المصادقة على ما جاء فيها من أفكار. وقد اقترح رئيس المؤسسة تنفيذ الاستراتيجية على مراحل مدتها 5 سنوات، أما أبرز هذه الأفكار التي جاءت فيها فيتمثل في دمج الأندية والاتحادات في العام 2000 وبناء الأندية النموذجية ابتداء من العام 2001 وحتى العام 2003 وخصخصة الأندية في العام 2004، أما في العام 2005 فستنطلق رياضتنا إلى عالم الاحتراف وهو الموضوع الذي طرحناه في بداية موضوعنا وذكرنا أن أنديتنا مازالت تتعامل مع الرياضة بلغة احترافية متخلفة اسمها الهواية!

السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا عجزت المؤسسة العامة عن تنفيذ استراتيجيتها، ولم يفتتح بعد 8 سنوات أي من الأندية النموذجية التي أشارت إليها الاستراتيجية؟ ولماذا لم تخصخص الأندية ونخلق شراكة فعلية بين الشركات والمؤسسات المالية الكبرى التي تعج بها مملكتنا والمؤسسات الرياضية، وهو ما ذكرته الاستراتيجية بين سطورها حينما طالبت بتشجيع الاستثمار في المجال الرياضي؟ ولماذا «تفركش» دمج أندية كثيرة ولم نسمع أو نشاهد ما يوحي بأننا نسير إلى عالم الاحتراف لغة العصر التي يتعامل بها جميع دول العالم؟

كل هذه التساؤلات أتركها من دون إجابة لعل من يعنيه الأمر يتحدث ويقول لنا بصراحة عن السبب... فهل المؤسسة العامة لأنها تقاعست عن تنفيذ استراتيجيتها، أم سببه الحكومة لأنها أعطت ظهرها للرياضة فصارت تصرف على كل القطاعات إلا هذا القطاع المهم والحيوي وهو قطاع الشباب والرياضة؟!

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً