العدد 2065 - الخميس 01 مايو 2008م الموافق 24 ربيع الثاني 1429هـ

المالكي وتوقيت «صولة الفرسان»

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

مرّ أكثر من شهر على بدء العمليات العسكرية ضد «جيش المهدي» الجناح المسلح للتيار الصدري في العراق، ومازالت العملية لم تنتهِ أو تظهر بوادر على قرب انتهائها.

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن في 25 مارس/ آذار الماضي إطلاق عملية «صولة الفرسان» لضرب الخارجين على القانون في مدينة البصرة، لكن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفض في حينها هذه العملية واعتبر أن هدفها هو إضعاف تياره لحساب أحزاب في السلطة لم يعلن عنها صراحة، لكن المراقبين يعرفون أن المقصود هو المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة، وهما الحزبان الشيعيان الرئيسيان المنافسان للتيار الصدري صاحب النفوذ الأوسع في المحافظات الشيعية. وهو أيضا التيار المؤهل للفوز بانتخابات أكثر عدد من المحافظات إذا أتيحت له المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. هذه الانتخابات التي يتوقع أن تحسم مسألة إقامة فيدرالية الجنوب والوسط في العراق أو تؤجلها إلى أربع سنوات أخرى أو تلغيها بشكل نهائي.

«صولة الفرسان» لم تنتهِ حتى الآن على الرغم من أنها حصدت نحو ألف قتيل وثلاثة آلاف جريح، ولا يظهر في الأفق ما يدل على قرب نهايتها، بل على العكس، إذ تنذر الأيام المقبلة بالمزيد من التصعيد ولاسيما بعد رفض الصدر استقبال وفد من الائتلاف الموحد أراد زيارته في إيران لبحث الأزمة، بل إن الناطق الإعلامي باسم الصدر صعّد أمس لهجته وبشكل غير مسبوق ضد الائتلاف ووصفه بالمحرض ضد التيار الصدري... فهل أخطأت الحكومة العراقية في اختيار توقيت شنّ العملية؟، وهل أن السيد مقتدى الصدر قادر على الخروج من هذه الأزمة كسابقتها التي حصلت عندما شن الجيش بتدخل مباشر من المرجع الديني السيد علي السيستاني؟

قبل بدء العملية كان أمام المالكي تحديان أحدهما داخلي والآخر خارجي يدفعانه إلى الإسراع في ضرب جيش المهدي لغرض تحقيق نصر يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على مستقبل الحكومة الحالية.

التحدي الداخلي كان يتلخص في ضرورة فرض هيبة الدولة على الجميع، وكان أقوى الجميع التيار الصدري الذي يعد الأكثر شعبية على مستوى الأحزاب الشيعية في العراق، فهذا التيار يمثل القوى الفقيرة والمهمّشة من الشعب من الذين يسمون أنفسهم بـ «عراقيي الداخل»، وهم على عكس الأحزاب الشيعية النظيرة التي تمثل بشكل عام النخبة السياسية الدينية والبعض يطلق عليهم بـ «عراقيي الخارج»، أصول هذين الاتجاهين داخل الأحزاب الشيعية في العراق أعطى للصدريين أفضلية فهم اتجاهات العراقيين الثقافية والاجتماعية ونجح في استقطابها على مستوى محافظات الجنوب الغنية بالنفط وبعض محافظات الوسط وفي مقدمتها العاصمة (بغداد). أما الدافع الخارجي فكان يتعلق بتطمين الدول المجاورة للعراق ولاسيما العربية منها بأن النظام الجديد في العراق تديره دولة وليس ميليشيا حزبية.

كانت شعارات المالكي عند إطلاق عملية «صولة الفرسان» أكبر من أن تتحقق، وخصوصا أن المواطن العراقي مازال يرى إجراءات التيار الصدري في تقديم الخدمات للمواطنين على أنها أحسن من الدولة المثقلة بالفساد الإداري والمالي التي فشلت حتى الآن في تقديم أبسط الخدمات للعراقيين منذ خمس سنوات.

كان على المالكي ربما أن يخطو خطوة القضاء على الميليشيات العراقية بعد تنظيف الدولة من الفساد الإداري والمالي، ليكون حينها قادرا على تقديم نموذج حكومي أفضل مما تقدمه ميليشيات أو أحزاب أخرى بدأت تمثل بديلا للدولة.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 2065 - الخميس 01 مايو 2008م الموافق 24 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً