انتقد التيار الصدري الجمعة بشدة «صمت» المرجعية الدينية في النجف (وسط) إزاء المعارك التي أوقعت أكثر من ألف قتيل منذ نهاية مارس/ آذار في مدينة الصدر ببغداد، في حين أعلن الناطق باسم التيار الصدري في النجف أن ممثلين عن التيار وعن «الائتلاف الموحد» يجرون مفاوضات لبحث إنهاء الأزمة ووقف الاشتباكات التي تقع في مدينة الصدر.

وقال خطيب صلاة الجمعة في مدينة الصدر الشيخ ستار البطاط «منذ خمسين يوما ومدينة الصدر تقصف، الأطفال والنساء والشيوخ قتلوا بمختلف الأسلحة الأميركية والنجف ساكتة ولم تتفوه بكلمة. والظاهر أنها لن تتكلم».

وأضاف البطاط وهو عضو بارز في التيار «ليس هناك أي رد فعل وليس هناك أي فتوى. لماذا هذا السكوت؟ فالنجف لا تبعد عن مدينة الصدر إلا 180 كيلومترا» وتساءل «ألم يسمعوا بالقصف؟».

في السياق ذاته قال الناطق باسم التيار الصدري صلاح العبيدي لوكالة «فرانس برس» إن «وفدا من الائتلاف الموحد عقد اليوم (أمس) مفاوضات مع التيار الصدري لبحث الأسس التي يمكن من خلالها التوصل إلى حلول لإنهاء الأزمة»، رافضا الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وأشار العبيدي إلى أن الجلسة تمثل الجولة الثانية من المباحثات التي تجرى في بغداد بين الطرفين بعد جلسة أولى عقدت الخميس. وشدد على أن «المباحثات ستكون بمثابة البداية الحقيقية على طريق إنهاء الأزمة».

وكانت صحيفة «الحياة» ذكرت أمس أن كتلة الائتلاف قدمت مبادرة لحل الأزمة المتفاقمة بين الصدر والحكومة العراقية التي تنفذ عمليات عسكرية في مدن تعدها معاقل لميليشيا «جيش المهدي» أبرزها مدينة الصدر.

ميدانيا أعلن الجيش الأميركي أمس أن أربعة من مشاة البحرية الأميركية (مارينز) قتلوا بنيران مسلحين بمحافظة الأنبار غربي العراق.

وأشار الجيش في بيان له إلى أن الجنود الأميركيين قتلوا في اشتباك وقع في الثاني من مايو/ أيار الجاري.

كما قتل 19 شخصا وأصيب 85 آخرون في اشتباكات شهدتها مدينة الصدر شرق بغداد ليل أمس الأول وصباح أمس بين عناصر «جيش المهدي» وبين قوات عراقية أميركية مشتركة.

وقالت مصادر شبه رسمية إن المواجهات بمدينة الصدر أسفرت عن مصرع وإصابة ما يزيد على ألفي شخص حتى الآن.

إلى ذلك تضاربت الأنباء حول اعتقال زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبوحمزة المهاجر.

فمن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري في تصريح لقناة «العراقية» الفضائية الحكومية أمس الأول (الخميس) إن قوات عراقية أميركية مشتركة اعتقلت المهاجر في عملية مشتركة في منطقة وادي حجر التابعة لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال بغداد، بينما أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية أمس أنه لا تتوافر لدى الوزارة أي معلومات عن اعتقال زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق.

كما نفى المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات عبداللطيف ريان أن تكون القوات الأميركية اعتقلت أبوحمزة المهاجر، وقال: «ليس لدينا أي تقارير ميدانية من قواتنا تفيد باعتقال الشخص المذكور».