العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ

المبارك: بناء الأوطان يستدعيان الوعي بالنفع العام

الوسط - محرر الشئون المحلية 

09 مايو 2008

تحدث خطيب جامع الإمام المنتظر بقرية دار كليب الشيخ حميد المبارك في خطبته أمس (الجمعة) عن موضوع كيفية بناء الأوطان، وقال المبارك: «إن اهم عنصر في بناء الأوطان هو الوعي لدى الفئات التي تعيش داخل الوطن، وأقصد بالوعي هو الوعي بالنفع العام، ولا يتحقق الوعي في ظل الإضطراب والتنافس والصراع، وذلك لأنه حينئذ سيخسر المجتمع عنصري التأمل والتجربة، التأمل في الواقع والتاريخ ومن ثم استخلاص التجارب منهما، ولأن الوعي عنصر أساسي ومهم فالإصلاح بكل مساحته لا يتحقق بمجرد حرية الرأي لأن حرية الرأي من دون وعي قد تكون نقمة وفساد، وكذلك لا يتحقق الإصلاح بمجرد التمثيل الشعبي في البرلمان أو غيره من المؤسسات فإنه قد يتحول إلى عنصر إلهاء للأمة بما لا يتفع، وعندما نلاحظ مثلا ردود الفعل داخل البرلمان تجاه نتيجة استجواب بين فرح عارم ومظاهر احتفاليات غير متوازنة من جهة وبين غضب عارم من جهة أخرى فذلك يعكس الحالة الثقافية العام، لأن محيط البرلمان هو الصورة المصغرة للمحيط العام، وكذلك لا يتحقق الإصلاح بمجرد إحلال المعارضة محل السلطة، لأن تلك المعارضة قد تكرر التاريخ ذاته، بل قد تحقق الأسوء كما حصل في التاريخ العربي المعاصر».

ورأى المبارك أن «المشكلة هي مشكلة فلسفية عامة تنتج ثقافة عامة، فالثقافة وليدة الفلسفة أي النظرة إلى الحياة، والمجتمعات التي حققت نجاحا هي المجتمعات التي حولت الفلسفة الواعية التي نظر لها المفكرون الكبار إلى ثقافة عامة واعية، ومشكلة التنظير (الفلسفة) والتي أوجدت مشكلة الثقافة لا ترتهن بطائفة معينة او فئة معينة بل هي وليدة نمط من التفكير يمثل العنصر المشترك لدى جميع الفئات والطوائف في أوطاننا».

وأكد المبارك أن «حرية الرأي والتمثيل الشعبي وإشراك المعارضة هي أمور مهمة وضرورية، ولكنها يجب أن تقترن بتحول إيجابي في فلسفة الحياة، وبالتالي ثقافة الحياة، بمعنى التحول في النظرة إلى ما يحقق السعادة للمجتمع، ذلك التحول الذي أسميه (وعي المحيط)، وأعني به وعي أن السعادة لا تتحقق لأي فرد أو فئة مهما حصدت من مال أو قوة أو نصر فئوي ما لم يكن ذلك الحصاد متناغما ومتصالحا مع المحيط العام، إن صاحب القصر المليء بألوان الترف والفخامة لا يمكن أن يحقق لنفسه سعادة حقيقية إذا لم يكن متصالحا مع جيرانه وإذا كان غير قادر على أن يسير في الشارع ويتعامل مع الناس بشكل متصالح، والذي يرمي القمامة في وسط الشارع قد يعتريه شعور كاذب بالسعادة لأنه تخلص من القمامة، ولكنه ماذا فعل، لقد لوث الطريق العام الذي هو ونسله من بعده مضطرون لأن يسيرون عليه».

وأشار المبارك إلى أن «المجتمعات التي حققت تقدما هي التي تأكد لديها هذا الوعي، بأنك لن تستطيع أن تكون سعيدا إلا إذا كنت تعيش في بيئة نظيفة، وفي محيط منسجم»، وتابع قائلا: «إن النصر الحقيقي والتقدم الحقيقي لأي مجتمع يتوقف على تأكيد الوعي بأن النصر والسعادة في الوطن لا يتجزآن، بمعنى أنهما يجب أن يتحققا ضمن المساحة العامة وما يصب في مصلحتها وانسجامها وتصالحها وإلا فالجميع خاسرون».

العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً