العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ

ليفينغستون ينتقد ممارسات شارون!

شارون، هو ذلك المجرم السفاح الإرهابي الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين الأبرياء، والمرتكب لأبشع أنواع الجرائم من هدم للمنازل إلى جرف آلاف الهكتارات الزراعية من أشجار الزيتون والليمون وغيرهما في الأراضي المحتلة، وهي جرائم حرب نكراء اقترفها ذلك السفاح الذي ارتكب المجازر الدموية والوحشية بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات صبرا وشاتيلا في لبنان العام 1982م، وغيرها من الممارسات القمعية والهمجية والوحشية التي راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين على يد ذلك الإرهابي منذ توليه السلطة في الكيان الصهيوني.

ولم يدن العالم كل ما ارتكبه واقترفته يداه من جرائم نكراء يندى لها جبين البشرية جمعاء، بل لقد كافأه المتصّهين بوش ووصفه - زورا وبهتانا - برجل السلام، بينما استقبله بعض الحكام في بلادهم استقبال الأبطال لدى مشاركاته في مؤتمرات الصلح والتطبيع، وراح البعض يوجه إليه الدعوات الرسمية للمشاركة في المؤتمرات في بلادهم، وصافحوه متناسين كل الجرائم التي ارتكبها ذلك الوحش الكاسر، ويداه الملطختان بدماء الأبرياء.

ولكن رئيس بلدية لندن العمالي ليفينغستون يخرج على كل الأعراف والتقاليد المتبعة في أميركا وأوروبا من انحياز وتحيز لذلك الكيان الدموي، ويتحدى «اللوبي الصهيونى» الذي يوجه تهمة معاداة السامية لكل من ينتقد السياسات الصهيونية العدوانية، ويوجه انتقاداته بكل تحد وشجاعة، ويصف السفاح الإرهابي شارون (بأنه مجرم حرب ويجب أن يكون في السجن وليس في السلطة) مشيرا إلى المجازر التي ارتكبها ذلك السفاح بحق الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا، ومنددا «بالتطهير العرقي» الذي مارسه الكيان الصهيوني في التوسع والاحتلال للأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات فيها، ورفض (حق العودة) للفلسطينيين إلى أراضيهم المغتصبة.

كما اتهم السفاح شارون (بأنه يواصل تنظيم الإرهاب) بحق الفلسطينيين والتمادي بقتلهم، وذلك لكون من قتل السفاح شارون منهم يفوق عدد القتلى الإسرائيليين بعشرات المرات، وأضاف قائلا: «إن الحكومة الصهيونية حاولت منذ عشرين عاما تقديم أي شخص ينتقد سياسة إسرائيل على أنه معاد للسامية»، وشدد على أن «الحقيقة هي عكس ذلك، والقيم الإنسانية العالمية نفسها التي تقر بأن محرقة اليهود هي أكبر جريمة عنصرية في القرن العشرين تقضي بإدانة سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة».

ولقد سبق لرئيس بلدية لندن أن انتقد أحد الصحافيين اليهود ويدعى أوليفر فاينيغولد الذي يعمل في صحيفة «أيفنينغ ستاندارد» اللندنية اليومية بأنه «كحارس معسكر تعذيب في سجون النازية»، ورفع المجلس التمثيلي لليهود في بريطانيا شكوى إلى مجلس المؤسسات العامة البريطانية الذي يملك سلطة وقف رئيس البلدية عن العمل، وحتى منعه من الحياة العامة لمدة سنة كاملة. وفعلا فتح الأخير معه تحقيقا لمعرفة ما إذا كان رئيس البلدية قد خرق نظام حسن السلوك لمجلس بلدية لندن بإطلاقه هذه المقارنة التي أزعجت اللوبي الصهيوني، وقد رفض رئيس بلدية لندن، تقديم أي اعتذار علني لما بذر منه، وأصر على موقفه على رغم النداءات التي وجهت إليه، بما فيها الحزب الذي ينتمي إليه .

ومن المؤكد أن تثار ضجة كبرى وعاصفة هوجاء من قبل اللوبي الصهيوني في أميركا وأوروبا ضد تصريحات رئيس البلدية اللاذعة التي نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية الواسعة الانتشار بحق السفاح شارون، وربما ترفع دعاوى وتقام محاكمات ضده وتوجه الاتهامات إليه، ويوصم بأنه معاد للسامية، وتتخذ بحقه إجراءات صارمة، ويطارد وقد يتعرض للمضايقات المختلفة وربما تدبر له عملية اغتيال من قبل «الموساد»، ويصبح في خبر كان لكونه قد تجرأ، وأظهر حقيقة الكيان الصهيوني ورموز نظامه التي تقوم على سياسة القمع وإرهاب الدولة والعدوان، والتوسع في الاحتلال والاستيطان، والتمادي في البطش والقتل والتنكيل واستخدام القوة المفرطة، وارتكاب أبشع أنواع الجرائم الوحشية، وممارسة شتى صنوف القمع والإذلال بحق الفلسطينيين، وهدم المنازل على رؤوس أصحابها وتركهم في العراء مشردين، وتعريض حياتهم للخطر، وتجريف الأراضي الزراعية، وسلب حريتهم بتعريضهم للسجن والملاحقة والإبعاد، بالإضافة إلى بناء جدار الفصل العنصري الذي اقتطع مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية وتسبب في هدم المنازل والمحلات التجارية والمرافق الحيوية الأخرى، وجرفت الكثير من الأراضي الزراعية التي تقع في نطاق حدود هذا الجدار، الذي سيجعل من الأراضي الفلسطينية سجنا كبيرا، وسيسبب الكثير من المتاعب والأضرار ويخلق لهم الأزمات والصعوبات في مزاولة حياتهم اليومية، ويكون عقبة كأداء في طريق تحركاتهم وتنقلاتهم لممارسة نشاطاتهم في شتى مرافق الحياة.

فهل يعي الذين يهرولون لتطبيع علاقاتهم مع ذلك الكيان المحتل لأرض فلسطين، ويتعلمون مما يدلي به هؤلاء الشرفاء من الناس في أميركا وأوروبا، وما يصرحون به مما في جعبتهم من حقائق واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار، عن طبيعة هذا الكيان الغاصب في نقض العهود والمواثيق، والاستهتار بكل القوانين والأنظمة الدولية، وممارساته العدوانية التي تهدف إلى التوسع في الاحتلال والاستيطان، وعدم الالتزام بالقرارات والتوصيات والأحكام الصادرة من قبل هيئة الأمم المتحدة، وضربها بعرض الحائط؟

محمد خليل الحوري

العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً