العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ

لا «إسعاف» ولا هم يحزنون!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

لن تكون هذه الكلمات من باب التصيد في الماء العكر أبدا، ولن تكون مرآة تعكس السلبيات في وزارة الصحة مطلقا، وخصوصا بعد التطور الكبير الذي حدث في مختلف قطاعات الصحة بدءا بالمراكز الصحية وانتهاء بالعيادات الخارجية... في إحدى الليالي من الأسبوع الماضي، حدث أن أصيبت بنت من بنات الجيران بوعكة صحية وأغمي عليها لساعة وحاول الأهل إسعافها وإيقاظها وكانوا يظنون أن ما صدر منها مزحة عابرة ولكنها كان مغميا عليها بكل ما تحمل الكلمة من معنى... الزبدة لن تكون في الإغماء طبعا، فبعد أن يئسوا من إيقاظها اتصلوا بالإسعاف ولكن المفاجأة أن المستشفى كان خاليا من الإسعافات حينها وقال لهم الموظفون «آتونا بها فلا حل غير هذا الحل»!

ربما لم يكن هناك إسعاف فعلا، وقد صادف ذلك اليوم مجموعة من الحوادث أو ما شابه، ولكن هل يعقل أن تكون البلد بما فيها من مراكز صحية بلا إسعافات فعلا، وأين تلك التصريحات التي كنا نسمعها عن توفير سيارة إسعاف في المراكز الصحية... وقبل أن نخوض في تفاصيل ما جرى بعد ذلك نتساءل: ألا يمكن أن نطور من خدمة الإسعاف وندخل نظام المروحيات «الهيلوكبتر» وخصوصا أننا نعلم بالازدحامات المرورية في مختلف شوارع البحرين، فلا ضير من تخصيص طائرات إسعاف خاصة لبعض الحوادث الخطيرة لضمان سرعة وصول المريض أو المصاب إلى المستشفى قبل أن يصل إليه ملك الموت!

نعود إلى الموضوع، فبعد أن يئسوا من الإسعاف جاء دورهم ليلعبوا دور المسعفين وينقلوها إلى المستشفى قبل فوات الأوان، وفعلا تعاونوا وحملوها وكأنها «ذبيحة» أخذت إلى القصاب، هذا يجر من الأيدي وذاك من الأرجل ووصلت بسلام آمنين إلى المستشفى وعادت إلى وعيها... والحمد لله أنها لم تكن تعاني من كسور أو حروق وإلا لوصلت بذراع أو برجل على أقل تقدير!

وفي موقع آخر، وقضية أخرى، كان أحد الأصحاب بحاجة إلى سيارة إسعاف بعد أن «شفطت» ماكينة الصراف الآلي في أحد البنوك مبلغا من راتبه الشهري الذي لا يتجاوز 250 دينارا، فخرج من الكابينة كالمغمي عليه تماما ودخل إلى المصرف ليسأل عما يجري خصوصا أنه لم يتسلم المبلغ المذكور، فأخبرته الموظفة بأن المصرف سيعيد إليه نقوده بعد عشرة أيام، وحين سألها: لو ما خبرتكم بالمبلغ وين راح يروح؟ فأجابت: كان بروح عليك يا أخا العرب!

وبصراحة أنا أؤيد هذه الموظفة وبدرجة كبيرة، فالبحرينيون معظمهم يعيش حال بذخ وغالبيتهم فطسوا في الملايين وأوراق الدنانير – أبو خمس روبيات - فلا ضير من أن يستفيد المصرف من بعض فضلاتهم التي لا يدرون أين يذهبوا بها، وما المانع من أن يساهموا في رفع اقتصادهم الوطني ودعم المصارف التي تحتاج إلى مبالغ لتقارع المصارف العالمية، وحتى لو كانت النقود تأخذ من غير أن يدري أحد!

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً