العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ

قضية اسمها «مي بنت إبراهيم آل خليفة»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مشكلة بدأت وانتهت عند الشيخة مي بنت إبراهيم آل خليفة، التي كانت مصدر مدح وانتقاد لدى الكثير من الجهات، إذ إنها كانت تنظر إلى الثقافة برؤى مختلفة عن الرؤى الدارجة في المجتمع البحريني، وكانت تطمح إلى تنوير الشارع ببعض المرئيات العالمية؛ فهناك مَنْ وافقها وهناك مَنْ انتقدها على بعض السياسات التي قامت بها إبّان وجودها في منصب الوكيل المساعد لشئون الثقافة والتراث الوطني.

عندما قرأنا في الصحف صدور الأمر الملكي بتعيين الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة وكيلا لشئون الثقافة والتراث الوطني، والذي يستحق أيّ منصب يكلّف به؛ نظرا إلى جدارته وقوّة شخصيته وقدرته على الإدارة، فوجئنا من جانب آخر أنّ الحكومة لم ترشح الشيخة مي بنت ابراهيم للتعيين إلى الآنَ في أيّ من مؤسسات الدولة، وكذلك هناك آخرون تساءلوا إلى أي مطاف ستؤول إليه هذه المرأة التي كانت ولاتزال وزيرة بلا وزارة؟! فمي بنت إبراهيم لها بصمات في البحرين لا ينكرها أحدٌ، وعدّة ملاحظات كذلك لا يتجاهلها أحدٌ!

شغلت أقلام الكتّاب في مدحها وانتقادها، ولعلنا هنا نريد أنْ نتطرق إلى بعض الأمور التي تشغلنا؛ في عدم اتخاذ قرار من الحكومة إلى الآنَ في وضع الشيخة مي، فهي وإنْ كانت تخبّطت كما يقول البعض في قتل التراث الوطني وعدم تطويره، وانشغالها بالتراث العالمي الذي لا يخصنا ولا يخصّ ثقافتنا، فإننا نكنّ لها الكثير من الاحترام والتقدير لما صنعته من ثقافة جديدة في البحرين أدّت إلى تعدد الآراء حولها، وشجعتنا على الإطلاع بأمور كانت محجوبة عنّا.

هذه الشخصية الفريدة قامت بإنجازات حقيقية وفعلية مازال الناس يتكلمون عنها ويتناغون بها فيما بينهم، كمهرجانات الموسيقى والتراث ومراكز تنوير المواقع الأثرية وربيع الثقافة الذي مضى بنجاح باهر جدا، واخترقت الصفوف حتى نما مشروعها التنويري من خلال المراكز التي افتتحتها مثل:مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث،بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحافي،بيت الكورار.بيت إبراهيم العريض للشعر، بيت محمد بن فارس للصوت الخليجي ،مركز اقرأ.

إننا لا ننكر تعارض أفكارنا في بعض الأحيان مع أفكار الشيخة مي بنت إبراهيم، ولكن هذا لا يمنع من قول كلمة حق تكون منصفة لهذه المرأة، فهي معروفة بقوّة الشخصية والقدرة الهائلة على الإدارة، وهذا فن لا يستطيع رسمه أو القيام به الكثيرون، حيث إننا لاحظنا الكثير من الإدارات في وزارات الدولة تفتقر إلى وجود شخصيات إدارية كرزماتية تؤثر في الموظفين؛ فوجود هذا النوع من الشخصيات يجب أنْ ينتقى انتقاء في ظل الدولة المعاصرة والتقدمية، ورسم آليات النجاح لا تتم إلاّ من خلال القائد الفذ المتطوّر، الذي يحب دائما التأثير من خلال إبداعاته وإسهاماته.

أحد كبار الشخصيات في الدولة ذكر لنا أنه «لو قامت مي آل خليفة بنفس الإنجازات في جمهورية فرنسا أو إحدى الدول الأوروبية؛ لصُنِع لها تمثالا تخليدا لإنجازاتها وعطائها»، فماذا ستقدّم البحرين للشيخة مي بنت إبراهيم آل خليفة حتى لا يهضم حقُها في العطاء الذي بذلته لوطنها؟

لقد دفعت الشيخة مي بنت إبراهيم من وقتها ومن جهدها؛ لتصل إلى هدف سامٍ عجز عنه الكثير من الأدباء والمفكّرين في عملية التنوير، وناشدت في أكثر من فعالية أو مناسبة بتثقيف فئة الشباب والأطفال بالثقافة السليمة التي يحتاجون إليها في طور النمو العقلي والانفعالي والعاطفي، حتى لا ينخرطوا ضمن تيارات راديكالية تحزبية تؤثر سلبا على مملكة البحرين.

وإننا من خلال هذا المنبر نتساءل عن مصير الشيخة مي ، مع الأخذ بعين الاعتبار دراسة شخصية هذه السيّدة دراسة دقيقة، حتى تكون في المكان الصحيح الذي ستبدع فيه من دون أية تناقضات أو انتقادات؛ فهي فعاّلة ومنتجة واسمها الشيخة مي بنت إبراهيم آل خليفة!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً