أنهت البحرية البحرينية أول قيادة عربية خليجية مسلمة واحدة من أهم المجموعات البحرية التابعة لقوات التحالف العاملة في الخليج صباح أمس وذلك بعد أن سلم قائد البحرية البحرينية اللواء عبدالله سعيد المنصوري قيادة المجموعة 152 إلى القائد البريطاني العقيد البحري بيتر هدسون الذي تتسلم بلاده لأول مرة قيادة هذه المجموعة التي أنشأت في العام 2004 للإشراف على العمليات البحرية وسط الخليج.

وأثنى اللواء المنصوري خلال كلمة ألقاها في حفل تغيير القيادة الذي أقيم بمقر البحرية الملكية البحرينية صباح أمس على جهود قوات التحالف وبحارتها، موضحا أن نجاح قوات التحالف جاء نتيجة تلك التضحيات التي يقدمها الجميع لضمان أمن المنطقة، مؤكدا أن المهمة الرئيسية لهذه القوات هي ضمان سلامة الملاحة في الممرات المائية الخليجية التي تتم معظم عمليات التبادل التجاري من خلالها وخصوصا النفط الذي بات أكثر أهمية من ذي قبل وتعتمد عليه أعداد لا تحصى من الدول إذ إن أي أضرار بعملية تصديره ستترتب عليها عواقب وخيمة للاقتصاد العالمي وهو ما يحفز دول المنطقة على بذل جهود أكبر لضمان أمن واستقرار الخليج.

وأضاف المنصوري أنه إلى جانب تأمين الممرات التجارية وسلامة الملاحة فإن قوات التحالف تسعى إلى التصدي لعمليات تهريب السلاح والمخدرات والأفراد وعمليات القرصنة البحرية وحماية الصيادين وذلك ضمن الجهود التي تبذل لتأمين الاستقرار، مؤكدا أن أي تهاون ومحاولة لتجنب المسئولية قبل القضاء على تلك التهديدات ستترتب عليها عواقب لدول المنطقة واستقرارها.

وأوضح قائد الأسطول البحري الخامس الأدميرال كيف كوسكرف، الذي حضر مراسيم حفل القيادة أمس، لـ «الوسط» أن دول المنطقة حققت تقدما في تطوير مقدراتها البحرية لمكافحة الإرهاب والعمليات غير المشروعة في البحار في السنوات الماضية، وأنها باتت تلعب دورا أكبر في القيادة وتسلم زمام المبادرة، مستشهدا بتجربة البحرية البحرينية الناجحة في قيادة المجموعة 152 ونجاح البحرية الباكستانية في قيادة المجموعة 150 التي تعمل خارج الخليج مرتين، أولاهما في العام 2006 والثانية في العام 2007.

وكانت المجموعة 152 خلال فترة القيادة البحرينية قد قامت بأكثر من 300 عملية تواصل مع ملاحة محليين، بالإضافة إلى عملية بحرية لم تكشف نوعيتها إلى جانب تدريبين عسكريين في عرض البحر أطلق عليهما هدف 2 وهدف 3.

وأكد الأدميرال كوسكرف أنه ليس حجم المشاركة هو ما يحدد نجاح هذا التعاون وإنما الرغبة الحقيقية في التصدي لمثل تلك الأخطاء، مشيرا إلى أن هناك بحريات كبيرة تعمل في المنطقة جنبا إلى جنب مع بحريات محلية أصغر منها، إلا أن كل منهم يكمل دور الآخر إذ إن عمليات التحالف وتصديها لتلك الأخطار لا يقتصر على المياه الدولية وإنما يمتد ليشمل تعاونا مع السلطات والقوات البحرية في دول المنطقة وإلى الساحل إذ تقوم السلطات المحلية باستكمال ذلك الدور.

وأضاف أن الوجود البحري لقوات التحالف هو عامل رادع لمثل تلك التهديدات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أنه مع توافر الأمن سيكون هناك ازدهار وهو ما سيمكن «الصحراء أن تتفتح وتتوهج» كما ذكر.

وأوضح أن الوجود العسكري قد مكّن قوات التحالف من التصدي السريع للتهديدات التي طرأت من دون أن يحددها قبل أن تكون لها آثار.

من جانبه ذكر العقيد البحري هدسون لـ «الوسط» أن البحرية البريطانية مازالت تلعب دورا مهما ضمن قوات التحالف لضمان أمن وسلامة مياه الخليج، وهو الدور نفسه الذي لعبته منذ عقود إلا أن وجود قوات التحالف والتعاون مع قوات المنطقة يمكنها من تأدية ذلك الدور بفعالية أكبر.

كوسكرف: البحرين موطني الثاني وآمل أن أعود إليها مرة أخرى

اعتبر الأدميرال كيفن كوسكرف أن البحرين هي بمثابة موطنه الثاني إذ إنه تردد عليها قرابة الـ 25 عاما، معربا عن أمله في أن يعود إليها مرة أخرى بعد أن يترك منصبه كقائد للأسطول البحري الخامس في الأسابيع المقبلة، إذ من المقرر أن يتم استبداله بالأدميرال وليم كورتين.

وألمح الأدميرال كوسكوف إلى أنه سيتقاعد بعد انتهاء مهمته في البحرين، إلا أنه أعرب عن أمله في أن أي عمل مدني قد يقوم به سيقوده مرة أخرى إلى البحرين التي أحبها طوال فترة خدمته العسكرية وتردده عليها.

يشار إلى أن الأدميرال كوسكرف قد تسلم قيادة الأسطول البحري الخامس في فبراير/ شباط 2007، وبذلك يكون القائد الأميركي الأول الذي أشرف على قيادة بحرية كل من الدولتين الإسلاميتين في المنطقة اللتين توليتا قيادة مجموعة بحرية تابعة لقوات التحالف وهما باكستان والبحرين.