العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ

هند صبري خادمة وغادة عادل بائعة وحنان مطاوع زبّالة

يبدو أنّ عالم العشوائيات والحواري والأزقة أصبح الملهم الرئيسي لمؤلّفي مسلسلات الدراما التليفزيونية الرمضانية بعدما وجدوها مادة دسمة يمكن طرحها... وبات من الملاحظ أنّ كتّاب الدراما ركّزوا على المناطق الشعبية في أعمالهم الجديدة التي يجري حاليا تصويرها لعرضها على الشاشات التليفزيونية والفضائية خلال شهر رمضان المقبل، خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلما «حين ميسرة» و«هي فوضى».

ففي ثالث بطولة تليفزيونية مطلقة لها بعد تجربتيها السابقتين في مسلسل «مبروك جالك قلق» و»المصراوية» ستطل علينا الفنانة الشابة غادة عادل في شهر رمضان المقبل بشخصية جديدة تماما تختلف بشكل كامل عن كل الشخصيات التي سبق لنا مشاهدتها فيها.

وذلك من خلال المسلسل التليفزيوني الجديد «قلب ميت» تأليف أحمد عبدالفتاح إخراج مجدي أبو عميرة الذي تقرر تصوير عدد كبير من مشاهده ببعض المناطق العشوائية، ويغوص المسلسل في قلب عالم الفقراء والمهمّشين في المجتمع المصري وهم فئة ليست قليلة علي الإطلاق يعيشون في مناطق فقيرة للغاية، أو كما يطلقون عليها مناطق عشوائية وكل ما يعنيهم من هذه الحياة هو لقمة العيش البسيطة فيستيقظون في الساعات الأولى من الصباح وينطلقون ؛ ليمارسوا أعمالهم البسيطة في سبيل العودة في نهاية اليوم بنقود زهيدة لأولادهم وحينما تضيق بهم سبل الحياة ويشكون من واقعهم المؤلم للأسف لا يجدون مَنْ يستمع لصراخاتهم.

وتجسّد غادة شخصية «بسمة» التي تعيش في غرفة فقيرة فوق سطوح أحد المنازل المتهالكة بداخل حارة تقع في منطقة عشوائية شديدة الفقر وتكتسب رزقها وقوت يومها من خلال قيامها ببيع الشاي في الشوارع للحرفيين والغلابة والباعة الجائلين، إلا أنها بمرور الوقت ترفض الاستسلام لهذا الواقع وتسعى للتمرد عليه والرغبة في الصعود والابتعاد عن هذه الحياة الصعبة إلا أنها تكتشف أنّ الأمر ليس سهلا أو بسيطا كما تتصّور فلكي تصل لما تريده تكتشف أنه لابدّ أن تكون صاحبة «قلب ميّت» وهنا يأتي سر اختيار عنوان المسلسل؛ أي لابدّ لمن يريد أنْ يتعامل مع العالم الذي نعيش فيه أنْ يكون بلا قلب!.

المسلسل يُشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات مثل: شريف منير وخيرية أحمد وحسن مصطفى وجمال إسماعيل وسميرة عبدالعزيز وأحمد هارون وفوزية ملكة جمال مصر، بالإضافة لمحمد الشقنقيري الذي انضم لقائمة المشاركين بعد اعتذار الممثل محمود عبدالمغني لارتباطه بأعمال أخرى وكذلك نسرين إمام التي انضمت أيضا للعمل بعد اعتذار الفنانة بشرى.

هند صبري خادمة

وفي أوّل بطولة لها على شاشة التليفزيون بدأت الفنانة هند صبري تصوير مشاهدها في المسلسل الجديد «بعد الفراق» تأليف محمد أشرف إخراج شيرين عادل وتدور فكرته الأساسية حول قصة حب جميلة ورومانسية بين شاب وفتاة تقع في منطقة عشوائية يغلب على معظم سكانها الفقر الشديد والاثنان؛ أي الفتى خالد صالح والفتاة هند صبري ينتميان للطبقة الفقيرة نفسها للغاية فيواجهان الكثير من المشكلات والأزمات فتنتهي قصتهما بالفراق ويذهب كل منهما لحال سبيله وبمرور الأيام يكبر الفتى ويصبح شابا ويتخرّج في إحدى كليات القمّة ويصبح صحافيا كبيرا بينما لم تنجح الفتاة في استكمال دراستها بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها فتتجّه للعمل كخادمة بالمنازل، إلا أنها على رغم هذا لا تستسلم لهذا الواقع؛ لأنّ لديها الكثير من الأحلام والطموحات التي تسعى لتحقيقها ويساعدها في هذا ذكاؤها الفطري وقدرتها على تكوين علاقات اجتماعية عديدة ومتنوعة وبالفعل تنجح في أنْ تترك مهنة الخادمة لتصبح سيّدة أعمال كبيرة ومن ثم تحقق كل أحلامها وطموحاتها القديمة وتنتقل لحياة أخرى مختلفة تماما عن حياتها السابقة وتتوالى الأحداث.

داليا البحيري مجرمة

بعد نجاحهما معا في مسلسل «صرخة أنثي» الذي عرض على شاشة رمضان الماضي عادت الفنانة داليا البحيري للتعاون من جديد مع المؤلّف محمد الغيطي والمخرج رائد لبيب حيث بدأت تصوير ثاني بطولة لها علي شاشة التليفزيون بعنوان «بنت من الزمن ده» المقرر عرضه أيضا على شاشة رمضان المقبل.

واللافت حقا أنّ المسلسل يناقش الظاهرة نفسها عالم العشوائيات في مصر وتسليط الأضواء على المعاناة الشديدة التي يعيشها سكّان هذه المناطق بجميع التفاصيل الدقيقة لسكّان هذه المناطق والمتمثلة: «كما سبق لمؤلّف العمل التأكيد» في التركيبة النفسية والاقتصادية والاجتماعية لسكّان هذه المناطق والأسباب التي تؤدي إلى انحراف عدد كبير من شباب وفتيات هذه المناطق بسبب الحياة المعيشية الصعبة وغير المتوازنة التي يعيشونها فيكبر عدد كبير منهم في أحضان الجريمة بكلّ أنواعها فيرتكبونها بشكل طبيعي من دون أن يشعروا بندم أو وخز ضمير بحكم أنّ هذا هو عالمهم وهذه هي تركيبتهم وهؤلاء هم أهلهم وبالطبع داليا البحيري واحدة من هؤلاء التي تنشأ في هذا العالم المليء بالمتناقضات.

ميرفت أمين محرومة

أما مسلسل «كلمة حق» تأليف بسيوني عثمان الذي انتهى المخرج سامي محمد علي من تصوير معظم مشاهده أخيرا ستطل علينا الفنانة الكبيرة ميرفت أمين بشخصية جديدة تماما عما اعتدناها عليه في كل أعمالها التليفزيونية الأخيرة فتجسد شخصية زوجة بسيطة مكافحة تعيش أيضا في منطقة شعبية يعاني كل أهلها من الفقر والحرمان كلّ طموحاتها في الحياة أنْ يمر اليوم الذي تعيشه بلا مشاكل أو أزمات وعلى رغم المعاناة المادية الدائمة التي تواجهها وتدفع زوجها للعمل صباحا ومساءا ويعود لبيته كل يوم مجهدا تماما... فإنها سعيدة بحياتها البسيطة الهادئة حتى تنقلب حياة هذه السيدة رأسا على عقب وذلك حينما تجد نفسها فجأة بداخل مشكلة كبيرة وذلك بعد مشاهدتها بالمصادفة ومن دون تخطيط مسبق منها لجريمة قتل بشعة يكون ضحيتها شابا بسيطا... وذلك على يد أبن أحد الأثرياء من ذوي النفوذ وتصبح هي الشاهد الوحيد على هذه الجريمة البشعة وبالطبع يسعي والده بكلّ الوسائل لمنعها من الإدلاء بشهادتها ضد نجله؛ لأنّ شهادتها هذه ستصل به لحبل المشنقة وينجح هذا الرجل بنفوذه وأمواله واتصالاته في التأثير على كل المحيطين بها بما في ذلك زوجها الذي يُطالبها بعدم التقدم بشهادتها إلا أنها ترفض فيطلقها.

المسلسل يُشارك في بطولته حسن حسني وزيزي البدراوي وسامي العدل وإبراهيم يسري وأحمد صلاح السعدني وراندا البحيري.

ابن العشوائيات

ولا يختلف الأمر كثيرا في مسلسل «هيما» أوّل تجارب المؤلف بلال فضل مع الكتابة التليفزيونية إخراج جمال عبدالحميد وبطولة أحمد رزق وعبلة كامل وحسن حسني وإيمان العاصي ومي كساب ودنيا ومها أحمد ويطرح الكثير من المشكلات الاجتماعية المعاصرة التي يواجهها جيل الشباب... مثل عدم وجود فرص عمل كافية بالنسبة إلى الشباب والعنوسة وعدم الزواج بالنسبة للفتيات هذا إلى جانب القضايا الشائكة دائمة الاستمرار مثل: المحسوبية والفساد واستغلال النفوذ فتدور أحداثه داخل جزيرة نيلية أيضا يُعاني سكّانها من الفقر والجوع ومن ثم لا يوجد بديل أمامهم سوى هذه الجزيرة لكي تأويهم جميعا حتى يُفاجأ أهل الجزيرة ذات يوم بأنه قد تقرر بيعها لصالح مجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال الكبار الذين يسعون لتحويلها لمشروعات استثمارية متعددة بعد إخلاء السكّان فيدخل «هيما» (أحمد رزق) هو وأهل الجزيرة في صراع محتدم مع هؤلاء المستثمرين ورجال الأعمال بهدف الحفاظ على الشيء الوحيد الذي خرجوا به من هذه الدنيا حتى وإنْ كان هذا الشيء مجرد جزيرة عشوائية متواضعة.

حنان مطاوع زبّالة

وفي مسلسل «وكالة عطية» الذي يجري تصويره حاليا بطولة حسين فهمي وأحمد بدير ومايا نصري وأحمد عزمي تأليف خيري شلبي وإخراج رأفت الميهي يتناول ما كان يحدث في مصر في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي... ويتعرض كذلك لعالم القبور وسكّانها من الصعاليك والجوعي والمشردين وستطل علينا الفنانة الشابة حنان مطاوع بدور جديد تماما لم يسبق لنا مشاهدتها فيه من قبل وهو شخصية «سندس الزبّالة» في الوكالة والتي لا تعرف لها أهلا وذلك قبل أنْ يتطوّر بها الحال؛ لتصبح هانم وسيّدة أعمال تتزوج من أديب كبير.

رزان مغربي فقيرة

وفي مسلسل «عدى النهار» للثنائي الناجح محمد صفاء عامر وإسماعيل عبدالحافظ وبطولة نيكول سابا وصلاح السعدني ومنة فضالي بالإضافة لرزان مغربي التي ستطل علينا بشخصية جديدة تماما لم نشاهدها عليها من قبل... وهي شخصية صفية الفتاة التي نشأت أيضا بداخل حي شعبي «بين السرايات» بالجيزة في نهاية الستينيات حيث تدور أحداث المسلسل وتنتمي لأسرة متواضعة وفقيرة فوالدها عازف قانون في الأفراح الشعبية «سمير صبري» وتعشق من خلاله فن الموسيقي والغناء إلا أنها في الوقت ذاته تعاني من الفقر وتسعى للانطلاق والهروب من هذه الحياة الصعبة.

وقد أكدت رازن مغربي أنها أبدت دهشتها الشديدة لإسماعيل عبدالحافظ حينما وجدته يصرّ على ترشيحها لهذا الدور الذي يختلف عن طبيعتها وتكوينها إلا أنها أمام إصراره على ترشيحها قبلت -كما تقول- التحدّي ووافقت على الدور وقد تم إحضار مدربين لها لتلقينها أسلوب التحدّث باللهجة الشعبية المصرية. وقد أثار ترشيح رزان لهذه الشخصية غضب الكثيرين، إذ راحوا يتساءلون عن الأسباب التي أدّت لعدم ترشيح فنانة مصرية لأداء الشخصية وإحضار رزان تحديدا ومدى اقتناع الجمهور بها بعد عرض المسلسل وقيل أيضا إنّ هذا الترشيح كان أحد الأسباب التي أدّت لصدور قرار أشرف زكي الشهير والمتعلق بتحجيم مشاركة الفنانين العرب في أعمال مصرية.

العدد 2101 - الجمعة 06 يونيو 2008م الموافق 01 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً