العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ

المسلمات الأميركيات من أصول إفريقية هبة نادرة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

نُعتَبر نحن الأميركيات المسلمات من أصول إفريقية هبة نادرة من حيث إن لنا منظورا فريدا تجاه ما يعنيه أن تكون مسلما في الولايات المتحدة. مرجعياتنا التاريخية - بصفتنا نساء - مشحوذة بشكل خاص وجاهزة فورا للتعامل مع قضايا الظلم والكفاح من أجل التحرير، إضافة إلى فرص النجاح.

لدينا خبرة في التواصل مع هؤلاء الذين يختلفون عنا في الإيمان والثقافة، ولدينا القدرة الضرورية على كفاح مستدام لصالح العدالة الاجتماعية. حياتنا متشابكة مع هؤلاء الذين يظلِمون وهؤلاء الذين يسعون إلى التحرير.

لم تجرِ تربية معظمنا من قِبل والدَين مسلمَين. نشأنا في أسر مسيحية بشكل كامل تقريبا، ودرسنا الأخلاق وخدمة المجتمع والاعتماد على الذات. ولكننا كنا نبحث عن روحية جديدة. أردنا نوعية جديدة من الحياة تخاطب بقاءنا الحالي، على حين نأخذ بالاعتبار تاريخنا الملحّ كثير المطالب. كان الإسلام هو الحل.

عندما اعتنقنا الإسلام أصبحت التعاليم المؤصّلة فينا - كاحترام الأبوَين وكبار السن والمسئولية تجاه العائلة والأقارب والجيران وأخلاقيات العمل العالية والتزام تحسين الذات - أكثر عمقا وبروزا. قدم إلينا ديننا الجديد هيكلا للدروس التي كنا قد تعلمناها خلال حياتنا.

سعت الكثير من المسلمات الأميركيات من أصول إفريقية بجد ونشاط لإيجاد مجالات جديدة للتنوير الروحي من خلال البحوث والتفاعل مع مسلمين آخرين، وخاصة في بيئات حضرية أكثر. اخترنا الإسلام للأسباب كافة، وأهمها تركيزه على الأسرة.

اختارت أخريات الإسلام بسبب الوضع الذي يعطيه للمرأة المسلمة، كما هو الحال بالنسبة إليّ. رأينا في الإسلام الفرصة لإعادة إيجاد أنفسنا نساء. غيّرت الكثيرات منا حتى أسماءهن. لم نكن نسعى للانخراط في المجتمع، بالتأكيد كنا منخرطات بشكل جيد. كنا نعلم أن بإمكاننا أن نملك القوة والفاعلية بسبب روحيتنا، وليس رغم روحيتنا.

ونحن نستمر في الحصول على الغذاء الروحي من خلال الإسلام. نحن نتمثّل بالنساء القويّات اللواتي أحطن بالنبي محمد (ص) مثل زوجته خديجة (رض)، وهن يشكّلن النماذج والسبيل الواضح بالنسبة إلينا، حيث كنّ من بين أوائل المسلمات، واعتنقنَ مثلنا الإسلام وهن يعشن في مجتمع غير مسلم بشكل كاسح.

تناضل الكثير من النساء المسلمات ضد الظلم الثقافي داخل مجتمعاتنا. ولكن بينما تناضل المسلمات المهاجرات بصفتها أقليات جديدة في الثقافة المسيطرة، تملك المسلمات الأميركيات من أصول إفريقية براعة خاصة في فهم محيطهن والصعوبات التي يجب عليهن التغلب عليها نتيجة لمعرفتنا التاريخية بكيف يُظهِر الظلم وجهه ويحاول إثبات نفسه.

نحن نحمل ندوب قرون من العبودية وآثارها الباقية حتى اليوم. لقد خسرنا ومازلنا نخسر أطفالنا ومن نحبهم للعنصرية المؤسسية الخبيثة التي تبرز من خلال سياسات سوء المعاملة والإهمال، كالحرمان الاقتصادي وتجريم شبابنا والرعاية الصحية الأقل من المستوى والتعليم دون المستوى.

نستطيع - بناء على هذه التجارب - أن نقدم دروسا تعلمناها للمسلمين المهاجرين الذين يكافحون لتحقيق الوعود التي تقطعها أميركا للقادمين الجدد. فنحن نقول لهم على عتبة بلدنا في جزيرة إيليس: «عطوني متعبيكم وجماهيركم الفقيرة المحتشدة التي ترنو لأن تكون حرة».

أصبح الكثيرون منا يشعرون بأن الإسلام شكّل وسيلة لتمكين الأميركيين من أصول إفريقية، وبالذات النساء منهم. لذا نستطيع أن نتكلم بشكل راسخ عن الإمكانات الهائلة التي يقدمها الدين، ليس للنساء فقط وإنما للإنسانية جمعاء، في مجال الروحية الشخصية والمجتمع والمساواة والعدالة.

وإذا أخذنا بالاعتبار منظورنا الفريد نحو التاريخ نجد أننا على استعداد للانخراط في نضالات من أجل العدالة الاجتماعية داخل المجتمع المسلم وكذلك لكل الأميركيين، وطبعا كل إنسان في هذا العالم. ولكننا لا نستطيع المناداة بالتغيير البنّاء في المجتمع على اتساعه دون أن نتعامل مع المشكلات الاجتماعية داخل صفوفنا.

يجب التعامل مع قضايا مثل جرائم الشرف والعنف الأسري وحلها. علينا أن نساعد على كسر الحواجز الثقافية التي تمنع جميع النساء المسلمات من السعي للحصول على التعليم والذهاب إلى المساجد والمشاركة في منظمات إسلامية ومشاريع اجتماعية. يشكل الفشل في تحقيق ذلك تناقضا مباشرا مع نماذج هؤلاء النساء اللواتي اخترناهن أمثلة رائدة.

نسعى في الوقت نفسه للحصول على فرص لبناء تحالفات مع الآخرين عبر خطوط عرقية ودينية وعنصرية واجتماعية واقتصادية لتحقيق المساواة والمصلحة والتناغم ليس لأنفسنا فقط وإنما مع جيراننا.

علّمتنا التجارب التاريخية للأميركيين من أصول إفريقية مضافا إليها تجارب النساء المسلمات قيمة الجهود المشتركة من أجل السلام والعدالة الاجتماعية.

*مؤسّسة «Women In Islam, Inc»، ومديرتها التنفيذية، وهي منظمة للنساء المسلمات تركز على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. هذا المقال جزء من سلسلة عن النساء الأميركيات المسلمات من أصول إفريقية، وينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً