العدد 2106 - الأربعاء 11 يونيو 2008م الموافق 06 جمادى الآخرة 1429هـ

كالمستجير من الرمضاء بالنار!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

إذا رغبت في وظيفة مرموقة في مجلس الشعب فلا يكفي أن تكون واحدا من هذا الشعب فقط، بل يجب أن تكون واحدا من الجماعة الفلانية أو تلك حتى تكتمل اشتراطات تعيينك، هكذا تسير الأمور في الغرف المغلقة في هذا المجلس مع بالغ الأسف، إلى أن وصل الأمر بأحد المسئولين أن يقولها بصريح العبارة «يجب إقصاء الطائفة الفلانية من المناصب الحساسة»!

الرائحة الطائفية الكريهة لم تنبعث هذه المرة من وزارة حكومية, ولا من هيئة رسمية، وإنما مصدر انبعاثها من غرف مجلس النواب الذي تستحوذ على مقاعده جمعيات إسلامية لم تأخذ من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، وشمرت عن ذراعيها لتزرع قنابل التمييز، ومفخخات الطائفية، ومتفجرات الفرقة، في كل زاوية من زوايا مجلس اللا شعب!

انتهت كل القضايا في هذا الوطن، فالوضع ليس «زفت» والحمد لله، والسواحل كلها مشرعة للجميع، والمشروعات الإسكانية لا عد لها ولا حصر، والصحة «حاجة ما حصلتش» والتعليم «مفيش منه» والبطالة «مالهاش وجود»، والمال العام في الحفظ والصون، ولا فساد ولا مفسدين في الأرض، «كل حاجة تمام» ولم تعد من مهمة لدى النواب يقومون بها إلا اقتسام كعكة الوظائف بسكين حادة، ومن حدتها لم تقسم تلك الكعكة فقط، بل قسمت الشعب إلى طائفيتين «هو ذا الشغل وإلا بلاش»!

كل لجان التحقيق التي صوتم على تشكيلها صار عيب عليكم العمل فيها، فاخرجوا من غرفها منكسي رؤوسكم ودعوها لغيركم يحقق في فسادكم أنتم قبل أن تحققوا في فساد فلان وعلان!

أنتم من تحتاجون للوقوف على منصة الاستجواب، ففسادكم يتجاوز التلاعب في كوبون بنزين بدينار مليارات المرات، ولو حدث أن وقفتم على منصة الاستجواب لفاحت منكم روائح فساد تزكم الأنوف!

إن كان في القريحة بقايا أسف فهي ليست عليكم، وإنما على من يعول عليكم في اجتثاث مثقال ذرة من سرطان الطائفية وطاعون التمييز اللذين ينخران في عظام الوطن من رأسه إلى أخمص قدميه، نعم هكذا هو المستجير بكم من الطائفية والتمييز، تماما كالمستجير من الرمضاء بالنار!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2106 - الأربعاء 11 يونيو 2008م الموافق 06 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً