العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ

ورطة أوباما

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

أشارت نتائج استطلاع الرأي - بين ناخبي الحزب الديمقراطي - في برنامج CNN NEWSROOM الذى يذاع على شبكة CNN إلى أن الحزب الديمقراطي “يواجه صعوبة كبيرة فى توحيد قواه خلف مرشحه الرئاسي وخصوصا ان نسبة كبيرة من المؤيدين والمناصرين لهيلارى كلينتون أعلنوا عن استيائهم من عدم اختيارها مرشحة للحزب”.

الاستطلاع نفسه يؤكد استنكار “نسبة تتراوح ما بين 10 في المئة إلى 15 من الذين حضروا خطابها الأخير عباراتها المتكررة بضرورة توجيه دعهم لها إلى باراك أوباما، فضلا عن أن استطلاعات الرأي أشارت إلى أن نسبة تتراوح ما بين 40 في المئة إلى 50 من الناخبين الديمقراطيين لن يدعموه، وهناك احتمال كبير أن يصوتوا لصالح المرشح الجمهوري”. ليقترح التقرير أخيرا، اختيار السيدة هيلاري كلنتون كنائب للرئيس بإعتباره إجراء يمكن “أن يلطف الكثير من الأجواء الضبابية بين المعسكرين، ولكن ما يزال هذا الأمر بعيدا فأوباما لديه الكثير من الوقت لكي يستطيع التغلب على هذا الانقسام الذي شهده الحزب وأن يكسب دعم الذين استاؤا من الطريقة التى أنهي بها السباق”. على رغم ان التقرير يبدو متفائلا جدا حيال قدرة أوباما على تخطي حاجز الإنشقاق في الحزب الديمقراطي لمصلحته دون الحاجة لإعلان هيلاري كلنتون نائبة له، إلا أنه وفي تاريخ الإنتخابات الرئاسية الأميركية كلها لم يعلن أعضاء الحزب الديمقراطي بنسبة مرتفعة كالتي أوردها التقرير، بأنهم سيصوتون لمرشح الحزب الجمهوري المنافس. وما خلا أن يكون أوباما قادرا - عبر ما يمتلكه من كاريزما - على أن يعيد مياه حزبه لمجراها الصحيح فإن استطلاعات الرأي القادمة بشأن السياق نفسه أو عن المرشح الأوفر حظا بالوصول للبيت الأبيض سيكون لها ان تقوم بتوضيح الصورة أكثر وأكثر.

الاستهلال الذي بدأ به اوباما حملته الانتخابية من أيباك كان ضروريا على رغم تراجع حدة تصريحات أوباما بعد ذلك حيال اعتبار القدس عاصمة أبدية لـ “اسرائيل”، ورغم ذلك، فإن الحديث عن ورقة اللوبي اليهودي في “اسرائيل” يبدو مبكرا، خصوصا وأن حسم الإنتخابات الرئاسية وفق ما خرجت به نتائج الإستبيان، يبدو أقرب لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين، والذي زار “اسرائيل” مباشرة عقب انتخابه رسميا مرشحا للحزب الجمهوري في وقت مبكر.

يحتاج اوباما لتخطي عائق “هيلاري” الذي لا يزال ماثلا أمامه رغم إعلان الأخيرة رسميا ايقاف حملتها الانتخابية ودعمها له، إذ ستكون ستحضى مهمة ارجاع الكتلة الديمقراطية لوحدتها بالأولوية ليتفرغ أوباما بعد ذلك لكسب الأصوات خارج الحزبين، وأصوات الجمهوريين الغير الراضين البتة عن جون ماكين، وهو بالمناسبة، ليسوا بالقليل.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2109 - السبت 14 يونيو 2008م الموافق 09 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً