العدد 2117 - الأحد 22 يونيو 2008م الموافق 17 جمادى الآخرة 1429هـ

ما دخل الظهراني بالسنيورة؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الطبيعي أنْ يتفق الناس ويختلفون في قضايا السياسة والشأن العام، فالبطالة والغلاء والإسكان والسواحل وأوضاع العمّال والصيّادين... كلّها مشاكل مشتركة بين المواطنين، فلماذا خلط الأمور وإشغال الناس بالأمور الجانبية؟

ثم إذا كان للبعض رأيٌ أو تحليلٌ، فالجميع مستعدٌ لسماعه، لكن بشرط ألاّ يكون من نوع التحليلات المفبركة. وإذا كتب تحليلا، أو مقالا؛ فلتكن له الشجاعة لنشره باسمه، لا أنْ تفبرك صفحتين كاملتين اعتمادا على السرقة من هذا الكتاب أو ذاك! ثم لماذا الخوف من نشر الاسم وقد رفعت عن الناس قبضة قانون «أمن الدولة» من زمان؟ ولماذا خلط الحابل بالنابل، والزيت بالماء؟

إنّ «تمكين» تياري «السلف» و»الإخوان» السياسيين بالمواقع الحكومية لم يعد سرا خافيا على الرأي العام. وإذا أقدمت ثلاث صحف محلية مختلفة المشارب والنزعات (ليبرالية، معتدلة، ويسارية)، على طرحه في هذه الفترة بالذات، فذلك لأنّ السر بلغ مرحلة الشياع. مع ذلك يُحاول البعض التستر على هذا الخلل السياسي في مسار الدولة الحديثة، بإرجاعه إلى وجود «مؤامرة خارجية كبرى»، يشترك فيها نصف الجمعيات السياسية والحقوقية والمهنية والبيئية، إلى جانب نصف الصحف المحلية والمجتمع المدني والرأي العام!

في سياق هذا السيناريو، يضطر هؤلاء «المحلّلون» لتدعيم فكرة «المؤامرة» التي تستهدفهم، إلى إجراء مقارنات، مرة بين البحرين والعراق، ومرة مع سورية، ومرة ثالثة مع فنزويلا ولبنان. وهكذا تصبح المطالبة بحماية السواحل العامّة في البسيتين وقلالي وسترة وكرباباد وحقوق البحّارة والصيادين، كلّها دلائل دامغة على وجود المؤامرة والمتآمرين!

السيناريو المطروح هو صراع حياةٍ أو موتٍ بين السنة والشيعة، وليس صراعا سياسيا بين قوى متناقضة المصالح في المجتمع، أو قوى إقليمية ممانعة للمشروع الأميركي، فإمّا قاتلٌ أو مقتول، ولا مجال للتعايش بينهما. وهكذا يتعرّض فؤاد السنيورة في لبنان إلى مؤامرات دنيئة من قبل منظمتي «حزب الله» و»أمل» الإرهابيتين، للإطاحة به وتقويض سلطته التي تمثّل كلّ السنّة في مختلف بقاع العالم، (وينسى المحلل دورعون وأرسلان وكرامي ووهّاب وأسامة سعد وشاتيلا وفتحي يكن)!

بالطريقة نفسها، وفي سياق المؤامرة الدولية الكبرى، يتعرّض رئيس مجلس النواب في البحرين خليفة الظهراني إلى مؤامرةٍ دنيئةٍ؛ لتقويض سلطته وإسقاط هيبته، على يد جمعية «الوفاق» و«وعد»، وربما «أمل» و«التجمّع» أيضا! ومن هنا لاحظ «المطّلعون على بواطن الأمور» أن زوبعة وظائف الأمانة العامّة بالمجلس المتورّط فيها «الأصالة» و«المنبر»، والتي أديرت عبر صحافيين متعاطفين في ثلاث صحف، لم تقتصر على ضرب السلف والإخوان، بل امتدّت عن سابق عمد وتصميم للنيل من الظهراني، بما يؤكّد الامتدادات الدولية لهذه المؤامرة الكبرى!

بس -يا جماعة- ليش تجيبون الكلام لأنفسكم؟ إذا كان فيه «كلْوَشة» على ثلاثة أرباع كعكة الأمانة العامّة ليش ما تصلحونه بدل هالهرار؟ ثم ما دخل السنيورة بالظهراني؟ السنيورة رئيس «سلطة تنفيذية» في بلد يعتمد المحاصصة الطائفية رسميا، وعندما جاءت رايس في عزّ حرب تموز لتوليد «الشرق الأوسط الجديد» احتضنها وقبّلها بحرارة أمام خلق الله، كيف تقارنونه برئيس «سلطة تشريعية» في بلدٍ محافظ وديمقراطي وملتزم بشرع الله، وبرلمانه إسلامي ميّة الميّة!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2117 - الأحد 22 يونيو 2008م الموافق 17 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً