أثبت المنتخب الروسي من خلال بطولة الأمم الأوروبية الـ13 أنه لم يعد دبا كما يلقب وإنما تحول إلى مارد قضى على منافسيه ليس بالنتائج فقط كما فعل اليونانيون في بطولة العام 2004 وإنما بنتائج ومستوى رائع هو الأفضل في البطولة حتى الآن من خلال الأداء الهجومي واللعب الجماعي والنجوم التواقين لتحقيق الإنجازات، ومن خلفهم المدرب الداهية الهولندي هيدنيك الذي ينجح دائما أينما حل كما يفشل المدرب الألماني بيرتي فوغتس أينما ذهب!

الروس كانوا مرشحين ليكونوا الحصان الأسود في البطولة الحالية قبل انطلاقها، غير أن هزيمتهم في المباراة الافتتاحية أمام المنتخب الإسباني برباعية أبعدتهم تماما عن الترشيحات.

المنتخب الروسي بقيادة هدنيك عاد من بعيد بفوز مقنع على المنتخب اليوناني في مباراته الثانية بهدف نظيف، وتبعه بالتكشير عن أنيابه أمام المنتخب السويدي وخصوصا بعد عودة اللاعب العبقري أندري أرشافين ليتمكن من الفوز بهدفين نظيفين وبمستوى رائع أتعب السويديين وجعلهم يستسلمون بطريقة غريبة في نهاية المباراة بعد أن أدركوا استحالة مهمتهم أمام قوة منافسهم، والغريب أن هذا الأمر تكرر أيضا أمام المنتخب الهولندي القوي والمرشح للقب بعد أن استسلم أيضا في الأشواط الإضافية تماما أمام قوة المنتخب الروسي وسرعته وانتشار لاعبيه المميز ومهاراتهم الرائعة، فتاه الهولنديون وبحثوا عن النهاية الرحيمة بعد أن كانوا يبحثون عن الانتصار!

أداء المنتخب الروسي بقيادة المدرب هيدنيك يجبرك على تشجيع هذا المنتخب الذي قدم كرة قدم جميلة وحديثة وشاملة، يلعب فيها الجميع دوره المطلوب منه. هدنيك بعد أن نجح في إيصال هولندا لنصف نهائي كأس العالم 1998 وسط أداء رائع، كرر النجاح مع المنتخب الكوري الجنوبي الذي أوصله إلى نصف نهائي كأس العالم 2002 وسط ذهول الجميع، قبل أن ينجح أيضا في قيادة أستراليا إلى التأهل لكأس للدور الثاني في كأس العالم 2006 وكاد يطيح ببطل العالم المنتخب الإيطالي لولا ضربة الجزاء المشكوك في صحتها، لينتقل بعدها إلى روسيا لكتابة مجد جديد له شخصيا ولكرة القدم الروسية، فهدنيك والإنجازات رديف على الدوام!