العدد 2118 - الإثنين 23 يونيو 2008م الموافق 18 جمادى الآخرة 1429هـ

النفط معركة على كلّ الجبهات

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

نبدأ بقصة معروفة. عندما توترت العلاقة بين العرب وأميركا خلال الحرب مع «إسرائيل» في العام 1973 وبانت ملامح استخدام النفط سلاحا في المعركة، سأل أحد الصحافيين الأميركان وزير الخارجية السعودي آنذاك الذي كان في زيارة لواشنطن للقاء الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون قائلا: «لسنا بحاجة إلى نفطكم، بإمكانكم شربه». فأجابه الوزير السعودي: «حسنا سنفعل».

مرت خمسة وثلاثون عاما على السؤال المتشنج والجواب الهادئ، ومازال الأميركان يزدادون احتياجا للنفط، فيما لم يشرب العرب نفطهم، بل أصبح الثروة الأساسية لهم.

إن سؤال الصحافي الأميركي كان يمثل رغبة للعديد من المواطنين في الغرب الذي يلوح منذ السبعينيات من القرن الماضي بالبحث المستمر عن طاقة بديلة عن النفط «العربي».

استخدموا خلال تلك السنين مختلف أنواع الطاقات البديلة للنفط ابتداء من طاقة الرياح والشمس والطاقة النووية وصولا إلى الطاقة البيولوجية التي قد تسبب في المستقبل مجاعات واسعة في البلدان الفقيرة وشحة متوقعة للغذاء. بحث الغرب عن الطاقة البديلة ولكن النفط ظل يمثل الطاقة المثلى والأفضل من جميع ما أنتج وما استخدم حتى الآن.

أميركا تريد من الدول المنتجة للنفط تخفيض الأسعار بأية طريقة كانت وتحملها وزر فقر الدول الفقيرة، ولكنها في الوقت نفسه تساهم في رفع الأسعار من خلال تهديداتها المستمرة بتوجيه ضربة لإيران والتي قد تحول المنطقة إلى كرة من نار (على حد تعبير رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي)، وهي ترفض أيضا رفع قيمة الدولار الذي صار أحد أسباب ارتفاع جميع السلع في العالم، وتحتكر التكنولوجيا القادرة على رفع إنتاج النفط.

يقال إن الطاقة الحيوية أرخص من أسعار النفط الحالية، وقد يكون هذا صحيحا ولكن هذه الطاقة البديلة تعني في حال اعتمادها دمارا للبيئة وشحة غذائية متزايدة وفقرا متزايدا في العديد من دول العالم ولاسيما الإفريقية منها.

أثبتت السنون أن الطاقة البديلة للنفط فقاعة إعلامية يروج لها الغرب؛ لابتزاز المنتجين كلما ارتفعت أسعار النفط. فهل تفهم أميركا أن النفط هو الطاقة المثلى للسنوات المقبلة أم أنها حرب إعلامية تريد إظهار المنتجين على أنهم أساس خراب اقتصادات العالم ولاسيما الدول الفقيرة منها؟

طوال السنوات الماضية أثبتت اميركا أنها تقاتل على أكثر من جبهة، ولكن النفط ظل بالنسبة إليها أم الجبهات.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 2118 - الإثنين 23 يونيو 2008م الموافق 18 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً