لا حديث في الشارع الرياضي البحريني والسعودي حاليا سوى عن مواجهة المنتخبين الأحمر والأخضر في الملحق المونديالي 2010، وأن حمى المواجهة ترتفع كلما اقترب موعد الذهاب السبت المقبل.

ونحن في البحرين نترقب موقعة الذهاب التي تقام وسط أرضنا وجمهورنا مما يفرض علينا معطيات وحسابات خاصة يجب قراءتها جيدا لكي يكون حضور الأحمر قويا فنيا وذهنيا ونفسيا في أمسية الذهاب.

ووفق متابعتي وقربي من المنتخب والتجارب السابقة من لقاءاتنا مع الأخضر السعودي خصوصا في السنوات العشر الماضية، أستقرئ أن هذه اللقاءات تكون بأقدام اللاعبين أكثر من أي عامل آخر، فمتى ما كان نجوم الأحمر في قمة فورمتهم الذهنية وتركيزهم المعنوي وتحلوا بالثقة بالنفس والتجرد من الارتباك فإن ذلك سينعكس كثيرا على أدائهم والجهد ومستواهم العام داخل الملعب، وأستعيد هنا ذكريات آخر فوز بحريني رسمي على السعودية في كأس خليجي 17 في قطر بثلاثة أهداف نظيفة والحال الانضباطية التي كان عليها لاعبو المنتخب على رغم أن منتخبنا كان يومها بحاجة إلى الفوز فقط للتأهل إلى نصف النهائي فيما انعكست الصورة تماما في المباراتين التاليتين بين المنتخبين في خليجي 18 في أبوظبي وكأس آسيا في اندونيسيا 2007 وخسرهما منتخبنا 1/2 وصفر/4 إذ غاب منتخبنا في تلك المباراتين وسيطر التوتر وعدم الانضباط والشد وكل ذلك انعكس سلبيا على أداء المنتخب فرديا وجماعيا مما أدى إلى كثرة الأخطاء والثغرات علما أن أغلب لاعبي منتخبنا في تلك اللقاءات الثلاثة سيكونون حاضرين في مباراتي الملحق.

أذكر ذلك لأنه يفترض أن تكون تهيئة وثقافة وخبرة اللاعب البحريني أصبحت أفضل اليوم من تلك الفترات خصوصا المحترفين الحاليين أو السابقين ونأمل أن ينعكس ذلك ايجابيا على عطائهم الفني وتركيزهم وحضورهم النفسي والذهني والابتعاد عن الترسبات السابقة التي تحدث في لقاءات الأحمر والأخضر!

وأن تركيزنا على «حال اللاعبين» لا يعني تجاهل العوامل الأخرى، فالمدرب الخبير ماتشالا عليه قراءة ظروف المباراة جيدا فنيا ونفسيا وهو الذي يتمتع بخبرة العمل التي تفوق مدرب السعودي بسيرو وعلى ماتشالا الرجوع إلى آخر لقاء جمع المنتخبين العام 2007 وكان حينها مدربا لمنتخبنا ليقف على الأخطاء الفنية الكثيرة التي وقعت يومها، فهذه المواجهات لا تقبل عادة المغامرات الكثيرة وتغيير أوضاع اللاعبين ومراكزهم لأنه يبعثر الأوراق ويؤدي إلى كارثة فنية من الصعب إنقاذها خلال سير المباراة مثلما حدث في إندونيسيا خصوصا أن ماتشالا أمامه عناصر جاهزة ولا إصابات أو إيقافات عدا غياب المرزوقي وبديله موجود.

وبالنسبة لما تردد عن الطقس والرطوبة فذلك يجب أن لا يكون مبررا في حساباتنا بل يفترض أن يكون ورقة لصالحنا لأننا معتادون على اللعب في مثل هذه الأجواء وأكثر بدليل أن موسمنا الكروي انتهى في يوليو/ تموز الماضي، وإذا حدث تأثير من هذا الجانب فذلك سيعيدنا إلى الحديث عن برنامج الإعداد وإيجابيته خصوصا بالنسبة لإقامة المعسكر في النمسا ونحن نعلم أننا سنلعب في البحرين والرياض وخلال شهر رمضان المبارك.

عموما نأمل أن تكون جميع الظروف والمعطيات حاضرة لصالح الأحمر في موقعة السبت وأن تكون للجمهور البحريني كلمته القوية لتكون سهرة رمضانية سعيدة... ورمضان كريم