العدد 256 - الإثنين 19 مايو 2003م الموافق 17 ربيع الاول 1424هـ

عمليتان استشهاديتان في «اسرائيل»

الأراضي المحتلة- محمد أبو فياض 

19 مايو 2003

فجر استشهادي فلسطيني من حركة الجهاد الإسلامي مساء أمس نفسه على مدخل مجمع تجاري في مدينة العفولة ما أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة 21 آخرين جروح ثلاثة منهم خطيرة .فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام التابعة لـ «حماس» مسئوليتها عن العملية الاستشهادية الأخرى التي وقعت صباح أمس واستهدفت سيارة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وأسفرت عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة .وأدانت السلطة الفلسطينية هاتين العمليتين، قائلة «إن هذه العمليات لا تخدم قضيتنا».

إلى ذلك قال الرئيس الأميركي جورج بوش ان «خريطة الطريق» التي تسلمها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي «مازالت قائمة على رغم سلسلة الهجمات الأخيرة، مشددا على ضرورة تعاون الأطراف المختلفة من أجل السلام» .


موفاز يخطط لطرد عرفات والبيت الأبيض يتهمه بالفشل

عملية استشهادية خامسة تخترق الطوق الأمني وتهز «إسرائيل»

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض ، وكالات

قتل مساء أمس، أربعة إسرائيليين وأصيب 21 آخرون بعضهم في حال الخطر، في عملية استشهادية نفذها فدائي فلسطيني في مدينة العفولة شمال «إسرائيل» تبنتها حركة الجهاد الإسلامي وذكرت مصادر «إسرائيلية» أن شابا فلسطينيا فجر نفسه على المدخل الشرقي لمجمع «هعمكيم» التجاري في المدينة، في حين قالت «نجمة داود الحمراء» أنه تم إخلاء جميع المصابين من مكان العملية إلى مستشفى «هعيمك» في العفولة و«رمبام» في مدينة حيفا. وفور وقوع العملية أوعزت شرطة لواء «حوف» إلى الجمهور الإسرائيلي بعدم التوجه إلى مكان العملية، وفرضت حالة من التأهب في المنطقة ونشرت عشرات الحواجز على جميع الطرقات المؤدية إلى المدينة.

وبحسب شهود العيان، فإن الفدائي، حاول الدخول إلى المجمع، فأثار اشتباه الحارس الذي استدعى عددا من الحراس الذين طلبوا تفتيشه، وعندها قام بتفجير نفسه، ودوى الانفجار وسمع بشكل قوي في المنطقة، وهرعت إلى المكان قوات كبيرة من الإنقاذ والشرطة. وهذه هي العملية الخامسة التي تنفذ منذ مساء السبت الماضي وجاءت بعد مضي 46 ساعة من الأولى، وقد أسفرت إحدى هذه العمليات، في الخليل، عن مقتل مستوطنين، فيما أسفرت عملية القدس عن مقتل ستة إسرائيليين وفلسطيني. وفي أعقاب عملية العفولة وموجة العمليات الأخيرة التي اجتاحت «إسرائيل»، أصدرت الشرطة «الإسرائيلية» توجيهاتها برفع مستوى التأهب في المدن بجميع ألوية البلاد، وسوف يتم تعزيز الدوريات المكشوفة والسرية، إضافة إلى نصب الحواجز على الطرقات. وفي أول تعقيب «إسرائيلي» على العملية، شجبت عضوة الكنيست من حزب «العمل» إسرائيلي يولي تـدمير بشدة، العملية ودعت رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون إلى عدم استخدام العملية كذريعة لتعليق المفاوضات مع الفلسطينيين بشأن «خريطة الطريق».

ومن جانب آخر أكدت كوادر في حركتي المقاومة الإسلامية «حماس» و»الجهاد الإسلامي» على استمرار المقاومة حتى انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية. وقالوا إن العملية الفدائية التي وقعت في مدينة العفولة شمال «إسرائيل» أمس تأتي في إطار دفاع الشعب الفلسطيني المشروع عن نفسه في مواجهة التصعيد الإسرائيلي المتواصل.

وأكد الناطق باسم «حماس» محمود الزهار في تصريحات لقناة «العربية» الإخبارية أن «إسرائيل» ليست في حاجة إلى ذرائع حتى تتخذ إجراءات ضد أية شخصية فلسطينية سواء في السلطة أو خارجها. وقال الزهار - ردا على سؤال عن تأثير هذه العمليات الفدائية على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أو حكومة أبو مازن الفلسطينية - أن هناك الآلاف من الأمثلة على أن «إسرائيل» لديها الذرائع الخاصة لارتكاب أعمال ضد الشعب الفلسطيني والعالم العربي من دون الحاجة إلى مثل هذه العمليات الفدائية. وأعرب في هذا الصدد عن اعتقاده بان «إسرائيل» تريد المس بوجود الرئيس عرفات في منطقة رام الله سواء بالإبعاد إلى غزة أو غيرها.مشيرا إلى أن عرفات يدرك أبعاد هذا المخطط. من جهته أكد وزير الجيش الإسرائيلي شاؤول موفاز أمس، إن أجهزته الأمنية ستدرس إمكان طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إذا تبين أنه يقف خلف العمليات الانتحارية، وفي المقابل دان عرفات هذه العمليات ووصفها بالإرهابية، في حين قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن ثلاثة جنود إسرائيليين أصيبوا في عملية فدائية فلسطينية قرب مستوطنة كفار دروم شرق دير البلح. وكان عرفات جدد أمس خلال اجتماعه بوفد برلماني فرنسي، التزام القيادة والشعب الفلسطيني بالسلام الذي وقعه مع اسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل وبخريطة الطريق، ودعا اللجنة الرباعية لإقناع الإسرائيليين بقبول «خريطة الطريق» وإيقاف هذا الاحتلال والحصار والتصعيد العسكري ضد شعبنا وأطفالنا.

ودان عرفات هذه العمليات الإرهابية مشيرا لقيام «إسرائيل» بحملة كبيرة ضده لتوسيع الحصار المفروض عليه، وقال إن اللقاءات مع «إسرائيل» لن تتوقف ما دام هدفها وقف التصعيد العسكري وهذه العمليات التي يدفع ثمنها شعبنا غاليا. وفي وقت لاحق عاد موفاز وصرح في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي أن «إسرائيل» ستعمل على إبعاد عرفات، الذي اتهمه البيت الأبيض بالفشل، وطرده من الأراضي الفلسطينية، إذا اتضح انه مستمر بإعاقة العملية السلمية والعمل على وضع العقبات أمام أبو مازن.

على ذلك، أعلنت سلطات الجيش الإسرائيلي أن قذيفة «قسام» وقعت في مدينة اشكلون شمال قطاع غزة، وإن القذيفة أصابت عمارة في ضواحي المدينة وأدت إلى إصابة شخصين جراء الهلع. وميدانيا أصيب صباح أمس ثلاثة جنود إسرائيليين قرب «مستوطنة كفار دروم» في قطاع غزة جراء عملية استشهادية سبقت عملية شمال «إسرائيل» بساعات، إذ قام فلسطيني يركب دراجة هوائية بالاقتراب من جيب عسكري وفجر نفسه مما أدى إلى إصابة الجنود.

وقال قائد المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، آفي أشكنازي، إن «السيارة المحصنة واليقظة أنقذتا جنود الدورية من إصابات صعبة»، وحسب أقوال أشكنازي، ركب منفذ العملية دراجة هوائية في الطريق التي سمح فيها الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بالحركة من شمال القطاع لجنوبه واستغل حرية الحركة التي يمنحها الجيش الإسرائيلي في المنطقة، وأن العبوة الناسفة أخفيت داخل صندوق الدراجة. وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسئوليتها عن العملية، مشيرة إلى أن منفذها هو الاستشهادي شادي النباهين «21 عاما» من مخيم البريج في قطاع غزة، وأنها تأتي استمرارا لعمليات المقاومة البطولية التي نفذتها الكتائب في الخليل والقدس أمس».

وحسب البيان الذي وزعته الكتائب فقد ذكر شهود العيان الذين رافقوا الشهيد إلى مكان العملية أنهم شاهدوا الجيب العسكري وقد تطاير أشلاء في المكان وهرعت سيارات الإسعاف و طائرة مروحية احتلالية لنقل القتلى من المكان. وفي بيت حانون أفاد المتحدث باسم قوات الأمن الوطني الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي قام بعمليات هدم بيوت في البلدة شمال قطاع غزة، وأن القوات الإسرائيلية تحاصر بيتـا تعود ملكيته لعائلة المصري وتطلب من سكانه مغادرته.

وفي الخليل جرفت قوات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي في منطقة بني سليم في المدينة، تعود ملكيتها للمواطن شاكر الهشلموني، وتقع الأرض المستهدفة، بين مستوطنتي «كريات أربع» و«خارصينا» الجاثمتين على أراضي المواطنين في المدينة. وكانت قوات الاحتلال فجرت منزل عائلة الشهيد فؤاد جواد عمران القواسمي «21 عاما» الواقع في حي أبو كتيلة غرب المدينة، وأخطرت عائلة الشهيد مجاهد عبد الفتاح مصطفي الجعبري «21 عاما» بهدم منزلها الواقع في منطقة عقبة تفوح على الطرف الغربي من المدينة، واعتقلت المواطنين سلامة رضوان القواسمي، توفيق القواسمي، حمودة زغير، حازم جمال التكروري، أحمد نبيل القواسمي، وطاهر حامد محمد القواسمي. وفي نابلس شددت قوات الاحتلال الحصار المفروض على المدينة ومنعت المواطنين من الدخول والخروج من المدينة ونشر الجيش دباباته وافراده الراجلة على طرقها وأحيانا يختبئون بين الصخور والأشجار لينقضوا على المواطنين الذين يحاولون عبور هذه الطرق ويحتجزونهم لساعات طويلة.


التعرف على جثة بريطاني فر بُعيد تفجير تل أبيب

القدس - رويترز

قالت الشرطة الإسرائيلية إن خبراء الطب الشرعي توصلوا أمس إلى أن الجثة التي جرفتها الأمواج إلى شاطئ إسرائيلي تخص بريطانيا يشتبه في أنه ساعد بريطانيا آخر فجر نفسه في تل أبيب الشهر الماضي فقتل ثلاثة أشخاص. وقالت مصادر أمنية إن مؤشرات أولية أظهرت أن عمر شريف «27 عاما» غرق لكنها لم تستبعد العنف كسبب لوفاته. وقالت الشرطة «إن شريف كان يعتزم تنفيذ هجوم متزامن مع هجوم عاصف حنيف وهو بريطاني آخر من أصل باكستاني فجر نفسه في ملهى ليلي على ساحل البحر المتوسط». وعثر على جوازي سفرهما في مكان قريب. ونفذ حنيف «21 عاما» الهجوم يوم 30 أبريل/ نيسان لكن شريف فر هاربا عندما لم يتمكن من تفجير قنبلته. وقال شهود لوسائل إعلام إسرائيلية إن شريف ركض وسط المارة صوب ميناء يافا. وألقي القبض على ثلاثة من عائلة شريف في بريطانيا بعد التفجير الذي نفذه حنيف في ملهى ليلي في تل أبيب. وأفرجت السلطات البريطانية عن زوجة شريف وشقيقه بكفالة لكن بقيت أخته رهن الاحتجاز

العدد 256 - الإثنين 19 مايو 2003م الموافق 17 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً