العدد 256 - الإثنين 19 مايو 2003م الموافق 17 ربيع الاول 1424هـ

العراقيون يطالبون برحيل الغزاة وتشكيل حكومة وطنية

شهدت مدينة بغداد أمس مظاهرة حاشدة انطلقت من مدينة الأعظمية تعد الأكبر حجما منذ دخول قوات التحالف إلى العراق دعت إلى قيام حكومة وطنية وطالبت برحيل قوات التحالف. وتأتي هذه المظاهرة في الوقت الذي بات فيه من المؤكد تأجيل المؤتمر الوطني العراقي إلى يونيو/حزيران المقبل وسط مخاوف من ترك التحالف الأمر برمته .

هذا وأكدت مصادر عراقية على صلة بالقوات الاميركية ان رئيس الادارة العراقية بول بريمر قرر تعيين الجنرال الاميركي (اللبناني الاصل) جون ابوزيد مسئولا عن الملف الأمني العراقي، وقد تم تكليفه لوضع خطة سريعة لفرض الاستقرار واستعادة النظام في العراق.

وقال اعضاء في اللجنة السباعية المكلفة بالتحضير لعقد مؤتمر وطني ينتخب حكومة مؤقتة لـ «الوسط» ان بريمر حدد اولوياته في الاجتماع الذي جمعهم معه الجمعة الماضي وقال إنها تنصرف الآن إلى إقصاء حزب البعث من الحياة السياسية في العراق. كما نقلت المصادر عن بريمر رغبته في استعادة الأمن والاستقرار قبل البحث في تفاصيل نقل السلطة إلى العراقيين. غير أنه بحسب المصادر ذاتها فإن المبعوث البريطاني إلى العراق جون ساويرس الذي شارك في الاجتماع قد خاطبا اللجنة السباعية قائلا: «لقد اتفقنا على عقد مؤتمر وطني جامع بأسرع ما يمكن وبشكل معقول، ومن الواضح أنه لا يمكننا نقل جميع السلطات إلى الهيئة الانتقالية لأنه لا يمكن أن يكون لديها وسائل تحمل هذه المسئوليات».


تظاهرات ضخمة في بغداد ورجال الدين يدعون إلى حكومة وطنية

تأجيل المؤتمر الوطني العراقي إلى يونيو والباجه جي يدعو إلى انتخابات

عواصم - وكالات

أكدت مصادر التحالف الأميركي البريطاني ان المؤتمر الوطني العراقي الذي يتوقع أن يفرز حكومة انتقالية سيعقد في يونيو/حزيران المقبل بدلا من مايو/أيار الجاري بسبب ما دعته الحاجة إلى توسيع التمثيل الحزبي فيه وان لم تخف احتمال إعادة النظر في الأمر برمته، وفي الإطار ذاته دعا وزير الخارجية العراقي الأسبق عدنان الباجه جي إلى تنظيم انتخابات بإشراف دولي لاختيار الحكومة. وشهدت بغداد أمس مظاهرة حاشدة شارك فيها الشيعة والسنة والمسيحيين دعت إلى قيام حكومة وطنية تمثل الشعب. وفيما ألقت القوات الأميركية القبض على شقيق زوجة صدام أبدت فرنسا استعدادها للتصويت على مشروع القرار الأميركي البريطاني بشأن رفع العقوبات عن العراق في مجلس الأمن وسط بوادر بحلحلة الأزمة.

وقال مسئول في التحالف الذي يسيطر على مقدرات العراق أمس إن المؤتمر الوطني العراقي الذي يتوقع أن يفرز «سلطة انتقالية» عراقية والذي كان مقررا أصلا في مايو سيعقد في يونيو. وردا على سؤال بشأن الموعد قال مسئول في مكتب إعادة الاعمار والمساعدة الإنسانية «في يونيو غير أن الأمر رهن بتوسيع تمثيل» الأحزاب السياسية التي ستشارك فيه. وأضاف المسئول الذي طلب عدم كشف هويته «كما انه في حال تعطل التعاون الذي بدأ بين هذه الأحزاب لسبب أو لآخر فانه سيعاد النظر في الأمر برمته».

وذكر «نريد إقامة السلطة المؤقتة بأسرع ما يمكن غير أن هذه السلطة يجب أن تكون ممثلة». واعتبر ان مجلس السبعة المكون من قيادات المعارضة العراقية السابقة «لا يحظى بصفة تمثيلية كاملة». وقال «إذا فإننا لن نقيم سلطة على هذا الأساس فقط» معتبرا ان الحل يكمن في توسيع هذا المجلس لقاعدته أو في أن يقوم الأميركيون بدعوة قوى أخرى. على صعيد متصل دعا رئيس تجمع الديمقراطيين العراقيين عدنان الباجه جي أمس إلى تنظيم انتخابات في العراق لاختيار حكومة عراقية بإشراف دولي لضمان نزاهتها وحياديتها. وفي تصريحات لصحيفة «الزمان» العراقية اليومية المستقلة، أكد وزير الخارجية العراقي الأسبق ضرورة أن «تسن الحكومة الانتقالية قانون الانتخابات وقوانين» تضمن «حرية الصحافة وحرية تأليف الأحزاب والانتماء إليها وحرية التعبير والاجتماعات».

وأكد الباجه جي «عندها وللمرة الأولى في تاريخه سيحكم العراق من قبل حكومة تستمد شرعيتها من الشعب وتحظى بموافقته وتأييده، وهذا جل ما نتمناه لرفعة العراق وازدهاره وتقدمه». وشدد على أن «العمل السياسي يجب ألا يعتمد على الأصول العرقية أو المعتقدات الدينية أو المذهبية (...) إنما يجب النظر إلى العراقيين كشعب واحد».

في غضون ذلك احتفل آلاف الشيعة العراقيين في بغداد أمس لأول مرة منذ ثلاثة عقود بذكرى المولد النبوي الشريف متدفقين على مسجد الكاظمية بشمال غرب المدينة في تظاهرات أعربوا فيها عن احتجاجهم على «احتلال» بلادهم وطالبوا بحكومة تمثل الشعب العراقي.

ورفعت الجموع التي غص بها الطريق الموصل إلى أهم مساجد الشيعة في العاصمة العراقية، صور آية الله العظمى محمد صادق الصدر الذي اغتيل في النجف سنة 1999 و أعلاما خضراء ولافتات كتب عليها «نريد عراقيين شرفاء وليس لصوصا» و «لا لحكومة لا تعبر عن طموحاتنا». وشدد المتظاهرون على «أولوية الأمن» و«إقامة حكومة لا تخضع لتسيير أجنبي».

كما أعربوا عن ارتياحهم لتمكنهم من الاحتفال بذكرى المولد بكل حرية. وذكرت شبكة «سي إن إن» أن المظاهرات، لم تقتصر فقط على الشيعة بل شارك فيها أيضا سنة ومسيحيون فيما وصف بأنه تأكيد على إصرار العراقيون على إظهار الوحدة بين فئات المجتمع كافة. وقالت إن المظاهرات تعد إشارة إلى مدى إصرار العراقيين على المشاركة في صنع مستقبل بلادهم السياسي.

وقال الشيخ محمد الفرطوسي مخاطبا المتظاهرين: «كلنا نريد حكومة نزيهة ونريد حكومة موحدة وليس عراقا مجزأ». وقال الشيخ احمد المطيري ردا على سؤال لوكالة فرانس برس: «قدم الأميركيون إلى العراق تحت راية الحرية غير انه يوما بعد يوم بدأ الأمر يتحول إلى احتلال».

ودعا هو أيضا إلى إقامة حكومة «نزيهة وممثلة»، وأعرب عن رفضه «جميع أشكال التطرف» معتبرا ان الشيعة يجب أن يتبعوا مدرسة الصدر.

كما دعا ثلاثة من كبار مراجع الشيعة في العراق أمس إلى تشكيل حكومة وطنية مؤقتة. وطالب المراجع السيد علي السيستاني ومحمد بحر العلوم ومحمد سعيد الحكيم خلال اجتماع عقد في مدينة النجف إلى توفير الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد والإسراع بصرف رواتب الموظفين.

عسكريا ألقت القوات الأميركية القبض على شقيق زوجة الرئيس العراقي المخلوع صدام على ما أفادت أمس القيادة الوسطي الأميركية التي أضافت ان لؤي خيرالله الذي قدم على انه «مرافق» عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي المخلوع اعتقل الجمعة. وأكدت في بيان «انه شقيق زوجة صدام ومرافق ابنه عدي وعضو في أجهزة الأمن والمخابرات».

ويوجد اسم لؤي ضمن لائحة المسئولين العراقيين المطلوبين من قبل القوات الأميركية، بحسب المصدر نفسه .

دوليا أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس ان فرنسا مستعدة للتصويت على مشروع القرار الأميركي - البريطاني بشأن العراق في حال إدخال «تعديلات» تتعلق بتعزيز دور الأمم المتحدة.


رفسنجاني يحذر من نظام صوري في العراق

طهران - د ب أ

حذر رئيس جمهورية إيران السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الولايات المتحدة من تشكيل حكومة صورية في العراق. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية إلى رفسنجاني خلال مقابلة مع محطة تلفزيون العالم الإيرانية الناطقة بالعربية قوله: «سيكون سلوك إيران مع حكومة شعبية مستقبلية في العراق مختلفا بالمقارنة مع حكومة صورية أميركية لا تحظى بشعبية». وقال إن الولايات المتحدة ستقترف خطأ كبيرا بالبقاء في المنطقة بصفة دائمة، مضيفا أن أميركا حتى الآن أشارت إلى أنها تنوي البقاء بصورة دائمة في المنطقة بتشكيل حكومة في العراق من خلال اختيار أعضائها، إلا أن دول المنطقة ستعارض وجود مثل هذا النظام سواء في السر أو العلن. وأضاف: «إذا أقام الأميركيون حكومة صورية للعمل في العراق، سيواجهون بالقطع الكثير من المشكلات سيكون لها تأثير ضار على بقية العالم»

العدد 256 - الإثنين 19 مايو 2003م الموافق 17 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً