بدأ الجيش الاندونيسي أمس هجوما واسع النطاق على المتمردين في اتشيه بإنزال قوات بالمظلات في الإقليم الواقع شمال جزيرة سومطرة.

ويأتي بدء هذه العملية بعد ساعات من فشل محادثات السلام الأخيرة التي جرت في طوكيو بين الجانبين، على رغم الضغوط الدولية وخصوصا الأميركية للتوصل إلى حل سلمي، في وقت اتخذت قوات الجيش الاندونيسي إجراءات صارمة في غربي إقليم اتشيه إذ قامت بشن حملة اعتقالات أسفرت عن اعتقال خمسة من مسئولي حركة تحرير اتشيه. وأكد الناطق العسكري باسم حركة تحرير «اتشيه» الجنرال «سفيان دواد» ان حركته سترد بقوة على العملية العسكرية التي بدأها الجيش الاندونيسي ضد الحركة. وقال سفيان في تصريح لقناة «الجزيرة» ان الجيش بدأ عمليته العسكرية بهجمات صاروخية على مواقع للحركة، لكنه لم يتسبب في وقوع أية خسائر في صفوفها، مؤكدا ان العرض الذي يقدمه الجيش من عملية إنزال لجنوده لن يخيف الحركة.

وأنه بدلا من التزام أهالي أتشيه بيوتهم عقب فرض الأحكام العرفية من جانب رئيسة اندونيسيا ميغاواتي سوكارنوبوتري اخذ مواطنو إقليم اتشيه يمارسون حياتهم بصورة عادية وتسوقوا وأرسلوا أولادهم للمدارس، وشعر البعض بالقلق والخوف ونظر آخرون إلى الأمر بقدر من اللامبالاة. وقد وقعت الرئيسة ميغاواتي مرسوما يسمح للجيش بمهاجمة الإقليم وينص على إعلان الأحكام العرفية في اتشيه. وقال صحافي من الوكالة الفرنسية ان ثلاث طائرات حلقت صباحا فوق كبرى مدن الإقليم باندا اتشيه، قامت احدها بإنزال جنود. وذكر شهود عيان ان ست مروحيات تنقل مئات الجنود الآخرين التابعين لوحدة خاصة حطت في محيط المدينة. وواكب ذلك وضع الآلاف من قوات الحكومة في حال تأهب ونشر مئات آخرين من المظليين في الإقليم المضطرب بعد ساعات من إعلان الأحكام العرفية به لمدة ستة أشهر. وكانت جاكرتا دعت الانفصاليين في حركة تحرير اتشيه إلى التخلي عن المطالبة بالاستقلال والبدء فورا في عملية نزع أسلحتهم. وأرسل الجيش الاندونيسي في الأيام الأخيرة تعزيزات من آلاف الرجال وسفنا حربية وطائرات قتالية إلى الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة