العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ

«الوسط» تطفئ شمعتها السابعة

تطفئ «الوسط» شمعتها السابعة اليوم (الاثنين) الموافق 7 سبتمبر/ أيلول 2009.

وبهذه المناسبة تهنئ «الوسط» جميع قرائها ومحبيها وتجدد العهد لهم بالبقاء على المبادئ الوطنية والمهنية ذاتها التي أرستها منذ العدد الأول لصدورها، في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطن.


في حوار خاص يبث اليوم على «الوسط أون لاين»

الجمري: لا مبرر لوجود «الوسط» إذا لم تدافع عن قضية أو ترفع ظلامة

الوسط - علي العليوات

* تحدث رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري في برنامج خاص بمناسبة مرور سبعة أعوام على صدور الصحيفة، ملقيا الضوء على مشوار الصحيفة، وما واجهته من تحديات من أجل البقاء في الساحة الصحافية البحرينية أولا والعربية ثانيا، فإلى نص الحوار:

* بداية، نبارك لكم هذه المناسبة ونبدأ الحديث عن أبرز التحديات التي واجهتكم في «الوسط» طوال الأعوام السبعة الماضية؟

- «الوسط» يجب أن ننظر إليها كثمرة لجهود كبيرة جدا، وأيضا لثقة توفرت في فترة زمنية هذه الفترة التي أعقبت انطلاق مشروع الإصلاح في 2001، الثقة كانت متبادلة... كانت هناك - ولازالت - نوايا مخلصة من قبل فئات كانت في المعارضة (مثلي شخصيا)، و بالتأكيد بدأت من قبل الوالد المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري الذي طرح الفكرة أمام جلالة الملك بأن هناك رغبة بإنشاء صحيفة مستقلة، والتحدي الذي بدأناه حينها يختلف عن التحديات اللاحقة. أول تحد كان الحصول على الرخصة، إذ ليس بالإمكان أن تحصل على رخصة في ذلك الوقت، فكان لابد من أن يأتي القرار من الأعلى، وبالفعل جاء القرار من أعلى سلطة في البلد، من جلالة الملك نفسه. ثم بدأ التحدي الآخر وهو إقناع المستثمرين بأن هذا المشروع سيكون مجديا لهم وسيؤدي مهمة وطنية كبيرة كان الجميع يبحث عنها، بأن تكون هناك التعددية وأن تكون هناك حرية للمواطن ليمارس حقه في الشأن العام وأن تعبر عنه مثل هذه الصحيفة، وأن يكون للقطاع الاقتصادي شفافية وصوت في مجريات الأمور، فكان التحدي الآخر هو إقناع المستثمرين. ولكن الحمد لله أن الاستجابة كانت كبيرة لدعوة اللجنة التأسيسية التي تكونت من شخصيات كبيرة ومعروفة مثل الأستاذ فاروق المؤيد والأستاذ فيصل جواد ومستشار اللجنة التأسيسية حينها جواد حبيب وعدد آخر من الذين انضموا إلى الفكرة وأيدوها ودعموها ووفروا لها رأس المال.

التحدي الذي أعقب ذلك هو انطلاق الصحيفة بمهنية كبيرة في الوقت الذي لم تكن توجد فيها كفاءات، فكنا نبحث عن أفضل ما هو متوافر، ودراسات الجدوى أثبتت أن بإمكاننا أن نحقق بحرنة لأكثرية الجهود ولكن علينا أن نختار إضافات نوعية لهذا الطاقم البحريني، وهذا كان التحدي الأكبر. ولكن الحمد لله إذا نظرنا إلى كل هذه الفترة نجد أن «الوسط» هي الصحيفة الأولى التي استطاعت أن توازن ماليتها خلال عام واحد بحيث أنها بدأت توزع الأرباح على المساهمين في السنة الثالثة، ونحن خلال 3 سنوات ماضية أي في السنتين الثلاث الأولى أثبتنا أنفسنا، ثم بدأنا نوزع الأرباح على المستثمرين، واستقرينا ماليا من دون أن يكون هناك دعم حكومي للصحيفة، الدعم المالي جاء من المؤسسين فقط وفي بداية الأمر... أما بعد ذلك فالمؤسسة تتحرك ذاتيا الآن وبقوة مؤسسية مشهود لها إن شاء الله.

* ما هي فلسفتكم أو سياستكم في «الوسط»؟ هل تصنفون «الوسط» بأنها صحيفة معارضة أم هي صحيفة تابعة للسلطة؟

- في الحقيقة أنا لا أعتقد نحن نقبل هذه التصنيفات التقليدية، نحن أولا لسنا صحيفة حزبية، لا نمثل حزبا، نحن لسنا صحيفة لطائفة معينة... نحن نمثل المواطن، بمعنى آخر نريد أن نكون الصحافة المدنية، نريد أن نكون صوتا للصحافة المدنية بمعناها الحديث. هناك مجتمع مدني و هذا المجتمع المدني له رأي و هذا الرأي يجب أن ينعكس على أصحاب القرار سواء كانوا في السلطة أو في الاقتصاد أو من المؤثرين... يجب أن يستمع كل طرف للآخر فنحن نعتبر أنفسنا في «الوسط» الوسيلة الوسطية التي من خلالها تتفاعل هذه الحوارات وتنتج لنا عملية وطنية مجدية للجميع.

* خلال السنوات السبع الماضية كانت هناك الكثير من الحملات التي دخلت بها «الوسط»، ونقول على سبيل المثال ملف جدار المالكية، في خضم ذلك كيف تقيم ما قامت به «الوسط» خلال السنوات السبع الماضية؟

- التقييم يبقى للقارئ... التقييم يبقى للمراقب وللآخرين، أما من ناحيتي كرئيس تحرير للصحيفة أجد أنه لا مبرر لوجود هذه الصحيفة إلا إذا دافعت عن قضية، إلا إذا رفعت المظلومية عن فئة ظلمت، هذه الفئة كائنا من كان من أية طبقة كانت، ومن أية فئة كانت. نحن دافعنا عن العمال الهنود، و دافعنا عن الخادمات الإندونيسيات، و دافعنا عن ساحل البديع، ودافعنا عن ساحل المالكية، وسنبقى ندافع عن كل الأشياء، نحن الذين دافعنا عن معتقلي غوانتنامو، نحن أول من رفع هذه الظلامة، وحاليا نرفع أيضا ظلامة أشخاص اعتقلوا في دول الجوار. كصحيفة نعتقد من واجبنا إذا كانت هناك صرخة مظلوم علينا أن نعكسها لمن يعنيه الأمر لكي نرفع هذه الظلامة، علينا أيضا أن نقرب بين النفوس. إن لـ «الوسط» رسالة، وهذه الرسالة هي أن تقف مع كل صاحب قضية عادلة، وإن شاء الله نستطيع الدفاع عنها قدر الإمكان، لأن هناك بلا شك تحديات و هناك حدود لما يمكن الإنسان أن يفعله، ولكن أيضا إذا سعى المرء فإن الله يفتح له من الأفاق ما يمكنه أن يحقق بعضا من تلك الأهداف.

* صحيفة «الوسط» كانت هي الصحيفة الثالثة التي تصدر في البحرين وحاليا هناك تسابق بين المستثمرين ولنقل على مستوى القطاع الخاص بشكل عام لإصدار الصحف في البحرين، كيف تستشرف مستقبل الصحافة البحرينية في ظل هذا العدد المتزايد من الصحف؟

- نعم نحن ثالث صحيفة نصدر في البحرين، والآن هناك سبع صحف، المشكلة في البحرين من الناحية الاقتصادية، فان الهيكلية الاقتصادي لسوق الصحافة لا تتحمل أكثر من ثلاث صحف، هذا ثابت، لأنه لو رجعنا إلى العام 2004 سنجد أن الإنفاق الإعلاني في البحرين كان أكثر من 2005، 2006، لحد الآن لم نستطع أن ننفق في البحرين على الإعلان ( وهو الدخل الرئيسي للصحيفة)بأكثر مما تحقق في العام 2004 ... فنحن كبلد جمدنا عند 2004. في العام 2004 كانت هناك ثلاث صحف، اليوم هناك سبع صحف بمعنى أن الكعكة واحدة ولكن ازداد من يأكل منها، وبالتالي التحدي كبير بالنسبة إلى من يحقق أرباحا، التحدي كبير بالنسبة لمن يود أن ينمو، ولعل هذه الهيكلية في اقتصاد سوق الصحافة بحاجة إلى عوامل أكبر من جهد الصحيفة فقط، أي بمعنى أننا بحاجة لفتح سوق الإعلام المرئي والمسموع، نفتح كما فتحنا الإعلام المقروء، نفتح الإعلام الآخر ونفسح المجال للاستثمارات الأخرى لكي يتطور هذا القطاع، وأيضا تكون هناك تشريعات تشجع على الإعلان، وتشجع على التنافس... ولكن أهم من كل ذلك لكي تنتظم سوق الصحافة يجب أن تكون هناك شفافية في سوق الصحافة لان الصحف لا تعلن ما هو الدخل لديها ولا تعلن الرقم الحقيقي للتوزيع، فنحن بحاجة إلى تدقيق لمثل هذه الأمور لكي يستطيع المعلن أن يشخص أية صحيفة يعلن فيها إذا كانت هذه الصحيفة هي أكثر صحيفة توزع أو ثاني صحيفة أو ثالث صحيفة أو رابع ... فأنا أستطيع أن اختار، حتى التسعيرة تختلف، وهذا هو المطلوب للمستقبل.

المطلب الآخر أن يتوقف الدعم العلني أو غير العلني للصحف الأخرى من قبل الحكومة أو من قبل الجهات المحسوبة على الحكومة لهذه الصحيفة أو تلك بحيث أن تكون مشاريع الصحف مشاريعا خاضعة لقوانين السوق.

* بالنسبة لـ «الوسط» ... ألا يوجد أي دعم رسمي للصحيفة؟

- الحمد لله من الناحية المادية لم نحصل على دينار واحد من الحكومة، وهذا هو سر نجاح الصحيفة أنها استطاعت أن تثبت أن القطاع الخاص - مع إدارة فعالة ومؤمنة بالمهمة الصحافية - تستطيع أن تقف اقتصاديا، والبحرين تتحمل لأن البحرين لديها كل مؤهلات السوق الحرة ومؤهلات الديناميكية التي تتفاعل مع العرض والطلب، وأعتقد أن «الوسط» تثبت قوة البحرين في مجال تفعيل القطاع الخاص ونحن أول من فعل القطاع الخاص بجدارة في هذا المجال وأثبتنا إمكانية ذلك.

* ننتقل إلى موضوع آخر، ما يتعلق بالتشريعات الصحافية، جلالة الملك أطلق قبل أكثر من عام دعوة للسلطة التشريعية بإيجاد قانون مستنير للصحافة، وحتى اليوم لا يوجد أي تحرك جدي من قبل السلطة التشريعية، وكانت لكم لقاءات من خلال لجنة الخدمات لتعديل قانون الصحافة، ماذا تتوقعون؟ هل تتوقعون أن تشهد البحرين إصدار قانون مستنير يلبي طموحات جلالة الملك؟

- أعتقد أن هذا الكلام تكرر كثيرا منذ نهاية العام 2002 وكنا موعودين بتجميد القانون الحالي في يناير/ كانون الثاني 2003 وكنا موعودين بأن يصدر قانون معدل في العام 2004 ثم في 2005 والآن نحن في 2009، فالوعود مازالت مطروحة، ولكن على أرض الواقع لا أرى أن هناك أفقا حقيقيا، لأنه يبدو أن صدور بعض الجهات المتنفذة في الدولة ضيقة سواء التي ظهرت واستقوت بعد العام 2001 أو من كانت موجودة ويضيق صدرها بشيء من حرية الهامش الصحافي الموجود، فلذلك لا أجد تغييرا حقيقيا في الأمور، سوى إرادة المجتمع و التوجه الحالي لجلالة الملك ربما يحفظ لنا هذه المساحة من الحرية الموجودة حاليا.

* كيف تقيّمون أخلاقيات مهنة الصحافة في البحرين؟

- نحن بحاجة إلى أخلاقيات للمهنة، حاليا هناك توسع للطلب على الصحافيين، أصبح الصحافي في سنوات مضت بإمكانه التنقل كثيرا، أصبحت هناك بعض الممارسات التي هي ربما بعيدة عن ما هو متوقع من الصحافي، لكن ربما انها مرحلة يجب أن نمر بها لأننا دخلنا مرحلة النضوج حاليا، وأنا أعتقد أن «الوسط» أسست منهجا ومدرسة جديدة في البحرين، هذه المدرسة وهذا المنهج أصبحا نموذجا لمن أراد أن يحتذي به، ونحن لدينا إجراءات الآن، هذه الإجراءات بدأت تؤثر على الصحف الأخرى ونرى أثارها، نحن نعلم أنها بدأت في «الوسط» لأننا أعددنا لها العدة ودربنا شبابنا عليها ووثقناها وبدأت تنتشر كمؤثرات على الآخرين، هذا يسعدنا ونحن نعتقد أننا نستفيد من الآخرين بقدر ما يمكننا أن نفيدهم أيضا.

* يحسب لـ «ألوسط» إطلاق تجربة جديدة على مستوى الصحافة البحرينية وهي تجربة الإعلام الجديد وهي تمثل سبقا لكم على مستوى الصحافة البحرينية، كيف تقيمون هذه التجربة وما هي قراءتكم لها؟

- أنا أعتقد أن الإعلام الجديد أصبح حقيقة واقعة لا يمكن اليوم أن نغفل عنه، المشكلة أننا في البحرين دخلنا عالم الانترنت من باب توفير مساحات للحوار ولكن هذا الحوار انزلق إلى المهاترات وانزلق ربما إلى مستوى من التخاطب غير المناسب، وأعتقد مع تصعيد المساحة الموجودة إلى مستوى «صناعة» و «مهنية»، فان هذا سيمكن سوق الإعلام الجديد من الرواج. حاليا هناك محاولات كثيرة، و«الوسط» تفخر بأنها دخلت هذا المجال قبل الآخرين وأنا أعتقد أن المستقبل يبشر بالخير لسوق الإعلام الجديد وكذلك لسوق الإعلام التقليدي.


ولزوار «الوسط أون لاين» رأي

* أكد المواطن عبدالله ابراهيم المناعي من منطقة الرفاع أن «الوسط» صحيفة مشهورة ولها سمعتها ومكانتها في المجتمع البحريني؛ وأضاف أن رئيس تحريرها ممتاز وصاحب قدرات، آملا لها المزيد من التفوق على أقرانها.

أما المواطن عبدالواحد إبراهيم من المحرق فأشار إلى أن «الوسط» ساهمت بشكل كبير في الثقافة البحرينية ولها قاعدة واسعة؛ ويرجع الفضل في ذلك إلى رئيس تحريرها، متمنيا للصحيفة بدخول عامها الثامن كل التقدم والتوفيق والنجاح.

المواطن عبدالرسول عبدالله من منطقة عراد أوضح أن «الوسط» بصراحتها والأخبار المطروحة فيها أصبحت رافدا مهما في زمن كان فيه الإعلام مجرد احتيال بنقل الأخبار. مؤكدا أن ما يعجبه في «الوسط» نقلها للأخبار الصحيحة وهو ما يجعلها تتربع على عرش الصحافة المحلية.

من ناحيته ذكر أمير القيسي من المحرق أن «الوسط» مميزة وتميزها في كتابها، فهي تعتمد على خبرات مميزة كالكاتب قاسم حسين فهو صراحة كاتب متميز، مضيفا أن ما يعجبه في «الوسط» طرح الآراء الجديدة والآراء الثقافية المميزة، وهي دائما تتابع ما يدور في الساحة من ندوات ثقافية، بل حتى على المستوى السياسي لها ذلك الحضور المتميز.

أما المواطن إبراهيم الجودر من منطقة الحد فقال: «نتمنى للصحيفة كل الخير»، مضيفا أنها «تطرح مواضيع جريئة لا تطرحها الصحف الأخرى، ولهذا فهي تستحق كل الخير والتقدم».

وأكد عبدالحكيم محمد من منطقة المحرق تميز «الوسط» في كل المجالات كالرياضة والسياسة وطرح مختلف الآراء، ولذلك تستحتق أن يتمنى لها المواطن إن شاء الله كل التطور والازدهار.


مبارك لـ «الوسط»

مبارك ونهنئ الوسط وكل عام وأنتم بخير

بواسطة: أم ريم

كل عام والجميع بخير ومبارك يا «الوسط»

أهنئ جميع العاملين في صحيفتي المفضلة «الوسط» وأخص بالذكر رئيس التحرير منصور الجمري على هذا المجهود المعطاء ونطمح للمزيد المزيد من التمييز والإبداع وإلى الأمام دائما

(أخوكم: وسام العرب)

نبارك لـ «الوسط» عامها السابع ونتمنى المزيد من التقدم والعطاء

(بوناصر)

بوركت يا «وسط» ولمزيد من الشفافية الإعلامية

فعلا الصحافة، ساهمت في إبراز قضايا كثيرة للرأي العام، وأثرت في بعضها على الرأي الحكومي،

(بروموشن)

ألف مبارك أشرقت وأنورت أجواء البحرين بوجود «الوسط» التي تبرد قلوب قارئيها لأنها تحاول أن تكون حرة دائما... كل الأمنيات الحلوة أهديها لكل القائمين على وجودها وأثني على جهودهم وخصوصا رئيس التحرير منصور الجمري... وكل عام و «الوسط» بخير.

(أيامكم سعيدة)

الحمد لله على كل حال...مبارك لـ «الوسط» ولكل العاملين عليها... وكل عام و «الوسط» بخير حفظنا الله وإياكم.

بواسطة: زائر (5)

أبارك لـ «الوسط» توسطها في قلوبنا

كل عام وأنتم بخير ومزيدا من العطاء ومزيدا من الوقوف بجانب الشعب وبيان الحقائق كما عهدناكم... أبارك لكم عامكم السابع يا صوتنا صوت الشعب.

بواسطة: عاشقة بلادي

ألف مبارك

ألف مبارك لصحيفة «الوسط» وأتمنى لكم مزيدا من التقدم والعطاء وإلى الأمام دائما

(نسرين)


مدير بنك الإسكان: نقدر لـ «الوسط» تفاعلها مع قضايا المواطنين

* قالت مدير عام بنك الإسكان صباح خليل المؤيد: «يسرني وجميع منتسبي بنك الإسكان أن نهنئكم بمناسبة مرور سبع سنوات على تأسيس صحيفتكم، كما يطيب لنا أن نؤكد لكم على تقديرنا للدور الكبير الذي تلعبه مؤسستكم في إعلام المواطنين والتفاعل مع قضاياهم، كما نؤكد لكم حرصنا على توفير المعلومات المطلوبة لأية أغراض إعلامية إيمانا منا بمبدأ الشفافية وحرصا على دقة المعلومات التي يتم تناولها في وسائل الإعلام، وأملا في أن تثمر جهودنا المشتركة وعيا لدى المواطنين وارتقاء لمؤسساتنا الصحافية والإعلامية عموما. متمنين لكم ولمؤسستكم دوام التقدم والازدهار».


منار جناحي: أتمنى للصحيفة المزيد من التقدم والنجاح

* أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لجميع أسرة صحيفة «الوسط» المرموقة على إتمام عامها السابع مع تمنياتي الخالصة لكم بمزيد من التقدم والنجاح.


«ثروات»: «الوسط» خير رسالة للصحافة

* قال المدير التنفيذي للعلاقات العامة والإعلام بدار ثروات الاستثمار خالد محمد الخياط: «إن صحيفة «الوسط» وبنجاحاتها المتواصلة والإنجازات التي حققتها في شتى المجالات ومحاولة إبرازها الوجه الحضاري والثقافي للبحرين في أفضل صورة، وتفانيها في نقلها للأحداث المحلية والعالمية بتجرد وحياد، واطلاع العالم بأسره على مكنون هذا الشعب وحصيلته الثقافية والحضارية لهي خير رسالة وأفضل قيمة مضافة للصحافة المقروءة قدمتها الصحيفة منذ ولادتها قبل سبعة أعوام، ليس لقرائها فحسب بل ولكل محبي هذه المملكة الصغيرة الآمنة». وأضاف «بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الرئيس التنفيذي لدار ثروات للاستثمار (ثروات) عارف محمد العلوي وكل منتسبيها، يسعدني تقديم أطيب التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة إطفاء صحيفتكم عامها السابع ودخولها بجدارة وتفوق عامها الثامن حاصدة في طريقها منذ ولادتها إلى يومنا هذا العديد من القضايا التي فجرتها وهدفت من ورائها خدمة الوطن والمواطن، واكتسبت بالتالي ودهم وثقتهم».


«الوسط»... ومعركة الدفاع عن الهوية

مضت سبع سنوات على انطلاق «الوسط» في 7 سبتمبر/ أيلول 2002. والسنوات السبع التي مرت كانت مشبعة بالتجربة ما عزز التفاؤل بنجاح مشروع صحافي تميز بالوسطية والاستقلال.

تحديات «الوسط» كانت كثيرة وكبيرة منذ اليوم الأول. فالصحيفة حاولت قدر الإمكان أن تلبي آليات السوق من دون أن تسقط في الأوهام. كذلك أرادت أن ترسل إشارة تؤكد حاجة القارئ إلى صحيفة تقارب همومه وطموحاته من دون الانزلاق نحو الابتذال. وبين آليات السوق وتوقعات القارئ مرت «الوسط» في مراحل بدأت من محطة إثبات الوجود فنيا وتقنيا والدفاع عن حق القارئ أن يمتلك صحيفة تخاطب رؤيته لتدخل لاحقا في محطة أصعب وهي ترسيم هوية خاصة بعيدة عن التوصيف الأيديولوجي والتصنيف الأهلي.

المحطة الثانية كانت الأصعب لأنها تركزت على مهمة شاقة تقوم على سياسة كسر التصورات المسبقة وتجاوز الأطر النمطية المتعارف عليها في تحديد الهوية وتعريف الشخصية. وصعوبة المحطة الثانية جاءت انطلاقا من الحرص على التمسك بقاعدة استقلال الصحيفة وحقها في تأكيد هامشها السياسي وتميزها عن المألوف وتلك الشعارات الجاهزة أو الأفكار المنجرة سواء تلك المتصلة بالقضايا الداخلية أو تلك الموصولة بالمتغيرات الإقليمية والدولية.

معركة كسر القوالب النمطية كانت أصعب ولكنها استحقت المغامرة باعتبار أن الفوز في تخطي هذه المحطة يعطي دفعة معنوية ترفع من نسبة النجاح في تجاوز كل الاستحقاقات المتوقعة.

حتى الآن يمكن القول إن «الوسط» قطعت منطقة الخطر حين استطاعت الالتفاف حول الإسقاطات الأيديولوجية التي تصنف الأفكار في خانة محكومة بالتجاذبات الأهلية والانحياز العاطفي إلى فئة من دون انتباه لسلبيات التوصيف الذي يعطل طموح الاستقلال والإخلاص لتميز الهوية.

نجاح «الوسط» في هذه المهمة الشاقة يشكل خطوة نوعية في إطار الدفاع عن هوية صحيفة تطمح أن تحافظ على نمو يجمع بين التطور المهني - التقني وبين الانفتاح على مختلف وجهات النظر التي تقرأ قضية واحدة من زوايا متخالفة.

مسألة الاستقلال أو الاختلاف والتنوع ضمن الوحدة تشكل هاجس «الوسط» الرئيس إلى جانب الحرص على التطور المهني واستيعاب المستجدات التقنية في عالم الصحافة. الجانب المهني - التقني مهم لمواكبة التقدم ولكنه أسهل من مهمة الدفاع عن هوية صحيفة تحرص دائما على تميزها وعدم سقوطها في مصيدة التوصيف الأيديولوجي والتصنيف الأهلي. وسبب الاختلاف بين المهمتين يعود إلى سهولة الحصول على التقنيات المعاصرة لتطوير الأدوات الحرفية للمهنة الصعبة. بينما حماية هوية الصحيفة مسألة مرتبطة بشروط إنسانية يصعب ضبط انفعالاتها وهواجسها ومخاوفها في دائرة محكمة لأنها تخضع في النهاية لرغبات القارئ.

التعامل مع قارئ يُعتبر مهمة شاقة وتتعرض دائما للهبوط والصعود ولا يمكن أن تتكيف ضمن قوالب جاهزة وذلك لاعتبارات إنسانية تتصل بعدم القدرة على حشر أمزجة الناس في نمط واحد من القراءة والتفكير والتحليل والرؤية. وصعوبة التعامل مع القارئ تتأتى من مجموعة عوامل تبدأ من نقطة أن المكان والعنوان والاسم مجهول أو على الأقل غير واضح؛ الأمر الذي يشوش في لحظات الثقة المتبادلة وتنتهي في نقطة أن توقعات القارئ غير موحدة وأحيانا تصل إلى حد التعارض التناحري في رؤية القضايا والمشكلات.


فضاء مفتوح

كسب مشاعر القارئ في كل الحالات مسألة مستحيلة؛ لأن الانفعالات الإنسانية تلعب دورها في توضيح الرؤية وخصوصا حين تكون التصورات محكومة بالإسقاطات الأيديولوجية أو هي ضحية معلومات ناقصة أو خاطئة. لذلك لا بد من الاختيار بين سياسة الإرضاء والمناورة أو التمسك بحق الاختلاف والخسارة. الخسارة صعبة ولكنها تبقى هي الإطار المفضل لضمان الحرية والاستقلال والتمايز وإعطاء فرصة للنقاش والتعارض. فالخلاف في النهاية رحمة؛ لأنه يعطي الإنسان حق الاختيار وتحمل المسئولية الفردية لوجهة نظره.

الاختلاف حق مشروع. ومشروعيته تبدأ من القدرة على تحمل الرأي المضاد وتنتهي في الاستعداد للمراجعة وإعادة القراءة والقبول بالمحاسبة. وهذه المهمة فعلا صعبة لأنها متصلة بالناس والانفعالات الإنسانية المجهولة العنوان والمصدر والبعيدة عن التعريف والتوصيف والتصنيف.

مهمة الإحاطة بالقارئ أصعب من التعايش مع السلطة أو أصحاب القرار أو الأطراف المتابعة لتضاد الآراء. فالقارئ يختلف عن مراكز القوى المعنية بالصحافة أو المهتمة بـ «الوسط»؛ لأن مشاعره عفوية وصادقة ومنفعلة وإنسانية وغير سلطوية. وبسبب هذه الفضاءات التي تحيط بالقارئ تصبح مهمة التواصل شاقة وتتطلب الكثير من التقنيات للتقارب والانفتاح وكسر حاجز الاتصال الحر من دون قيود أو رقابة.

المشاعر البشرية متشعبة الأهواء والولاءات وهي تختلف في بساطتها عن القوالب السلطوية. فالأخيرة واضحة المعالم ومحددة العنوان أو الهاتف ومحكومة بالقانون بينما الانفعالات الإنسانية لا هوية واضحة لها وهي غير محددة بالعناوين والهواتف وتخضع أمزجتها لقوانين بشرية غير موحدة أو مضبوطة تحت سقف نهائي للعقل أو التفكير أو الرؤية.

فضاء القارئ مفتوح على الاحتمالات والتداعيات وردود الفعل. وبسبب هذه الخصوصية الإنسانية للمشاعر تظهر مهمة التعامل مع شبكة واسعة من القراء صعبة لأنها تخضع للصعود والهبوط من دون قصد أو انتباه. عفوية القارئ جميلة وشاقة في آن. ولكن مستقبل الصحافة الحرة والمستقلة موقوف في النهاية على عفوية القارئ وتدخله اليومي الإيجابي والسلبي؛ لأنه يقدم معرفة لا تقدر بثمن تسهم من دون انتباه في تطوير المهنة وتعديلها حتى تنسجم مع معادلة مفتوحة على الآفاق الواسعة في طموحاتها والبعيدة في رؤيتها.

«الوسط» دخلت اليوم عامها الثامن، وهي في تجربتها اجتازت الكثير من العقبات وتجاوزت حواجز كثيرة حتى استطاعت أن تنتقل من محطة إثبات الخصوصية المهنية والحرفية إلى محطة الدفاع عن الهوية المستقلة التي ترسم شخصية مميزة بعيدة عن التوصيف الأيديولوجي والتصنيف الأهلي.


ما قدمته «الوسط»

اليوم تكمل «الوسط» عامها السابع، فقبل سبع سنوات من الآن وفي 7 من سبتمبر/ أيلول 2002 كان جميع العاملين في هذه المؤسسة الوليدة يترقبون كيف سيستقبل البحرينيون هذه الصحيفة الجديدة. لقد وجدت هذه الصحيفة كإحدى ثمار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك ويمكن أن تكون إحدى أهم الثمار اليانعة لهذا المشروع.

كان الجميع من صحافيين ومخرجين ومنفذين وفنيين يشعرون بمشاعر مختلطة من الرهبة والخوف والفرح فقد مر أكثر من ثلاثة أشهر من عملية التحضير لأول إصدار ينبئ بصحافة جديدة ومختلفة في البحرين بعد أن كان الصوت الواحد واللون الواحد والرأي الواحد هو المسيطر على الساحة الإعلامية.

لم يكن هذا الأمر يعود الى الصحف الموجودة آنذاك ولا يمكن تحميلها المسئولية كاملة عن غياب الرأي الآخر والطرح المختلف عن ما هو معهود فقد كان أصحاب القرار والمسئولون يمثلون السلطة الرقابية على الصحف بجانب وزارة الإعلام، فلا يمكن انتقاد أي منهم أو انتقاد وزارته أو إدارته، فيكفي اتصال واحد من أي من المسئولين ليوبخ الصحافي ويُمنع من الكتابة في أي موضوع متصل بهذا المسئول.

وحتى بعد العهد الإصلاحي والانفتاح كانت الصحف الأخرى تنتظر أن تفتح «الوسط» الملفات الملغمة والحساسة لتتبعها بعد ذلك، ولهذا فقد كان لـ «الوسط» شرف فتح العديد من الملفات، كملف الفساد، وإفلاس التأمينات، وجدار المالكية وغيرها من الملفات التي لم تكن لتطرح لولا الموقف الشجاع والصادق لصحافيي «الوسط» وعلى رأسهم رئيس التحرير الذي تحمل الكثير من الضغوط والتحديات.

صحيح أن الظروف الموضوعية والسياسية مع عهد الإصلاح ساعدت كثيرا في نجاح «الوسط» - وهي ظروف لم تتوافر لغيرها من الصحف التي لحقتها - فحتى القراء كانوا متلهفين على صدور شيء جديد لم يكن معهودا لديهم من قبل ولكن هذه الظروف كانت لفترة محدودة وخصوصا مع صدور صحف أخرى, ولذلك فإن ما ميز «الوسط» عن غيرها هو الشجاعة في الطرح والحرفية والمصداقية التي من دونها لا يمكن لأي مطبوعة أن تستمر في الصدور.

ومع كل ذلك لا يمكن إغفال ما قدمته «الوسط» لعموم الصحافيين في البحرين الذين كانوا ولفترة طويلة يعملون في ظروف شاقة وصعبة ولا يلقون غير رواتب زهيدة تقل بكثير عما يحصل عليه الصحافيون في الدول المجاورة وحتى العاملين في نفس مجالهم في البحرين كالعاملين في شركات العلاقات العامة. فـ «الوسط» لم ترفع من رواتب صحفييها فقط وإنما نشرت اسماء محرريها على صدر الصفحة الأولى وسنت بذلك سنة بحرينية جديدة وجعلت الصحف الأخرى تحسن أوضاع العاملين لديها. ان قيمة الصحافي البحريني لم تجد لها واقعا ثابتا ومرموقا إلا بعد صدور «الوسط».


«الوسط» أينما كنت...

تمرُّ اليوم ذكرى تأسيس صحيفة «الوسط» البحرينية التي حملت تجاربها مما قد يكتب وما قد لا يكتب في سنوات قامت بنقل الحدث خبرا وصورة بشكل أكثر مصداقية وأكثر جرأة مقارنة بما كان ينشر في مرحلة أمن الدولة.

إن «الوسط» بإمكاناتها المتاحة وبجهود فريقها الصحافي الشاب، استطاعت أن تطرح قصصا وأخبارا ومواضيع تخص الإنسان البحريني عبر أدوات الإعلام التقليدي و عبر أدوات الإعلام الجديد الذي انطلقت به منذ عامين تقريبا، والمتمثل في برامج يومية بالصوت والصورة تبث أكثر من برنامج في اليوم عبر الموقع الالكتروني إضافة إلى خدمة الاشتراك بالرسائل النصية .

إن «الوسط» صوت صحافي إعلامي مستقل انطلق من القطاع الخاص تديره أموال مساهمين يمثلون جميع مكونات المجتمع البحريني الأصيل، وبالتالي فهي ليست صحيفة حزبية ولا معارضة، وهي مع صوت المحرومين وصوت من لا صوت له وهو أمر لم تعتد عليه بيئة البحرين سابقا.

إن «الوسط» أوصلت صوت المواطن المنسي من مختلف شرائح المجتمع، من الفئة المقهورة والمركونة في طرف المجتمع الى الطبقات العليا، وطرحت ذلك في ملفات ورفعت سقف الحرية في البحرين من خلال إدراج الفئات المنسية من منظور حقوق الإنسان والمطالب المعيشية والعدالة الاجتماعية.

لم تقف «الوسط» عند هذا الحد فهي ذهبت أيضا إلى طرح قضايا كثيرة منها ما خاضت حملات صحافية كبرى نذكر منها «جدار المالكية»، «حماية المواقع الأثرية مثل قلعة البحرين»، «مكافحة التدخين في المجمعات التجارية»، وأيضا تكريم المناضلين والنشطاء والأدباء والصحافيين والفنانين مثل المناضل والأديب أحمد الشملان، الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري، الكاتب الصحافي خالد البسام، المخرج المسرحي عبدالله السعداوي، المخرج السينمائي بسام الذوادي، العداءة الرياضية رقية الغسرة وغيرهم الذين لا يسعني ذكرهم جميعا، هذا إلى جانب المنتديات التي تنظمها «الوسط» أسبوعيا لتسليط الضوء على مواضيع شتى تهم جميع البحرينيين.

هذا الكلام ليس لمجرد الدعاية بقدر انه حقيقة لا يمكن شطبها من حركة الصحافة في البحرين ولاسيما ما بعد مرحلة أمن الدولة. إن «الوسط» اليوم هي صحيفة المسئول كما هي صحيفة رجل الشارع، وصحيفة كل من يود أن يعرف ما يدور داخل البحرين، وذلك من بعد أن كان البحرينيون يبحثون عن أخبارهم في وسائل الإعلام الخارجية في مرحلة سابقة. ان التجديد والتأثير هما طريق «الوسط» التي تقرؤها وتسمعها وتشاهدها اليوم، تتواصل معك أينما كنت بمختلف الوسائط والوسائل.


«الوسط» فتاة الربيع السابع

قبل سبعة أعوام تلقى المواطن البحريني بفرح شديد بشارة ولادة صحيفة «الوسط».

أطلت «الوسط» على جماهيرها تتلمس طريقها وسط ظروف جديدة. فبعد مرحلة من المعاناة استمرت ما يقرب من نصف قرن، عاشت خلالها البحرين تحت وطأة قوانين تعسفية، كان من أبرزها «قانون أمن الدولة»، لم تكن تختلف في جوهرها عن تلك المعمول بها في أعتى الأنظمة القمعية في العالم، جاء صدور «الوسط» ليعبر عن دخول الصحافة المحلية، مرحلة جديدة في تاريخ البحرين المعاصر، دشنها جلالة الملك بإطلاقه مشروعه الإصلاحي الذي انتشل البحرين من تلك الحالة المعتمة إلى أخرى توافرت فيها الكثير من الحريات العامة، بما فيها تلك التي تمس العمل الصحافي مباشرة.

ومنذ ذلك التاريخ، وحتى يومنا هذا، انطلقت في ساحة الإعلام البحريني مجموعة أخرى من الصحف اليومية، لكل منها نكهته الخاصة، التي تخاطب دائرة جمهور تم تحديد معالمها بعناية فائقة.

نجحت «الوسط»، على امتداد السنوات السبع من حياتها، من تحقيق حضور إعلامي مختلف له نكهته السياسية المتميزة، وعززت «الوسط» كل ذلك بانتشار جماهيري واسع، رافقه نجاح مهني ملموس، حققت من خلال كل ذلك ربحا تجاريا، على رغم محدوديته، لكنه يشكل علامة متميزة في سماء عالم البحرين التجاري في المجال الإعلامي. واليوم و «الوسط» تطفئ شمعتها السابعة، فمن حقها علينا أن نبدي رأينا في تلك التجربة الصحافية، القصيرة بعمرها الزمني، الغنية بتجاربها الميدانية.

وكي نحيط بالموضوع من جوانبه المختلفة، لابد لنا قبل الحديث عن «الوسط»، من أن نعرج على الظروف السياسية والاقتصادية التي واكبت انطلاقاتها، وتفاعلها مع محيطها البشري، والتي يمكن الإشارة إلى أهمها من خلال النقاط التالية:

1 - انشطار سلوك المواطن البحريني، بين قطبي جذب مصدرهما قوتان:

الاولى، ذكريات سيئة ومرهقة، لمرحلة منهكة عانى فيها ذلك المواطن من سياسات قمعية مظلمة كممت فيها الأفواه، وامتلأت فيها السجون بالنزلاء، وتلقفت المنافي بعض من أرغمتهم تلك الظروف على الهجرة، وفقد البعض الآخر أبسط حقوق مواطنيته، بما في ذلك تجريده من حقه في الاحتفاظ بجواز سفر صالح للاستخدام.

القوة الثانية، الوعود المشرقة التي جلبها معه المشروع الإصلاحي الذي قاده جلالة الملك.

كان المواطن حينها بحاجة إلى من يضمد جروح الماضي، وتفتح أمامه أبواب آمال المستقبل، بما تحتاجه من صمامات أمان تضمن لذلك المواطن حماية ما جاء في بنود الميثاق الوطني، وما تعهدت به مواد الدستور، وضمان استمرارية العمل بها.

جاءت «الوسط» حينها كي تمد المواطن - القارئ بجرعة من الأمل، انعكست في شفافية منهجية تغطية الأخبار، ومعايير اختيارها.

2 - معاناة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية القائمة حينها، بما فيها الصحف والمجلات من سياسات قمعية صارمة، تمرست في تطبيقها أجهزة الدولة، ومؤسساتها الأمنية، أدت إلى تجريد الصحافة والصحافيين من أبسط حقوقهم التي يستحقونها ويحتاجون إليها كي يمارسوا دورهم الإعلامي على النحو الذي تقتضيه أخلاق المهنة، وتفرضه قوانين السوق، ويتمسك به، في حالة الصحافة، القارئ العادي.

جففت تلك السياسات أقلام الصحافيين، وأرغمت البعض منها على الهجرة إلى الخارج، بحثا عن مساحة من الحرية وفرتها له بعض الصحف والمجلات غير البحرينية، كان من بينها الخليجية. فتحت «الوسط» حينها الباب على مصراعيه أمام الأقلام المهاجرة والمكممة، كي تفتح أفواهها وتفجر طاقاتها، على صفحات صحيفة حددت خياراتها السياسية والمهنية بوضوح.

3 - حاجة المشروعات السياسية التي انطلقت حينها للعمل، مستفيدة من الأجواء الصحية التي جلبها معه المشروع الإصلاحي، إلى قناة تواصل إعلامية، تحظى بثقة كل من المواطن وتلك القوى السياسية في آن، كي تشيد جسور علاقة متينة وراسخة ومستمرة وبناءة بين ذلك المواطن والقوى السياسية المعارضة التي يبحث هو عنها، وتفتش هي عنه.

لم تكن تلك بالمهمة السهلة، لصحيفة ناشئة مثل «الوسط»، التي كان عليها أن تميز نفسها، وأن تسير بحذر وسط ألغام زرعتها في طريقها أفواج القوى المتضررة من ذلك المشروع الإصلاحي، ورأت في «الوسط» عدوا مباشرا لها، وخطرا حقيقيا يكشف عوراتها، ويهدد مصالحها.

4 - بوادر فورة أسعار نفطية، بدأت تهب رياحها على المنطقة، أدت فيما أدت إليه، إلى زيادة الموازنات الإعلانية، الأمر الذي أتاح امام «الوسط» بداية انطلاقة في ظروف اقتصادية منتعشة، قلصت آلام الولادة، وخففت من مخاضات الانطلاقة. تضافر ذلك مع وجود سيولة نقدية بين أيدي أصحاب الأعمال البحرينيين، تبحث عن مجالات استثمارية مختلفة عن تلك التي دأبت على الانخراط فيها، من نمط المشروعات العقارية أو المؤسسات المالية.

أتت «الوسط» كي تفتح أمام هؤلاء المستثمرين، ما كان ينقصهم، وما كانوا يبحثون عنه، فالتقت تطلعاتهم الاستثمارية الذاتية بشكل إيجابي مع الظروف الاقتصادية السائدة حينها.

تلك كانت أهم العناصر التي مدت صحيفة «الوسط» بالأرضية الصلبة التي كانت تحتاجها مرحلة التأسيس والانطلاق.

لكن الذي استفاد من زخم الانطلاق، وحرص على المحافظة على استمراره، هو الفريق العامل الذي كتب بعرقه وجهوده قصة نجاح «الوسط»، منذ أن كانت في المهد تبحث، بجد، عن خطها السياسي والمهني الذي يلائمها، إلى الآن، وهي بنت الربيع السابع، بما تضعه هذه السنوات السبع من مسئوليات جسام على المستويات كافة: مهنية كانت أم سياسية، بل وحتى تجارية.


محو «الأميّة الإعلامية»

قد يكون مصطلح «الأميّة الاعلامية» غريبا، ولكنه وارد ضمن أدبيات البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، وأورده في مقال اليوم للتزامن مع مناسبتين. فمن ناحية يصادف 7 سبتمبر/ أيلول 2009 (اليوم) الذكرى السابعة لانطلاق صحيفة «الوسط»، ومن ناحية أخرى فإن 8 سبتمبر (غدا) يصادف اليوم العالمي لمحو الأميّة... وعليه، فإن الدعوة لمحو الأميّة لها دعوة مصاحبة هي «محو الأميّة الإعلامية»، فما المقصود من ذلك؟

باختصار، تشير أدبيات البنك الدولي إلى أنه وفي عالم اليوم المتسارع نحو البيئة الرقمية فإن أشكالا جديدة من القراءة والكتابة نشأت بسرعة أيضا، والتحدي يكمن في إيجاد الوقت والموارد من أجل اكتساب القدرة على مواكبة الأدوات الجديدة والمهارات اللازمة للبقاء على اطلاع واتصال بالعالم من حولنا. ونظرا لسرعة الانتشار عن طريق تكنولوجيات الإعلام التقليدي والجديد، فقد أصدرت المفوضية الأوروبية (وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي) توصية جديدة دعت فيها الدول الأعضاء لإتاحة فرصة تعليم «وسائل الإعلام» لجميع المواطنين، بل إن التوصية تذهب إلى أبعد من ذلك وتحثّ الدول الأوروبية على «إلزامية» تعليم مادة «وسائل الإعلام» في المناهج المدرسية.

المفوضية الأوروبية اعتبرت أن «محو الأميّة الإعلامية» شرط أساسي ومسبق لتفعيل «المواطنة النشطة». وأشارت إلى أنه ورغم ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت في أوروبا، إلا أنه لاتزال هناك ثمة فجوة في المهارات بين المواطنين من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية في استخدام الإنترنت والتكنولوجيات الجديدة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشباب يتجه إلى الإعلام الجديد أكثر من الإعلام التقليدي، فإن هناك سلوكيات مختلفة وفجوة في المهارات من ناحية التعاطي مع وسائل الاعلام المختلفة، وهذه - إذا استمرت - ستؤدي إلى انتشار «الأميّة الإعلامية»، مما يعني ضياع الفرص، بل إن الجيل الجديد قد يشعر بالغربة عن محيطه وبالاستبعاد الاجتماعي.

وعلى أساس كل ذلك، فإن المفوضية الأوروبية أوصت بغرس المهارات الجديدة للقراءة والكتابة في جميع قطاعات المجتمع عبر اعتماد مبدأ «إلزامية تدريس وسائل الإعلام» بمختلف أصنافها في المدارس، وذلك لتمكين المواطنين من تفعيل دورهم في الشأن العام. واعتبرت التوصية أن «محو الأميّة الإعلامية» سيكون حافزا وشرطاَ مسبقا من أجل ضمان استقلال وتعددية وسائل الإعلام التي تشكل وتؤثر في الرأي العام، وهذا بدوره يعزز البيئة التي تفسح المجال لوجهات نظر متعددة وآراء متنوعة من شأنها إثراء المناقشات العامة، وهذه جميعا تؤدي إلى تعزيز قيم التنوع والتسامح والشفافية والمساواة والحوار، وهذه القيم هي جوهر الديمقراطية والحكم الصالح (الرشيد).

العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:56 م

      الوسط الجريدة العادلة

      كل عام وانت بخير
      ذكرى مباركة سعيدة لكل الشعب

    • جــــروح | 6:45 م

      ألف مبروك للوسط النجاح..

      نقدم أجمل التهاني والتبريكات للوسط بمناسبة مرور سبعة أعوام على صدور الصحيفة, وألف تحية وشكر وتقدير للهيئة الادارية والتحريرية وجميع العاملين بالوسط وللجنود المجهولة في قسم التصميم والاخراج الفني والتصحيح والارشيف والتوزيع بالاضافة لجميع العاملين في المطبعة.. ونتمنى لكم مزيدا من التقدم والنجاح والازدهار دوماً.

    • ommanar | 6:22 م

      كفيت ووفيت يا دكتور

      السام عليكم .... شكرا يا دكتور .. كفيت ووفيت وعلى العهد مشيت ... لا نريد ان نوصفكم بالصوت الزينبي حتى لا ندخل في متاهات التشبيه بالمعصومين عليهم السلام ... ولاكن كلمت حق نقولها انتم صوت المحرومين والمستطعفين في هذا البلد ...نعم يا دكتور ... (( لا مبرر لوجود «الوسط» إذا لم تدافع عن قضية أو ترفع ظلامة)) بارك الله فيك وفي كل الاحبة في صحيفتكم الغراء ... تمنياتى لكم بدوام التوفيق وإلى الأمام ونبدا غدا بإشعال شمعة ثامنة في درب الحرية.

      أخوكم : أبو محمود

    • محمد علي الراشد | 6:20 م

      الوسط لكل الشعب

      اهنئكم احبتي كل عامل ومسؤول في صحيفة الوسط التي علمتنا الوسطيه في كل مواضيعها لان الهمة في الشباب وارتفاع شأن الوسك لاحتوائها بشباب بحرينين مميزين ولو ننظر الى باقي الصحف لنرى ان اغلب الكتاب ليسوا بحرينيون واقول لكم هبي انييير 7 يا وسط واتمنى الاستمرار في نصرة المواطن المغلوب على امره ونتمنى المواصله على هذا الدرب وانا من القراء وبشكل يومي لهذه الصحيفه المباركه تحياتي

    • زائر 4 | 5:48 م

      مليار تحية لجريدة الوسط - الغراء

      مليار تحية لجريدة الوسط لأنها عودتنا أن تكون للمظلوم عونا وللملهوف مأوى وللمنكوب سندا ، كيف لا يكون كذلك ورئيس تحريرها مناصرا للحق فهي للحقيقة صوت مرتفع وعلى الظالمين سيفا ناصع.
      الشكر والتقدير للدكتور / منصور الجمري.

    • زائر 3 | 7:59 ص

      الشكروالتقدير

      الاحتفال السابع من النشر المتقدم يدل على النجاح في السيرة الصاعدة في المجالات الاعلامية المختلفة واحتياجات المجتمع البحريني للصالح العام وخدمة الناس في مملكة البحرين، نبارك لصحيفتكم المباركة في الشهر المبارك وأتمنى لكم مزيدا من التقدم والعطاء والتوفيق. محمد حبيب آل ربيع

    • فكر حر | 2:42 ص

      مبروك

      مبروك مرور 7 سنوات نحن مقدرين جهودكم في هذه الصحيفة وياليت يتم نشر مساهمات الاعضاء التي تعبر عن اراءهم وعدم حذفها لانها صريحة شوي
      لان من واجب الصحيفة ايصال الاراء من دون فلتر يحجب او يجمل الحقائق

    • زائر 2 | 2:36 ص

      صحيفة ( دار الوسط الغراء)

      مبروك الى كل من الدكتور منصور الجمري والى العاملين بمرور 7 سنوات فعلن جريدة الوسط صحيفة التاثير والمصداقية والصدق والامانة

    • زائر 1 | 2:32 ص

      صحيفة كل البحرينين

      الالف مبروك بمرور 7 سنوات على اصدار جريدة الوسط الغراء صحيفة كل البحرينين ونتمنى الى كل من رئيس التحرير الدكتور( منصور الجمري) شمعة الوسط والى كل العاملين بالنجاح والتقدم

اقرأ ايضاً