العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ

( رسائل القراء ):وطني الحبيب... أحبني كما أحبك

الوطن كلمة صغيرة في حجمها، كبيرة جدا في مغزاها ومعناها، الوطن هو الحياة هو الشعور بالأمان والدفء، الشعور بالراحة بالحب والحياة الهانئة.

ما إن نبتعد وإن كانت رحلتنا قصيرة للراحة والاستجمام إلا أن القلب يظل متعلقا بالوطن يشتاق إليه وينتظر عودته له بالرغم من السعادة والراحة والمتعة في البلد الآخر.

كم هو جميل الشعور بحب الوطن وما اأصعب الغصة عندما أفقد أحد معاني الوطن، كفقد الأمان فقد الراحة أو الحياة الهانئة... الوطن يجب أن يوفر لي كل هذا. ولكن المعاني أخذت تتقلص شيئا فشيئا، فأين الشعور بالأمان والراحة أو الحياة الهانئة لإنسان عاطل عن العمل؟ كيف يشعر بالأمان حيث لا توجد له ضمانات مستقبلية؟ كيف الشعور بالراحة وهو يرى تعب السنين في الدراسة يضيع؟ كيف الحياة الهانئة وأيام حياته تمضي دون جدوى أو أي عمل مفيد ولا يزال يشعره بأنه عالة على غيره.

أنا مواطن ومن حقي الحصول على وظيفة لائقة تضمن لي الحياة الهانئة، الأمان، الشعور بالراحة.

أنا مواطن صالح اجتهدت وتعبت ودرست من أجل خدمة هذا الوطن ومن حقي أن أجد نتيجة تعبي.

أحب وطني وأريد خدمته وأن أقدم له كل طاقاتي الشبابية المكبوتة... كيف لا وأنا مواطن ولي حق... من حقي أن أحيا حياة هانئة وما أصعب الشعور بالظلم وممن؟ ممن أحب.. نعم من وطني.

كم راودتني أفكار ومن باب فضفضة عاطل جامعي بأن أسافر لأعمل في الخارج وفي أية دولة خليجية، على رغم عاداتنا وتقاليدنا التي لا تحبذ سفر الفتاة لوحدها وخصوصا للاستقرار، وكنت أقولها رغم عدم اقتناعي بها ومجرد كلام شخص محبط... ولكن داخلي وبمجرد التفكير يرفض ذلك حتى لمجرد الفضفضة غير الجادة. كيف لي أن أعيش خارج وطني الغالي؟ كيف لي أن أرى أناسا غير الناس الذين أعيش معهم، أهل وطني الطيبون المسالمون؟ كيف لي أن أخدم غير وطني، وأنا على ثقة بأنني لا أستطيع إخراج طاقاتي حيث العطاء متمثل في الحب ولا أستطيع أن أعطي إلا من لمن أحب... الغربة والشعور بالبعد عن وطني الحبيب سيقيّدان طاقاتي ويقتلانها ولن أعطيها كلها حيث إنني أعمل لمجرد العمل وليس من أجل خدمة من أحب.

نحن فقط من نستطيع عطاء هذا الوطن، لا وافد ولا مجنس يستطيع ذلك فنحن من يجري حب الوطن في دمنا، نحن من تربينا على أرضه وعشقنا ترابه الغالي وتنفسنا هواءه.

كل إنسان مجبور على وطنه وأن يوفر له الحياة الهانئة وأن يطالبه بحقه، وبصفتي عاطلة جامعية ومواطنة اجتهدت ودرست ووفرت لها الدولة بعثة دراسية لتكمل دراستها والآن بعد أن تخرجت أطالب أن توفر لي حقي في وظيفة لائقة تضمن لي حياة ميسرة وهانئة، وظيفة أحقق من خلالها ذاتي وأخدم بها وطني الحبيب الغالي الذي لا غنى لي عنه ولا أستطيع مفارقته كثيرا حتى للراحة والمتعة والاستجمام. وأربعة أعوام كثيرة جدا أن تضيع من حياتي دون عمل، فالفراغ يقتل المواهب ولم أعتد على الفراغ والعمل غير المجدي.

وطني الحبيب... كم أحببتك وعشقتك وأدفع دمي لخدمتك... لذا أحبني كما أحببتك وكما أحبك وقدم لي أبسط حقوقي كمواطنة عاشت على أرضك وترابك الغالي.

رائدة عيسى أحمد

العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً