العدد 2566 - الإثنين 14 سبتمبر 2009م الموافق 24 رمضان 1430هـ

معركة «نور» والعمل الطلابي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تعتبر المرحلة الجامعية واحدة من أجمل المراحل التي تمر في حياة أغلب من عايش هذه المرحلة ولاسيما إن كانت التجربة في بلد وثقافة مختلفة، قد يجنى منها المرء شتى التجارب التي تشكل الشخصية، وتعزز الثقة وتدرب الاعتماد على النفس في كل صغيرة وكبيرة، وتنمي روح العمل الجماعي المتمثل في العمل الطلابي.

هذا يحدث فقط في أجواء مناخية مفتوحة تؤمن بحرية الآخر وتؤمن بالرأي الآخر داخل الحرم الجامعي وخارجه، وبالتالي فشخصية الإنسان تصقل وتتطور؛ لأن هناك جامعتين يتخرج منها الطالب هي الجامعة الأكاديمية وجامعة الحياة وكلاهما يكمل بعضهما.

الحديث في هذا الجانب ناجم عن تجارب الكثيرين منا ممن عاش في الغربة ودرس في جامعات الغرب لسنوات طوال، عايش فيها الجو الطلابي والجامعي الحقيقي الذي لا يعني حضور مبنى الجامعة للمحاضرات فقط، بل التعايش الكامل والمشاركة في العمل الطلابي والأنشطة المختلفة بمعناها الصحيح.

وما حدث للطالبة نور حسين يعبر للأسف عن حال متردية داخل جامعة البحرين التي من الواضح أن كادرها الوظيفي يسعى إلى قمع أي رأي ناقد لإدارة الجامعة وأي شكل من الأشكال بالنسبة لتحركات الطلابية لكون الأمن هو المرغوب تفعيله داخل هذه الجامعة التي تمنع حتى على نفسها تدريس تخصص العلوم السياسية لكونه يُعد من المحرمات.

إن تحويل الطالب إلى أسير قرارات إدارية تعمل على منهجية أمنية وبوليسية تطالبه بعدم التعبير عن رأيه تناقض كليا أجواء الانفتاح السياسي التي تعايشها البحرين منذ سنوات، فما يحدث خارج أسوار الجامعة من حراك اجتماعي وسياسي وثقافي مازال يبدو غريبا على جو الجامعة المكبل بقيود حقبة أمن الدولة.

إن اللعب بالدرجات أو إلغاء فصل دراسي أو فصل من الجامعة أو توقيف أكاديمي وغيرها جميعها ممارسات معروفة لحقبة يمقتها الكثير من أبناء هذا الوطن، وغياب العمل الطلابي طوال الفصل الدراسي داخل الجامعة لا يعزز سوى الفرقة التي تجلت تماما في انتخابات مجلس الطلبة لأن الطالب ليس مسموحا له أو لها بالتحرك وطرح مواضيع ولا حتى إقامة أية ندوة لأن كل شيء ممنوع وكل شيء سياسة ولابد من أن تكون الجامعة محصنة من داء السياسة... ولكن العكس يجب أن يكون، وهو أن الجامعة يجب أن تتبنى وتنمي العمل الوطني وتفسح المجال للنشاط الطلابي الذي يؤثر في المجتمع إيجابيا. إن مطالب الطلاب جزء من العمل الطلابي والحس الوطني، وصقل الشخصية لا يمكن أن يتعزز داخل هذا الصرح الأكاديمي مادامت الإجراءات والعقليات تعيش حقب الماضي.

إن معركة «نور حسين» ليست معركتها وحدها بل معركة كل طالب بحريني يريد أن يمارس حقه في التعبير داخل الحرم الجامعي، الذي من المفترض أنه يتمتع بسمة الوعي والثقافة، ولا ينبغي للجامعة أن تجرم العمل الطلابي الذي يتضمن النقد والمساءلة... ولو تعلم الجميع أن يسمعوا للآخر لما تحوّل كل رأي إلى سياسة وكل نقد إلى شتم، وتفاقمت قضايانا الواحدة تلو الأخرى دون حلول جذرية.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2566 - الإثنين 14 سبتمبر 2009م الموافق 24 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:52 م

      نور ليست الوحيدة

      نور ليست الوحيدة التي يمارس عليها ذلك القمع ترى في طلاب مدارس يمارس عليهم نفس الضغط لمجرد انهم يعترضون على اسلوب مدرس او مدرسة تصوروا انني اعرف معلمة خطأت سؤال لطالبة ابتدائية متفوقة مما اثر على مستواها في تلك المادة وعندما طالبت الام رؤية ورقة الامتحان وعرضها على معلمة اولى قالت ان السؤال صحيح لكن الطالبة اجابت على المسألة الرياضية بصورة اكثر ابداعا، فما كان من المديرة الا ان قالت خلاص الموضوع انتهى والشهادة استلمت ولا يمكننا طباعتها مرة اخرى ، وهذي الا مرحلة ابتدائية يعني مو شي كبير .

    • زائر 6 | 6:18 م

      معركة نور حسين مع إدارة الجامعة الطائفية

      أعرف صديق طوال حياة الدراسية من الأوائل على المدرسة ولكن قدره حرمه من الحصول على منيته في تخصص آخر والسبب التوزيع الطائفية للبعثات ولكن قبل باي دراسة في جامعة البحرين وحصلت انه كتب تظلم لإدارة الجامعة عن بعض الملاحظات العامة في الشأن الجامعي ومن ذاك الوقت أخذوا يتربصون له ويضايق ويرسب وتأمير الدكاترة عليه حتى تم فصل لانخفاض معدله.وبعدها ذهب للدراسة في الخارج وهو الآن معروف داخل الجامعة بالطالب المثالي.. أقول لنور حسين دراستك بهذه الجامعة مضيعة لعمرك فالطائفية همها محارب انتمائك للطائفة فقط

    • زائر 5 | 9:20 ص

      ناس سكتوا عن حقهم من قبل

      التضامن القائم مع نور يدل على كثرة عدد الذين تأذوا من قرارات الجامعة سابقا
      وجاءت قضية نور لتأخذ بحقهم

    • زائر 4 | 5:54 ص

      حسبي الله ونعم الوكيل ( نور مظلومة والقعوبة مجحفة في حقها)

      اقول حق هالاخو المتفرغ الي كاتب 6 اجزاء ،، قل خيرا او اصمت اذا ما عندك كلام زين تقوله فلا اتكلم وتفتي على كيفك ،، وبعدين انا عندي مئات الا ألوف من زملائي الطلبة المتفوقين دراسيا وانا منهم الي كلهم يؤكدون ان الجو الجامعي خانق واقل شي نقوله يلعبون في درجاتنا فخل دفاعك الباطل عن جامعة البحرين يفيدك والله ما يطق بعصا ومن قال ان طالب التربية سياسي السياسة كلمة محرمة في جامعة الظلم والفساد الي يبي درجات يتمصلح على الدكتور ويضمن النجاح بدون تعب. وترى محد طائفي الا غيرك وامثالك الي تعيقون البلد من القدم

    • زائر 3 | 5:40 ص

      كفيت و وفيت

      صاحب التعليق من 1- 6 كفيت ووفيت فليتعم منك مدعي الصحافة الحرة كيفية البحث على الحقيقة والابتعاد الاسقاطات السياسة العرجاء على كل شئ ، والحقيقة ان فاقد الشئ لا يعطيه

    • زائر 2 | 3:04 ص

      خريج سابق

      هالجامعة يبدو أنها آخر قلعة من قلاع الحفبة السوداء سيصل لها التغيير
      للأسف الشديد درست فى هذه الجامعة خلال التسعينات وكانت ويبدو لازالت كما قلتي بعيدة عن المجتمع وحراكه.
      اذا كان الجامعي ممنوع من التعبير عن رأيه بحرية فمن مسموح له؟
      اذا كان عز الشباب وسن قمة النشاط غير مسموح له بالتعبير فمتى يسمح له.
      الجامعة المفروض تشجع على تبادل الآراء وتقيم دورات وورش عمل للطلبة لمناقشة مختلف الأمور أن يقمعوا طول النهار الذي هم فيه مسجونين فى الجامعة العتيده

    • saydoon | 11:04 م

      الجزء-6

      ارى ان تقوم الجامعة بالتحرك قانونيا لمقاضاة مختلف الجمعيات سواء السياسية او مايسمى بالشبابية لتدخلها السافر في الشأن الجامعي والذي يؤثر سلباً على الجو الطلابي الاكاديمي داخل الجامعة. واحث الطلبة بالدفع نحو تأسيس اتحاد طلابي بحث بعيد عن التجاذبات السياسية والطائفية التي مازادتنا الا تخلفاً وتمزقاً واهمالاً لمختلف التخصصات الاكاديمية التي يدرسها الطلبة ممايدفع بالهبوط بالمستوى الاكاديمي لخريجي الطلبة الخريجين من الجامعة.
      دمتم بود،،

    • saydoon | 10:57 م

      الجزء-5

      خامساً: ما الفائدة من فتح تخصص العلوم السياسية؟ هل لزيادة العاطلين؟ كنتم تطالبون الجامعة بدراسة احتياجات البحرين من التخصصات قبل فتح أي تخصص. هل تريدون خلق ازمة كما هو الان بأزمة خريجي الخدمة الاجتماعية وتكنولوجيا التعليم؟ من سيوظف هؤلاء؟ وكم عدد المختصين في العلوم السياسية التي تحتاجهم البحرين؟
      المسألة ليست قلقلة لسنا افتحوا اغلقوا.
      في الختام، انا ضد ماقامت به نور، ولكني لست مؤيدا لقرار الجامعة القاسي، في رأيي تخفيف العقوبة او الغاؤها والزامها بتعهد.
      الختام في الجزء 6

    • saydoon | 10:52 م

      الجزء-4

      فطالب التربية سياسي وطالب ادارة الاعمال سياسي وطالب الحقوق سياسي وطالب تقنية المعلومات سياسي ... الخ، ثم ماذا؟ ماذا جلبت لنا السياسية؟ هل سنطور برامجا كمبيوترية بالسياسة؟ وهل سنربي الاجيال بالسياسة؟
      رابعاً: فيما يخص العقوبات المذكورة فهي موجودة ومعروفة في الوسط الاكاديمي سواء في جامعة البحرين او في الجامعات الاخرى المعترف بها دوليا والصاقها بحقبة امن الدولة هو محض افتراء وتجن ٍ على الجامعة رغم قسوتها الغير مقبولة، ولكن النظام نظام، وعندما تكون في روما ، تصرف كما يتصرف الرومان.
      يتبع> الجزء5

    • saydoon | 10:51 م

      الجزء-3

      ثالثاً : إن الاستناد على قول احد الطلبة ليصف مناخ الجامعة لايمكن الاخذ وانت كاتبة وتعملين في الجريدة وتعرفين تماما انه لا يمكن التعميم بشيء استنادا على رأي واحد ربما يكون قد جاء من طالب فاشل او كما هو منتشر بين الطلاب الجدد حيث يريدون نظام الجامعة والتسجيل والقبول والدراسة والامتحانات حسب هواهم ومزاجهم. فأين استطلاعات الرأي؟
      البقية في الجزء 4

    • saydoon | 10:48 م

      الجزء-2

      ثانيا: لايمكن القاء اللائمة على الجامعة بخصوص الفرقة التي قلتي انها تجلت في انتخابات مجلس الطلبة بل القي باللائمة على الجمعيات السياسية الطائفية المرتدية عباءة الدين التي تريد ان تحشر انفها في الشأن الجامعي الداخلي بكل ما اوتيت من قوة، وانزلي ياكاتبة الى ميدان الطواقم الانتخابية لتري بنفسك كيفية التحشيد الطائفي القذر.
      البقية في الجزء 3

    • saydoon | 10:45 م

      الجزء-1

      السلام عليكم. اولاً يجب الاقرار بأن ما اقدمت عليه نور هو خطأ بيّن ولايمكن التبرير له بانه حراك طلابي اولا لان الجامعة تمنع نشر أي اعلان او ملصق من دون موافقة الدائرة المختصة، وثانيا لان البيان يحتوي على كلمات هابطة ولا ترقى لمستوى النقد الذي يمكن النظر اليه. انا من مؤيدي نور ومن داعميها عندما خاضت الانتخابات الطلابية ولكن للأسف هذه المرة لم توفق في خطوتها التي اقدمت عليها، فقد اصبحت دمية بيد الجمعية التي اتت منها وسمحت لنفسها بالهبوط لمستوى هذا البيان الهابط.
      وللحديث بقية.... في الجزء 2

اقرأ ايضاً